Friday 10th March,2000 G No.10025الطبعة الاولى الجمعة 4 ,ذو الحجة 1420 العدد 10025



بإقامة الحدود وردع المجرمين تأمن البلاد ويطيب عيش العباد

الحمد لله ولي المؤمنين، وصلى الله وسلم على النبي الأمين، محمد بن عبدالله، وعلى إخوانه من النبيين، وعلى آله وأصحابه والتابعين، أما بعد:
فنسمع بين فينة وأخرى بيانات وزارة الداخلية حول تنفيذ أحكام الله في المجرمين، تلك البيانات التي توطد في النفوس الأمن والطمأنينة، وتسر الخاطر وتشرح الصدر، كيف لا؟ وبذلك يتحقق العدل ويقطع دابر الجريمة، برغم ما تتضمنه من توضيح عن عدد من الجرائم البشعة التي كم نتمنى أنها ما وقعت وأن مجتمعنا مسلَّم منها.
نعم أيها الفضلاء: إن سماع المرء بتلك البيانات لهو أحب وأسعد لنفسه من سماعه عن تأمين أفضل الأجهزة في مجالات الأمن، لأن تلك البيانات الموضحة لإقامة الحدود والتعزيرات في المجرمين يحصل بها من الردع والزجر ما لا يمكن أن يحققه أي إجراء مادي آخر، ومصداق ذلك من كلام الله وهو سبحانه أصدق القائلين ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب لعلكم تتقون سورة البقرة، الآية: 179 .
فتأمل كيف جاء لفظ الحياة نكرةً غير معرف:حياة وهذا يفيد التعظيم والتكثير كما هو معلوم من فقه اللغة، فبقدر إقامة الحدود والحرص عليها ينال المجتمع الحياة الهنيئة الكريمة التي يأمن معها المرء على نفسه وعرضه وماله، ولا يفقه هذه الحقيقة إلا أهل العقول الكاملة والألباب المستقيمة، ولذا خصهم الله بالخطاب.
إنه لا يمكن للمجتمع أن ينال الرخاء ويحقق الإنتاج في ميادين الحياة المتنوعة إلا في ظل أمنٍ وارف يمكن من العمل والإنتاج المثمر، ولذا كانت عناية الشريعة الغراء به محكمة ودقيقة، وذلك عبر تشريع عظيم في أبواب الحدود والتعزيرات.
وإن الواقع الماثل اليوم في المملكة العربية السعودية ليظهر جانباً عظيماً من ثمرات تطبيق ذلك ، حيث تعد أرقام الجريمة في المملكة متدنيةً بالرغم من شساعة مساحتها وترامي أطرافها، وهذا ماجعلها محل تقدير وتأمل فاحص من كثير من الدول للاستفادة من تجربتها في هذا المجال، وهو في حقيقته محض توفيق الله لولاة الأمر في إقامة الحدود والتعزيرات على المجرمين.
ومما يؤكد تحقق تلك المكاسب العظيمة للمجتمع بإعمال شرع الله في المجرمين: ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حد يعمل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحاً رواه ابن ماجه وغيره، وحسنه العلامة الألباني رحمه الله .
فخيرات تطبيق الحدود أشمل وأعظم بركة من الخير الذي مثل تلك الأمطار الغزيرة النافعة للناس ولأرضهم ودوابهم.
وقد كان من آخر ذلك: الحكم الذي نفذ في أحد السحرة، بعد ضبطه بجرمه المشهود الذي أفسد به على مدى ما يزيد على ثلاث سنين، فأضر به كثيراً من الناس وأفسد عليهم أمور دينهم ودنياهم، فكان قتله تعزيراً محققاً لقطع دابره وأمثاله، ومؤكداً لوقوف ولاة الأمر بالمرصاد لنبتة السحر والسحرة الخبيثة الوافدة من خارج البلاد.
وفي ظل هذا المنهج العظيم لولاة الأمر في المملكة نسمع بين حين وآخر شنشنة ممن يزعمون رعاية حقوق الإنسان وتتورم أنوفهم لتطبيق شرع الله في المجرمين، ويحصون كل واقعة، واحدةً بعد أخرى، ثم يزخرفون من باطلهم ما يرمون به إلى ما تخفيه صدورهم من الباطل، ولكنهم قد قصرت عقولهم عن إدراك الحكمة الربانية في ذلك الشرع المحكم، فيا سبحان الله كيف يعتبر المجرم المعتدي صاحب حق يدافع عنه باسم الإنسانية، بينما المعتدى عليه ضحية لا يؤبه بها ولا يلتفت إليها، حتى صارت أعداد القتلى والمصابين من المجني عليهم في بلادهم أضعاف أضعاف أعداد المجرمين الذين تصدر بحقهم أحكام الإدانة، ولذا فليس بغريب أن المجرم اليوم في البلاد التي تحكم بالقوانين الوضعية يعتدي على فريسته في رابعة النهار وفي أكثر الشوارع ازدحاماً ثم يفلت بجريمته ولا ينال عقوبته، حتى باتت تلك البلاد مخوفة في كل شبر منها، برغم كونها مغلفة بمظاهر التحضر والتمدن!!.
ويحسن أن نسجل في هذا المقام كلمة وضيئة لمن وفقه الله للقيام على تطبيق معلمٍ بارز من معالم الشريعة ومظاهرها التطبيقية,, أعني الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وفقه الله حيث جاءت إجابته الحاسمة على عدد من الناعقين الذين يدلون بآرائهم السقيمة ضد شرع الله حيث يقول سموه: نحن كثيراً ما نسمع عن هذه الاعتراضات من بعض المنظمات الدولية خاصة فيما يتعلق بالقتل وقطع اليد، ونعتبر أن هذا تدخلاً بعقيدتنا قبل سلوكنا، فنحن لا نطبق أنظمة وضعيةً قابلةً للتغيير، وإنما نطبق أحكاماً منزلة من الله وبهدي من سنة رسوله الكريم، وأنظمة كثير من هذه المنظمات تنص على احترام الأديان وعقائد الشعوب، فكيف يعترضون على عقيدتنا؟! إنها أصوات تسعى إلى الطعن بشريعتنا, ونقول لهم ولكل من يعترض: إننا ماضون بالتمسك الكامل بأحكام الشريعة استجابةً لإرادة الله، والتزاماً بشروط العقيدة السمحة، وسنطبق الأحكام الشرعية بحق كل مجرم دون اعتبار إلا لشريعتنا وأمننا
ينظر العدد 1077 من مجلة اليمامة في مقابلة مع سموه .
إن هذه الكلمة لمصدر اطمئنان وارتياح لكل أهل هذه البلاد، بل للمسلمين في آفاق المعمورة الذين يفتدون بلاد الحرمين بكل ما يملكون ، والذين تقر أعينهم بعزة هذه البلاد وسيرها وفق شرع الله المطهر.
وفق الله الجميع لما فيه الخير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
خالد بن عبدالرحمن الشايع
مدرس العلوم الشرعية بثانوية جبل طارق

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

محاضرة

شعر

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved