الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
ظهر في زماننا هذا من بعض من يدعون العلم واتباعهم من العوام الذين يلجأون الى تحكيم العقل والهوى باسم الشريعة - ظهروا لنا بأحكام خالفت الكتاب والسنة بل خالفت اصولهما وذلك بادعائهم أن دين الإسلام ودين اليهوديةوالنصرانية واحد، وانهم اخوان لنا وأن دينهم دين سماوي صحيح كما أنزل من قبل، بل وصل الحد الى معاشرتهم حق المعاشرة والفرح مع افراحهم والترح مع أتراحهم ومؤانستهم والأكل معهم, ولأهمية هذا الامر العقدي الذي اعتقاده والإيمان به يوصل الى حد الكفر ينبغي التنبه الى الامور التالية وخاصة من الناس الذين يعيشون في بلادهم من اهلنا واخواننا:
1 أن اليهود من أشد أعداء المسلمين بنص الآية (لتجدن اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين اشركوا) وذلك لأن كفرهم عناد وجحود ولذا قتلوا كثيرا من الأنبياء حتى هموا بقتل محمد صلى الله عليه وسلم غير مرة لكن الله أخزاهم ومازالوا يقتلون ويهمون بقتل المسلمين وصدق محمد صلى الله عليه وسلم اذ يقول (ماخلا يهودي قط بمسلم الا هم بقتله).
2 أن النصارى أخزاهم الله جعلوا عيسى عبدالله ورسوله جعلوه ابناً لله سبحانه فعبدوه مع الله بل منهم من قال: المسيح هو الله, تعالى الله وتقدس عن ذلك، ويعتقدون انه صلب اي أنه مات مع انهم ينتظرون نزوله قبل أيام في بداية الألفية فكيف ينزل وهو قد مات - مع أنهم مختلفون في وقت نزوله -؟ ظلمات بعضها فوق بعض ، فالنصارى بسائر فرقهم وطوائفهم (الملكية، واليعقوبية والنسطورية) كلها في عقائدها كافرون بنص القرآن وأنهم في عداوتهم كاليهود في عداوتهم للمسلمين لكن فيهم رقة ومودة وذلك لضعفهم وعدم اظهار براءة دينهم إلا بأسلوب العاطفة، ولذلك تجد في دينهم المحرف عدم مشروعية الجهاد ومن طقوسهم (من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر) وذلك للهوان والضعف الذي في قلوبهم، وشر البلية مايضحك أنك تفعل ماتشاء من الزنا وشرب الخمر وغير ذلك فتذهب الى القسيس في الكنيسة فيغفر لك مافعلت!!,, هل يعقل أن عيسى عليه السلام هذه شريعته من الله,, فالزنا والخمر وأكل لحم الخنزير محرم في دينهم وهم اليوم أشد الناس باقتراف هذه الخبائث.
3 بالنسبة لعلاقتنا معهم فالإسلام شرع لنا نكاح نسائهم واكل ماهو مباح من أكلهم، وأن لانقاتل منهم إلا الحربي الذي هو محارب للإسلام بسيف ونحوه فهذا يجب قتله، وأما الذمي: الذي هو في ديار المسلمين وقد دفع الجزية عن يد وهو صاغر، فهذا لايمس بأذى هو والمستأمن: الذي طلب الأمان وكذا المعاهد: الذي عاهدناه عندما يكونان في ديار المسلمين, لكن يجب على كل مؤمن ان يدعوهم الى الإسلام بالحسنى اينما وجدهم.
4 بعد أن وضحنا في النقطتين الأوليين ماهم عليه من الكفر والطغيان وافترائهم وتحريفهم للكتب السماوية التي أنزلها الله على انبيائه تبين لنا أن مايدعيه هؤلاء من تقارب الأديان ماهو إلا زيف وخروج عن نص الكتاب اذ يقول تعالى (يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء,,) المائدة,, وهؤلاء يجالسونهم على الموائد ويشاركونهم افراحهم وأتراحهم فماهو معنى الموالاة اذا لم يعتبروا هذا العمل من الموالاة؟ يجب علينا أن نعتز بديننا وعقيدتنا مهما أثاروا الشبه والردود أما من انطوى حول هؤلاء الدعاة من علماء السوء والهزيمة من بعض شبابنا ومفكرينا فما يدل ذلك إلا على الهزيمة النفسية التي يعيشها بعض المسلمين اليوم لقلة معرفتهم بدينهم ولاتباع الشهوات والشبهات التي يثيرها الإعلام الغربي.
والحمد لله رب العالمين.
* كلية الشريعة بالرياض