Friday 10th March,2000 G No.10025الطبعة الاولى الجمعة 4 ,ذو الحجة 1420 العدد 10025



مدير فرع الرئاسة بمكة المكرمة في حديث شامل عن صفات الحج
النفقة الحلال ,, يا حجاج بيت الله

*كتب مندوب الرسالة
الحج ركن من اركان الاسلام يجب على كل مسلم قادر في العمر مرة واحدة لقوله تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين) ويجب على المستطيع اداؤه على الفور وحفظه عما لا يليق من الرفث والفسوق ليأتي بالثمار الطيبة التي من اهمها تأدية الفرض ومغفرة الذنوب.
لقوله صلى الله عليه وسلم (من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه).
ولاشك ان الحج والعمرة من افضل العبادات واجل الطاعات ولكن ينبغي لمن قد ادى الحج ان يفسح المجال لغيره ممن لم يسبق له الحج فلاشك ان في ذلك اجرا له.
فاذا عزم الحاج على السفر بادر بالتوبة الصادقة ويعلم ان لاسبيل الى النجاح والفلاح والفوز الا بالتوبة الى الله من جميع الذنوب والمعاصي كما يجب عليه رد المظالم الى اهلها وابراء ذمته منها فان الظلم ظلمات يوم القيامة وكيف بالمسلم يرجو غفران ذنوبه وهو يظلم الناس ويأكل حقوقهم ويقع في اعراضهم.
وينبغي لمن اراد الحج رد الودائع ان كان عنده شيء منها وتدوين ما له وما عليه ويتلمس الزاد والنفقة الحلال فان الله طيب لا يقبل الا طيبا وكيف يستعان بالحرام على فعل العبادات
توجيهات للحجاج
وفي هذا الصدد يقول فضيلة مدير عام فرع الرئاسة العامة بمنطقة مكة المكرمة الشيخ جابر بن محمد الحكمي:
على الحاج ان يجتهد في قضاء ديونه واداء زكاة ماله ويترك لاهله واولاده من النفقة ما يكفيهم لحين رجوعه اليهم وعليه ان يتعلم كيفية الحج ليؤدي العبادة على علم ومعرفة وعليه ان يتذكر انه خارج لعبادة من افضل العبادات واعظمها فيلتزم القيام بالواجبات في سفره، وينبغي له الحرص على الطهارة فان بعض الناس يفرطون في شأن الطهارة فيتيممون من غير حاجة الى ذلك والتيمم انما شرع اذا فقد الماء اما اذا وجد فلا يصح من الانسان الطهارة الا به فلا يجوز للمسلم ان يصلي بدون الطهارة ولا يصح منه استعمال التيمم اذا وجد الماء وقدر على تحصيله وبعض الناس يتهاون في الصلاة مع الجماعة بحجة انه مسافر وذلك امر لا ينبغي للحاج ولا لغيره وانما يتأكد في شأن الحاج لكونه خرج لطاعة وقربة ويجوز للمسافر للحج او غيره قصر الصلاة الرباعية وهي الظهر والعصر والعشاء فيجوز للمسافر قصرها وجعلها ركعتين وذلك اذا صلى مع جماعة يقصرون الصلاة اما اذا صلى وراء امام مقيم يتم صلاته وجب عليه الاتمام اقتداء بامامه سواء كان دخل مع الامام من اول الصلاة او لحق به في بعض اجزائها فيجب عليه ان يتم واما الجمع فان السنة للمسافر الا يجمع الا اذا جد به السير وكان يسير في طريقه اما النازل في مكان معين فانه لا يجمع بل يصلي كل فرض في وقته ويقصر الصلاة الرباعية وينبغي للمسافر للحج وغيره ان يتحلى بالصبر على الآلام ويتحمل الناس ويصفح عن من اخطأ عليه ولا يحاول اذية غيره, ينبغي للحاج ان يختار رفقة طيبة من المعروفين بالصلاح والاستقامة والحذر كل الحذر من مصاحبة الجهال والفساق والكذابين والنمامين والمغتابين لعباد الله الذين يأكلون لحوم خلق الله ويقعون في اعراضهم فان من صاحب احدهم اوقعه في الذنب وخسر بسبب صحبته له في الدنيا والآخرة فالحاج يختار رفقة طيبة يعينونه على فعل الخيرات وترك المنكرات.
