Friday 10th March,2000 G No.10025الطبعة الاولى الجمعة 4 ,ذو الحجة 1420 العدد 10025



أدب الحج
د, زيد بن محمد الرماني *

قال علماؤنا رحمهم الله تعالى ان لحج بيت الله الحرام آداباً اذا روعيت وقام الحاج بها، عاد بإذن الله موفور الحسنات، مقبول الاعمال.
منها: اذا استقر عزم الحاج على السفر، البدء بالتوبة النصوح عن جميع المعاصي والذنوب، ويخرج من مظالم العباد برد الحقوق لأهلها، مع قضائه لديونه ورد الودائع والأمانات لأهلها، ويستحل كل من بينه وبينه معاملة غير صحيحة ويكتب وصيته ويشهد عليها، ويوكل مَن يقضي عنه ديونه، اذا لم يتمكن هو من قضائها ويترك لأهله ومَن تلزمه نفقته من زوجة ووالد وولد شيئا من المال الى حين رجوعه.
ومن الآداب المستحبة أن يجتهد الحاج في إرضاء والديه ومن يتوجب عليه بره وطاعته من استاذ ومعلم ورحم قريب.
ومنها ان تكون نفقته حلالاً خالصة من الشبهة فإن خالف وحج بما فيه حرام لا يكون حجاً مبروراً ويبعد كل البعد ان يكون مقبولا، ولله در القائل:

اذا حججت بمال اصله سحت
فما حججت ولكن حجت العير
لا يقبل الله إلا كل خالصة
ما كل من حج بيت الله مبرور
لذا، فعلى الحاج ان يستكثر من الزاد، والنفقة من المال، ليواسي من كان محتاجا من القاطنين في تلك البقاع المباركة، ويأخذ بيد البائسين.
وعلى الحاج ان يترك المماحكة والمشاححة فيما يشتريه، بأن يكون سموحا في البيع والشراء سموحا في الأخذ والعطاء، فان اهالي تلك البقاع ينتظرون موسم الحج ليغتنموا منافع الحج، ويفيدوا الحجيج بتوفير المأكولات اللازمة والملبوسات المناسبة والادوات الضرورية مقابل ربح معقول مقبول.
ومن الآداب في الحج، ان يتعلّم الحاج كيفية الحج وأحكامه وما يحرم عليه وما يحلّ له، وما يحب وما يُسن وهذا فرض قد فرضه الله على مريد الحج، اذ لا تصح العبادة ممن يجهلها، وان يستصحب معه كتابا واضحا في مناسك الحج، جامعا لأحكامه ومقاصده، يديم مطالعته مع سؤاله لأهل العلم والفتوى في جميع أعمال الحج.
ويؤكد الاستاذ محمد الحجار في كتابه صوت المنبر ذلك بقوله: ومن أخل بهذا وتساهل، خفنا عليه ان يرجع بغير حج، لإخلاله بشرط من شروط الحج او ركن من اركانه، وربما قلد كثير من الحجاج بعض عوام اهل مكة .
ومن تلك الآداب ان يطلب الحاج له رفيقا صالحا موافقا راغبا في الخير كارها للشر، ان نسي ذكّره وإن ذكر أعانه، وإن كان من أهل العلم والصلاح فليتمسك به، فإنه يعينه على مبار الحج ومكارم الخلق، ويمنعه بعلمه وخلقه من سوء ما يطرأ على راحته في جميع الطريق، ويحتمل كل واحد منهما صاحبه.
ومن ذلك أن يستعمل الحاج الرفق وحسن الخلق مع الرفقة والأصحاب ويتجنب المخاصمة مع الناس والمخاشنة والمزاحمة في الطريق وموارد الماء.
وعلى الحاج أن يصون لسانه من الشتم والغيبة والألفاظ القبيحة,
قال صلى الله عليه وسلم: مَن حجّ فلم يرفث ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه .
* عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

محاضرة

شعر

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved