ان كنت تستطيع الحصول على قالب الحلوى وبعد أن تشبع ترمي بالفتات للآخرين، فلماذا تسمح لهؤلاء الآخرين بمشاركتك في ملكية قالب الحلوى؟!!
هذا بالضبط نوع العلاقة بين الغرب وروسيا.
فالغرب بقيادة الولايات المتحدة التي تتربع على كرسي القيادة الغربية كقوة عظمى وحيدة، منفذة تأمر فتطاع من قبل حلفائها الغربيين، لها ذراعها العسكرية القوية الحلف الاطلسي الذي وسع من عملياته العسكرية فتجاوزت حدود اوربا، وامتدت منطقة فنائه الامني لتشمل كل القارات القديمة تقريباً، وتمدد جغرافياً حتى لامس حدود اعداء الامس الروس الطامعين في الدخول الى حديقة الحلف.
ويوم شكل الحلف الاطلسي عام 1948م الذي أرادته امريكا ذراعاً عسكرية للغرب تعمل في دائرته كل جيوش الحلفاء الغربيين حاول السوفيت الدخول الى ذلك الحلف ظناً منه أنه تشكيل عسكري لدول الحلفاء الذين انتصروا على دول المحور المانيا ايطاليا اليابان ، إلا ان الغرب فطن ساسته الى ان مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ستكون مرحلة مواجهة مابين الفكر الرأسمالي الليبرالي، والفكري الشيوعي الشمولي، ولذلك كان تأسيس الحلف الاطلسي اصلاً موجهاً للقوة العسكرية الشيوعية وهذا ما حدث خاصة بعد ان لحقت بهم الدول الشيوعية الشرقية وانشأت حلف وارسو، وبعد تفكك الاتحاد السوفياتي وانهيار الكتلة الشرقية، ألغي حلف وارسو وبقي الحلف الاطلسي القوة الوحيدة في اوربا، خاصة بعد انضمام عدد من دول الكتلة الشرقية السابقة الى الحلف وبعد طلب دول البلطيق المحاذية لروسيا والتي كانت اهم دول الاتحاد السوفياتي بعد روسيا واوكرانيا، الانضمام للحلف فأصبح الحلف الاطلسي يدق ابواب روسيا، ولهذا لم يكن الرئيس الروسي المكلف بوتين بعيدا عن الحقيقة حينما قال عندما سئل اثناء حديث مع الاذاعة البريطانية عن امكانية انضمام روسيا الى الحلف الاطلسي في المستقبل، قال: لم لا,,؟ .
وفي لقاء له يوم الثلاثاء في مدينة ايفانوف اعطى الرئيس الروسي توضيحاً اكثر بقوله مامن احد مستعد لقبول روسيا في عضوية الناتو,, وهذه حقيقة اخرى يؤكدها بوتين، فروسيا التي لا يخشاها الغرب وهي خارج الحلف الاطلسي,, لا يريدونها داخل الحلف لأن تكاليف تواجدها في الداخل اكثر بكثير من وجودها خارج الحلف,, وأخيراً، وبما أن الغرب لا يخشون على قالب الحلوى من روسيا في الوقت الحاضر، فهم على غير استعداد لاشراكهم اياها في ملكيته، ويكفي ان يقدموا لها بعضاً من الفتات مثلها مثل اية دولة تحتاج المساعدات,,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com