* القاهرة مكتب الجزيرة علي السيد
تقرر ادراج الاقتراح الذي تقدمت به مصر حول مستقبل العالم العربي في مرحلة ما بعد التسوية الشاملة للنزاع العربي الاسرائيلي على جدول اعمال مجلس وزراء الخارجية العرب الذي يبدأ اعمال دورته 113 غدا بالعاصمة اللبنانية بيروت.
ويهدف الاقتراح الى بلورة رؤية عربية موحدة لدعم الامن القومي العربي الشامل في مواجهة التحديات التي تهدد سيادة الدول العربية ووحدة اراضيها ومواردها الطبيعية انطلاقا من الارتباط الوثيق بين الامن القومي العربي بمفهومه الشامل كوحدة لا تتجزأ وبين الامن الوطني لكل دولة من الدول العربية.
وتشدد المذكرة على اهمية دراسة اوضاع المنطقة بعد التسوية السلمية والموقع الحقيقي لاسرائيل فيها والعلاقات بينها وبين دول الجوار الجغرافي ومناقشة كل الاحتمالات والخيارات لتنظيم العلاقة بين دول المنطقة ويؤكد الاقتراح على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لحمل اسرائيل على الانضمام الى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية واخضاع كافة مرافقها النووية لنظام التفتيش الدولي لحماية المنطقة من مخاطر هذه الاسلحة وتجنيب الشرق الاوسط من سباق تسلح خطير.
يأتي ذلك في الوقت الذي يبحث فيه وزراء الخارجية مشروع قرار يؤكد الالتزام بقضية جنوب لبنان باعتبارها مسؤولية عربية بقدر ما هي مسؤولية لبنانية والعمل على انهاء الاحتلال الاسرائيلي والتصدي لاطماعه التوسعية في الاراضي والمياه اللبنانية.
ويتضمن مشروع القرار مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لحمل اسرائيل على دفع التعويضات الى لبنان عن الاضرار الناتجة عن احتلالها للاراضي اللبنانية وخرقها المستمر لتفاهم نيسان 1996 كما يدعو المشروع مجددا الدول العربية الى تنفيذ قرار مجلس الجامعة رقم 5213 الصادر في يوليو 1992 بشأن تقديم الدعم المادي الذي خصصه مؤتمر القمة العربي العاشر لإعمار لبنان.
ومن المقرر ان يبحث اجتماع بيروت الموقف المتأزم الذي تمر به عملية السلام والاجراءات الاسرائيلية الرامية الى تهويد القدس وطلب دولة فلسطين بشأن مقاطعة مؤتمر الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات والمقرر عقده خلال العام الجاري في مدينة القدس.
ويشدد الطلب الفلسطيني على ضرورة مقاطعة هذا المؤتمر عربيا واسلاميا بعد فشل الجهود التي بذلتها الجامعة العربية ووفد مجلس السفراء العرب في لاهاي في اقناع المسؤولين في الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات بتغيير مكان انعقاد المؤتمر.
وتحذر فلسطين من عواقب انعقاد هذا المؤتمر في القدس مشيرة الى انه يمكن ان يتحول الى حركة سياسية مدلولها الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وذلك على الرغم من التبرير الذي قدمه الامين العام للاتحاد الدولي الى الجانب العربي من ان الاجتماع تمت برمجته منذ خمس سنوات حيث كان من المتوقع آنذاك ان يكون وضع مدينة القدس قد حسم نهائيا عام 2000م.
في الوقت ذاته لم تقتنع الدول العربية باقتراح الامين العام للاتحاد الدولي الذي يقضي بعقد اجتماعات وورش عمل المؤتمر في الجانب الغربي للقدس.
وفيما اجرت الامانة العامة للجامعة العربية اتصالات عاجلة مع الدول العربية وعدد من دول العالم لحثها على عدم المشاركة في مؤتمر الاتحاد الدولي تطلب فلسطين من مجلس وزراء الخارجية العرب اتخاذ قرار بعقد المؤتمر القادم للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات في مقر الجامعة العربية بالقاهرة في الموعد نفسه الذي سيعقد فيه مؤتمر الاتحاد الدولي بالقدس على ان تشارك كافة الاتحادات العربية والاسلامية في اجتماع القاهرة.
ومن المنتظر ايضا ان يتخذ مجلس الجامعة قرارا بدعم طلب الجزائر عقد الاجتماع السنوي للمجلس الدولي للارشيف والمقرر له عام 2001 بأراضيها وذلك لوأد المساعي التي تبذلها اسرائيل لاستضافة هذا الاجتماع بهدف تكريس - ايضا - فكرة القدس عاصمة ابدية للدولة العبرية, وكانت الجزائر قد طلبت سرعة التدخل العربي واتخاذ موقف حازم للتصدي لمشروع عقد الاجتماع في اسرائيل ,, وانضمت فلسطين الى طلب الجزائر بعدما ابدى المجلس الدولي للارشيف استعداده لقبول دعوة اسرائيل.
من جهة اخرى أعلن المستشار طلعت حامد المتحدث الرسمي لجامعة الدول العربية ان ايران لن تشارك في اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب المقرر عقدها غدا السبت في بيروت.
وقال المتحدث الرسمي ان منظمة المؤتمر الاسلامي ابلغت رسميا عن طريق الدكتور عبدالعزيز ابو غوش الامين العام المساعد للمنظمة ان الذي سيمثل المنظمة في اجتماعات بيروت هو الدكتور عز الدين العراقي الامين العام للمنظمة وليس كمال خرازي وزير خارجية ايران ورئيس الدورة الحالية للمنظمة.
نفى المتحدث الرسمي للجامعة العربية وجود ضغوط خليجية بشأن مشاركة ايران في اجتماعات وزراء الخارجية العرب ببيروت كما نفى (حامد) وجود تغيير في الموقف العربي حيال قضية جزر الامارات التي تحتلها ايران وقال ان الجامعة العربية تتبنى قضية الجزر حتى يتم انتهاء الاحتلال الايراني لها, واضاف المتحدث الرسمي ان دولة الامارات العربية المتحدة عرضت على ايران تسوية القضية عبر محكمة العدل الدولية غير ان ايران ترفض الاقتراحات العربية في هذا الشأن وتتمسك باحتلالها للجزر.
وكانت دولة الامارات قد هددت امس الاول بمقاطعة اجتماعات بيروت اذا شاركت فيها ايران بصفتها ممثلا لمنظمة المؤتمر الاسلامي, واوضح المتحدث الرسمي للجامعة العربية ان الاتفاق المبرم بين الجامعة ومنظمة المؤتمر الاسلامي يقضي بمشاركة كل من الجانبين في اجتماعات الآخر بصفة مراقب.
واشار حامد الى ان المشاركة تكون على مستوى الامين العام للمنظمة او احد المساعدين له ولا يمتد هذا التمثيل للدولة التي ترأس اعمال المنظمة.