ويحذر الشيخ الحكمي الحاج من القبيح من القول والفعل، وان على الحاج ان يحفظ لسانه من الكذب والغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء بخلق الله ، واذا وصل الحاج الى الميقات اغتسل وتطيب قبل ان يقصد احرامه ثم يلبس ملابس الاحرام ثم يدخل في النسك الذي يريده من حج او عمرة وينوي الدخول فيه لقوله صلى الله عليه وسلم (انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرىء مانوى) ويشرع له التلفظ في الحج او العمرة خاصة فيقول لبيك اللهم عمرة او لبيك اللهم حجا, اويقول اللهم لبيك عمرة او لبيك حجا.
موضحا في هذا الصدد انه اذا خاف الا يتم حجه او عمرته لمرض او نحوه ان يشترط في وقت احرامه ويقول لبيك اللهم عمرة او لبيك اللهم حجا فان حبسني حابس فمحلي حيث حبستني .
ثم يلفت الشيخ الحكمي الى نقاط هامة يجب الحذر منها فيقول وعلى الحاج ان يعلم انه متى ما دخل في النسك واحرم فانه لايجوز له ان يأخذ من شعره ولا من اظافره شيئا ولايجوز له بعد الاحرام ان يمس طيبا ولا يلبس مخيطا على جملته التي فصل عليها كالقميص والسراويل ويجوز للمحرم عقد الازار وربطه بخيط ونحوه, ويجوز للمحرم ان يغتسل متى شاء ويغسل رأسه ويحكه اذا احتاج الى ذلك برفق وسهولة فاذا سقط شيء من شعره بدون قصد منه فلا اثم عليه والمرأة يباح لها سدل خمارها على وجهها اذا احتاجت الى ذلك او كانت بحضرة رجال لقول ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا حاذانا الركب سدلت احدانا جلبابها على وجهها فاذا جاوزونا كشفناه.
ولا بأس ان تغطي المرأة يديها بطرف ثوبها واما ما يفعله بعض النساء من التبرج وعدم الستر والحشمة فان ذلك منكر عظيم وفتنة عظيمة ويجب على المسلم الا يرضى لنسائه بذلك بل يجب عليه ان يأمرهن بالستر والاحتشام وعدم مضايقة الرجال ومزاحمتهم، ويجوز للحاج غسل ملابس احرامه اذا احتاج الى ذلك ويجوز له ايضا ان يبدلهااذا اتسخت ويحرم على الذكر تغطية رأسه بملاصق مثل الطاقية والغترة وغيرها ولا بأس بان يستظل بسقف السيارة او الخيمة ونحو ذلك, ويحرم على المحرم قتل صيد الحرم البري والمعاونة على قتله وتنفيره من مكانه, ويحرم على المحرم عقد النكاح او الجماع وخطبة النساء ومباشرتهن بشهوة، واذا غطى رأسه او لبس مخيطا او تطيب وكان ناسيا او جاهلا فلا شيء عليه وكذلك لو حلق رأسه او قلم اظافره جاهلا أو ناسيا فلاشيء عليه ولكنه يمتنع عن ذلك متى علم او ذكر ثم يقول الشيخ الحكمي مسترسلا:
يحرم على الحاج قطع شجر الحرم ونباته الاخضر ولقطته الا لمن يعرفها ويجب على الحاج ترك المخاصمة والمجادلة في الباطل والكلام الذي لا فائدة منه ويشغل نفسه بالذكر وقراءة القرآن الكريم وينبغي للحاج ان يسأل اهل العلم والمعرفة فيما اشكل عليه من امور حجه وفي امور دينه عامة.
أخطاء وتجاوزات
كما تطرق فضيلته الى الأخطاء التي يقع فيها الكثيرون فيقول:
البعض من الحجاج يقع في اخطاء شرعية في اثناء تأديتهم للنسك ومن هذه الاخطاء: ان بعض الحجاج يتعدون الميقات بدون احرام وخاصة الذين يأتون عن طريق الجو فيؤخرون الاحرام حتى يصلوا الى جدة ليحرموا منها او دونها مما يلي مكة وهم قد تجاوزوا الميقات بدون احرام لقوله صلى الله عليه وسلم (هن لهن اي المواقيت ولمن اتى عليهن من غير اهلهن ممن اراد الحج او العمرة) فمن تعدى الميقات بدون احرام لزمه الرجوع اليه ليحرم منه فاذا لم يفعل فانه يلزمه دم.
