Friday 10th March,2000 G No.10025الطبعة الاولى الجمعة 4 ,ذو الحجة 1420 العدد 10025



المشروع الوطني لبناء الغد

تنطلق المملكة في المجال الوطني من قضايا اساسية تتمثل في ان الإنسان هو مدار العملية التغييرية التنموية، وأن قوى مدخلات هذه العملية هي ان الإنسان مشارك فاعل،وأن المخرجات تأتي لصالحه،وأن العمليات التي تنهض عليها هذه الامور هي من امكاناته وقدراته وطاقاته ومحصلة خبراته ونوعية تدريبة ومستويات التخطيط في الآن والمستقبل مما ينتج عنه جميعاً التوازن والاتساق والتكامل والتتابع في البرامج اللازمة للوفاء بالحاجات الاساسية للإنسان سواء كانت اجتماعية او مادية او معنوية او روحية.
ولما كانت الرعاية التنموية والاجتماعية هما وجهان لعملية واحدة هي التنمية الشاملة في اطار تأكيد الهوية الذاتية والحاجات الواقعية والاستجابة المتوافقة للتوازن بين الواقع وسد الحاجات.
اذن فدور التنمية الشاملة يتجاوز حد الوقاية والعلاج وصولا لإطلاق طاقات الابداع وشحذ الهمم من اجل البناء وتجاوز الحاضر وصولاً للمستقبل, فماهو المشروع الوطني المعني إذن؟
اولاً: دعم برامج العمل مع المسنين: وذلك بان نفتح لهم قنوات العمل التطوعي ليعطى كل منهم خبرته ما يمكنه من مواصلة الماضي بالحاضر ومن ثم فالتوجه للغد المستقبلي,وهذا يدعو لتطوير البرامج وتنمية وسائل واساليب خدمة ورعاية المسنين وذلك من خلال نسبة ما تقدمه الدولة من معاشات التقاعد وما تقدمه انظمة الضمان الاجتماعي من حماية المسنين وتأمين أسرهم ودعم أفرادها فضلا عن تقديم واعداد البرامج التي تربطهم دائما بالمجتمع ووقائعه.
ثانياً: دعم برامج رعاية الشباب بالعمل المتجدد في اعداد وتهيئة النمو المتوازن في كافة الميادين التي تدفع لإمكانات التنمية المتكاملة والاشتراك بفاعلية واقتدار في عملية البناء والتطوير لمجتمعهم المحلي والعام.
وبناء عليه ندعو لبناء الغد ونطالب اجهزة الشباب في المملكة ان تستهدف تحقيق تغيرات مرغوبة في حياة الشباب عن طريق استثمار الوقت في بلوغ النمو المتكامل عقليا وبدنيا وصحيا ونفسيا واجتماعيا وخلقيا, وتوعيتهم بمضار التدخين، وسوء استخدام العقاقير المضرة بالصحة العامة والاهتمام بوضع برامج الوقاية من المسلكيات اللا سوية حيث ان الوقاية خير من العلاج.
فضلا عن ذلك دعوة الخبراء والمختصين لوضع برامج تنمية الروح الاجتماعية وتكريس الولاء والانتماء للمجتمع وتحمل المسئولية في البذل والعطاء لتحقيق المزيد من التقدم والرقي، والعمل على تنمية الاتجاهات الايجابية في المشاركة والتعاون والعمل الجماعي من اجل خدمة المجتمع وتحقيق اهدافه التنموية، وتنمية الشخصية القيادية الواعية والقادرة على تخطي الصعاب من اجل تحقيق طموحات الغد وتحقيق الآمال والتكيف مع المتغيرات المستجدة لمسايرة ركب الحضارة، وتنمية قدرات الاندماج في العمل المنتج والمثمر من اجل إدراك قيمة الزمن واحترام العمل وإتقانه والإخلاص فيه وتنمية روح الضبط الذاتي، والسعي نحو النمو المستمر لزيادة الولاء للمجتمع بأهدافه ومثله وقيمه والمشاركة في رفاهيته، وتنمية المهارات البدنية والفنية والعقلية والتركيز على برامج الخدمة العامة لتحقيق المشاركة في خدمة المجتمع، والسعي نحو تحقيق هذه الاهداف والغايات من خلال اجهزة مراكز واندية الشباب وانتشار المراكز الاجتماعية على طول المملكة وعرضها، واندية الخدمة العامة، والاندية الريفية.
ثالثا: دعم برامج رعاية المعاقين باعتبار ان الشخص المعاق إنسان ومواطن في المجتمع ومتى احسن التعامل معه يصير في مقدوره ان يساهم في عمليتي البناء والتنمية والنهوض بالمجتمع شريطة أن نكون قادرين على الاستفادة من قدراته المتبقية وتوجيهها وتدريبه على مايناسب هذه القدرات من عمل، ويتوجب التوسع في دعم كافة البرامج المقدمة للمعاقين وهي برامج تعليمية وتدريبية وتأهيلية وصحية وبدنية وتأمينية ووظيفية واجتماعية ونفسية وترويحية واسرية وقضائية,, الخ، وكل ما يضمن للمعاق دوام الممارسة الفعلية لها على ان تسعى الدولة جاهدة على توفير استخدام التقنيات الحديثة والاجهزة التعويضية التي يعوزها المعاق،وكذلك تقديم المساعدات المالية له ولاسرته، وتوفير التسهيلات التي تتيح له الحركة والتنقل والعمل, والعمل على التنسيق بين الجهات التي تضطلع بهذه البرامج وذلك من خلال لجنة وطنية وجهات طوعية مشاركة يتم الاشراف عليها من قبل الحكومة وسواء في ذلك العمل مع المعاقين بدنيا او حسيا او عقليا او اجتماعيا.
رابعا: دعم الهيئات الطوعية: وذلك بالعمل على تفهم المواطنين على امكانات تعزيز مساهمتهم في الدور الايجابي البناء الذي تؤديه هذه الهيئات بمساهمتها في مجالات التنمية الاجتماعية المختلفة وما تحققه من تعاون ايجابي مع اجهزة الدولة, والعمل على زيادة عدد الجمعيات والهيئات الأهلية وانتشارها وتطورها كماً ونوعا مما يعزز مجالات التنمية الشاملة.
خامسا: دعم اجهزة استقبال وتوطين التكنولوجيا الحديثة وصولا لمستويات انتاجها بدلا من الاقتصار على تناولها واستهلاكها والعمل على استيعاب التقنيات التي يعوزها مجتمعنا لريادته للمنطقة وهناك اساليب عديدة لهذا وهي مسألة في غاية الاهمية من اجل الغد الواعد.


رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

محاضرة

شعر

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved