كلمات معدودة وماذا عن المدارس والمصحات يا مؤسسة الحرمين؟ د, محمد بن سليمان الأحمد |
أكملت مؤسسة الحرمين الخيرية بناء ألف مسجد ومركز اسلامي في مختلف أنحاء العالم جاء ذلك في خبر نشرته جريدة الرياض يوم الخميس الخامس والعشرين من ذي القعدة الماضي وعلى الصفحة الأخيرة, حيث أوضح مدير عام مؤسسة الحرمين الخيرية فضيلة الشيخ عقيل بن عبدالعزيز العقيل ان المؤسسة اتمت بحمد الله وفضله تعمير وتشييد ألف مسجد ومركز اسلامي في عدد من الدول منها باكستان وبنجلاديش والهند وكشمير وافغانستان والصين وروسيا واليمن وفلسطين وسوريا ولبنان ومصر والصومال ونيجيريا والبوسنة وألبانيا, كما شملت جهود المؤسسة الخيرية بناء مساجد في بريطانيا وهولندا.
وذكر فضيلة الشيخ العقيل أن من بين مشاريع هذه المؤسسة الخيرية بناء معهدين احدهما في الصين والآخر في تنزانيا.
وهنا لابد من كلمة شكر وتقدير من كل مسلم ومسلمة في هذا الوطن المعطاء لهذه المؤسسة الخيرية والقائمين عليها لهذه الجهود المذكورة والمشهودة وندعو الله أن يقبل هذه الأعمال الخيرية ويجعلها في موازين حسناتهم وحسنات المساهمين معهم والمتبرعين لهم وبقية أصحاب الأموال من متصدقين ومزكين.
إلا أن السؤال الذي فرض نفسه هنا هو عدم الاشارة إلى وجود أي مشاريع مستشفيات أو مراكز صحية في مشاريع المؤسسة، كما أن من الملفت للنظر الفرق الكبير جداً بين عدد المساجد التي بنتها هذه المؤسسة الخيرية وهو 1000 مسجد ومركز اسلامي وعدد المعاهد أو المدارس وهي كما اشار اليها الخبر معهدان فقط.
لم أطلع على الخطط المستقبلية لمؤسسة الحرمين الخيرية ولكن أتمنى أن يكون التركيز فيها على المعاهد والمدارس بحيث يكون بجوار كل مدرسة ومعهد ساحة مظللة لإقامة الصلاة كما أتمنى التركيز على المصحات البدنية والنفسية من مستشفيات ومستوصفات وغيرها ويمكن أيضاً أن يكون بجوار كل مركز صحي ساحة معقولة الحجم تؤدى فيها الصلاة.
يبدو لي أن معظم البلدان التي وردت اسماؤها في القائمة والتي تم فيها تشييد ألف مسجد من الدول الأفريقية والآسيوية الفقيرة وفي هذه الدول أو في بعضها على الأقل يحاول المبشرون أو المنصرون الدخول إليها عن طريق تهيئة العلاج والتعليم والغذاء وبعد ذلك يشرعون في بناء الكنائس وهي طريقة استطاعوا من خلالها الدخول إلى عقول وقلوب عدد غير قليل من أبناء الكثير من الدول الفقيرة والمحتاجة للدعم المادي والصحي.
طبعاً رجالات مؤسسة الحرمين الخيرية يعرفون الكثير عن احتياجات كل دولة بل كل مدينة لأنهم بالتأكيد يدرسون هذه الاحتياجات قبل الاقدام على بناء أي مشروع,, فما تحتاجه مدينة بريطانية بها جالية اسلامية غير ما تحتاجه مدينة أو قرية أفريقية فقيرة يعيش بها وثنيون يبحثون عمن يدلهم إلى السراط المستقيم وقبل ذلك من يؤمن لهم ما يسد رمقهم.
مرة أخرى أشد على أيدي المسؤولين في مؤسسة الحرمين الخيرية وادعو لهم بالسداد والتوفيق وأدعو جميع من من الله عليهم ببركته وخيره إلى المشاركة والمساهمة والتبرع والتصدق لهذه المؤسسة الخيرية التي تطبق عملياً ان المسلمين في توادهم وتراحهم كالجسد الواحد.
|
|
|