ومن الاخطاء كذلك ان البعض يظن انه اذا احرم في ازار ورداء يظن انه لا يجوز له ان يغيرها او يلبس ملابس احرام غيرها فيتركها وربما جلست عليه اسابيع حتى تتلوث بالاوساخ, والبعض يظن انه لايصح ان يغتسل ويتنظف بعد احرامه وهذا جهل بلا شك فانه يصح للانسان ان يغسل ملابسه متى ما اتسخت ويصح له لبس ملابس احرام غيرها ويصح له ان يغتسل ويتنظف متى ما دعت الحاجة الى ذلك.
وبعض الحجاج يظن ان الاضطباع مشروع في جميع حالات الحج فبعضهم يظل كتفه مشكوفة طيلة الحج وهذا غير مشروع فالاضطباع غير مشروع الا في طواف القدوم فقط اما ما عدا ذلك فان له ان يستر كتفيه بردائه من الشمس ونحوه ومن الاخطاء ان بعض النساء اذا مرت بالميقات وهي تنوي حجا او عمرة وكانت حائضا لا تحرم ظنا منها ان الاحرام يلزم له طهارة فتتعدى الميقات بدون احرام وهذا غير صحيح والصحيح انها تحرم وتفعل جميع ما يفعله الحجاج من الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ومنى ورمي الجمار وغيرها مما يفعله الحاج غير انها لا تطوف حتى تطهر.
فالذي تمتنع منه الحائض والنفساء هو الطواف حتى تطهر لقوله صلى الله عليه وسلم افعلي ما يفعله الحاج غير الا تطوفي بالبيت حتى تطهري.
ومن الاخطاء ان بعض الحجاج يلتزم بادعية خاصة معينة في الطواف والسعي لا يدعو الا بها ويظن ان لكل شوط من اشواط الطواف دعاء خاصا, وهذا غير صحيح فالحاج يدعو بما شاء من خيري الدنيا والاخرة او يقرأ القرآن حال طوافه او يسبح ويهلل ويكبر ويذكر الله بما تيسر ويواصل الشيخ الحكمي في استعراض الاخطاء التي يقع فيها الحجيج فيقول:
ومن الاخطاء ان بعض الحجاج يقبل الركن اليماني وهذا خطأ لان الركن اليماني يستلم باليد فقط ولا يقبل وانما يقبل الحجر الاسود فالحجر الاسود يستلم ويقبل، ومن الاخطاء التي تقع من بعض الناس يظن انه لابد من ان يقبل الحجر الاسود فيزاحم الناس ويؤذيهم ويستعمل عضلاته في تفريقهم وربما أذى نفسه واذى غيره من اجل ان يقبل الحجر وهذا خطأ ولا ينبغي للحاج الوقوع فيه فان تيسر تقبيل الحجر واستلامه من غير مزاحمة او مضايقة فعل واذا شق ذلك عليه او ترتب عليه اذية الحجاج بالمزاحمة ترك الاستلام والتقبيل واشار اليه عندما يحاذيه ويكبر.
ومن الاخطاء ان بعض الحجاج اذا انتهى من الطواف يظن انه لا يمكن ان يصلي الا خلف المقام فيعمد الى ذلك المكان ويزاحم الناس ويؤذي نفسه وغيره, وربما اذا كانوا رفقة يعملون حلقه والبعض يصلي داخل الحلقة، وهذا خطأ فان صلاة ركعتي الطواف تصلى خلف المقام اذا لم يكن هناك مزاحمة فاذا كان هناك زحام صلاها في اي موقع من المسجد واجزأه ذلك.
