في ظلال الحسبة الاحتساب في الحج فهد بن عبدالله البكران |
عبادة الحج فريضة تجمع المسلمين من انحاء العالم من شرقها وغربها وشمالها وجنوبها فهي التقاء عالمي بين جميع افراد المسلمين، ويكون الناس سواسية فيه في الملبس فقيرهم وغنيهم لا فرق بينهم بسبب جنس او لون وعبادتهم وقلوبهم متجهة الى واحد احد, ومع اختلاف مشاربهم الثقافية والتعليمية فانه يقع بعض الحجاج للاسف حين اداء مناسكهم في بعض المخالفات الشرعية وأكثرها نتيجة جهلهم وتفريطهم او لتساهلهم في تطبيق حكم الشريعة.
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم المثل الاعلى في ذلك اليوم ولم يشغله الزحام عن القيام بواجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان اذا رأى بعض المعاصي يغيرها في الحال او بعض الاجتهادات الخاطئة يصوبها لصاحبها وغير ذلك.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم مر وهو يطوف بالكعبة بانسان ربط يده الى انسان بسير او بخيط او بشيء غير ذلك فقطعه النبي صلى الله عليه وسلم بيده ثم قال: (قده بيده).
وقال بعض العلماء: كان اهل الجاهلية يتقربون الى الله بمثل هذا الفعل، وقال ابن بطال في هذا الحديث: انه يجوز للطائف فعل ما خف من الافعال وتغيير ما يراه الطائف من المنكر.
وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يسوق بدنة فقال: (اركبها , فقال: انها بدنة، فقال: اركبها، قال : انها بدنة، قال: اركبها ويلك الثالثة او الثانية) متفق عليه.
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: (كان الفضل رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت امرأة من خثعم فجعل الفضل ينظر اليها وتنظر اليه وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل الى الشق الآخر، فقالت: يارسول الله ان فريضة الله على عباده في الحج ادركت ابي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال نعم، وذلك في حجة الوداع).
|
|
|