ومن الخطأ ان بعض الحجاج يظن انه يكفي لفك الإحرام اخذ شعرات من مقدمة رأسه فقط وهذا غير صحيح فيلزم الحاج والمعتمر ان يحلق او يقصر واذا قصر وجب عليه ان يعمم رأسه بالتقصير ولا يقتصر على جزء منه اما المرأة فانها تأخذ من كل ظفيرة قدر انملة فقط ومن الاخطاء ان بعض الحجاج لا يتأكدون من وقوفهم في داخل حدود عرفة فيقف البعض خارجها والذي ينبغي ان يتأكد الحاج انه وقف داخل حدود عرفة ليكتمل حجه, ويقول فضيلته مواصلا الحديث عن الاخطاء.
ومن الاخطاء ان بعض الحجاج يظن انه لابد من صعود جبل الرحمة في عرفة او الوقوف حوله او استقباله فتجد انه يؤذي نفسه بالصعود اليه وهذا امر غير مشروع فلم يرد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد على جبل الرحمة في حجه ابدا وقد قال صلى الله عليه وسلم (خذوا عني مناسككم) وقال عليه السلام (وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف) فاي مكان داخل حدود عرفة يقف فيه الحاج فوقوفه صحيح.
ومن الاخطاء ان بعض الجاج ينصرف من عرفة قبل غروب الشمس وهذا خطأ فالواجب ان يقف الحاج في عرفة حتى غروب الشمس ومن خرج من عرفة قبل الغروب ولم يعد اليها لزمه دم ويكون قد اخل بواجب من واجبات الحج.
ومن الأخطاء ان بعض الحجاج لا يبيت في مزدلفة وهذا خطأ فالرخصة هي للضعفة من النساء والصبيان وضعفة الناس في ان ينصرفوا ولكن بعد منتصف الليل اما قبل منتصف الليل فلا يجوز الانصراف من مزدلفة لا لضعيف ولا لغيره.
ومن الاخطاء ان بعض الحجاج ينصرف من عرفة ويأتي مباشرة الى منى دون المبيت في مزدلفة فيرمي جمرة العقبة قبل منتصف الليل وهذا خطأ فالمبيت في مزدلفة امر لابد منه ويصح للضعفة الانصراف بعد منتصف الليل وكذلك الرمي اذا وقع قبل منتصف الليل من ليلة مزدلفة فانه لايجزىء ومن الاخطاء ان بعض الحجاج لايبيت ليلة الحادي عشر والثاني عشر في منى وهذا واجب من واجبات الحج من تركه دون عذر لزمه دم ومن الاخطاء ان بعض الحجاج يرمي الجمار في يومي الحادي عشر والثاني عشر قبل الزوال وهذا خطأ فالرمي لايكون الا بعد الزوال ومن الاخطاء ان بعض الحجاج اذا انتهى من اعمال يوم العاشر وكّل في الرمي في يوم الحادي عشر والثاني عشر وانصرف لاهله وهذا جهل عظيم وخطأ عظيم واخلال بالحج, فلا يصح للحاج ان ينصرف الا بعد ان يرمي الجمار الثلاث من اليوم الثاني عشر بعد الزوال ثم يطوف للوداع ويسافر ان اراد.
الدعاء والذكر
وبعض الحجاج يظن انه عند ما يرمي الجمار انه يرجم الشيطان فتجده يسب ويصيح ويصرخ والبعض يرمي بحذائه ونحو ذلك وهذا غير صحيح فالذي ينبغي ان يستشعر الانسان انه في عبادة ويذكر الله تعالى ويكثر من الدعاء والذكر وعليه السكينة والوقار ومن الاخطاء ان بعض الحجاج يأتي عند الجمرة الواحدة فيأخذ السبع حصيات ويرمي بها مرة واحدة وهذا غير صحيح والواجب ان يرمي كل حصاة لوحدها ويتأكد من انها وقعت في المرمى ويرفع يده ويكبر , والبعض يأخذ حصاة كبيرة ويظن ان ذلك افضل وهذا غير صحيح فالحصا مثل حصى الخزف ومن الاخطاء ان بعض الحجاج اذا انتهى من الرمي في اليوم الثاني عشر يذهب ويطوف للوداع ثم يرجع وينام الى صباح اليوم التالي ويسافر من الفجر وهذا خطأ والصحيح ان الحاج لا يطوف للوداع الا اذا خرج يريد السفر وتأهب له.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

محاضرة

شعر

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved