شاعرات القصيم,, يعطرن ليل بريدة,, وينثرن ورود الشعر على جبين الوطن!

لم يكن مساء الاحد الماضي مساء عاديا بالنسبة لمنطقة القصيم,, فتلك الليلة المختلفة شهدت اول خطوة على طريق الامسيات الشعرية في هذه المنطقة العزيزة التي لم تشهد حدثا ثقافيا نسائيا من هذا النوع قبل ذلك رغم انها معروفة منذ القدم بتاريخها الشعري الجميل,, فضلا عن ابداعاتها في مختلف الجوانب الثقافية الاخرى من محاضرات وندوات ومناشط متعددة ,, تستحق الاشادة.
رعاية كريمة
الأمسية رعتها سمو الأميرة نورة بنت محمد آل سعود,, حرم سمو امير منطقة القصيم ونظمتها جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية النسائية بالقصيم بريدة,, والمكان في مقر الجمعية وبالتحديد قاعة المحاضرات الخاصة بها في حي الفايزية بمدينة بريدة بعد صلاة العشاء من ذلك المساء المعطر برائحة الكلمة وعبق القافية وصدق المشاعر,, وكان الحضور حضورا مبهجا يليق بمثل هذه الامسية الواعدة بخطوات اخرى مماثلة تتيح للمتلقيات فرصة الالتقاء بالاسماء البارزة والمواهب الشابة في هذا المجال.
حيث حضرت هذه الامسية مسؤولات في مختلف القطاعات الى جانب عدد كبير من المثقفات والمتذوقات وسيدات المجتمع من كافة مدن ومحافظات المنطقة.
تجارب مختلفة
وقد تشرفت بريادة احياء الامسيات في القصيم من خلال هذه الامسية ثلاث شاعرات تختلف تجاربهن الشعرية من حيث المستوى الفني وهن: سبلا القصيم,, وخزنة العتيبي,, ومنيرة الشقير,, واعتذرت شاعرتان عن المشاركة في اللحظات الاخيرة لظروفهن الخاصة.
وتولت ادارتها الاستاذة عواطف القيضي بنجاح تام.
كلمة ترحيبية
هذا وقد بدأت الامسية بآي من الذكر الحكيم تلاوة امل الجطيلي بعد ذلك رحبت مديرة الندوة اصالة عن نفسها ونيابة عن مسؤولات الجمعية والشاعرات وجميع الحاضرات بسمو الاميرة نورة بنت محمد مشيرة الى انها الامسية الاولى التي تقام في هذه المنطقة لشاعرات القصيم كما تناولت خلال ذلك السيرة الذاتية لشاعرات الامسية متمنية لهن التوفيق.
بداية الأمسية
بعد ذلك جاء دور الشاعرات اللاتي تناولن في قصائدهن العديد من الاغراض الشعرية وطرحن تجربتهن على المحك امام جمهور الامسية حيث نثرت ورودهن الشعرية على جبين الوطن وعبرن عن مشاعرهن الصادقة تجاه المجتمع والحياة كما ضمت القصائد الملقاة بعض الملامح العاطفية المنداة بعبير العفة والسمو من حيث المبنى والمعنى بشكل عام وكان التفاعل مع هذه التجارب كفيلا باقناعهن على مواصلة الكتابة الشعرية وتشجيع للاخريات اللاتي يمتلكن الموهبة لخوض هذه التجربة في امسيات قادمة.
موهبة ناضجة
وبنظرة متأنية لما قدم من نصوص شعرية خلال هذه الامسية يتضح ان سبلا القصيم,, تمتلك تجربة شعرية طموحة وموهبتها ناضجة ويبدو عشق الوطن واضحا في قصائدها ففي قصيدة لها وجهتها لاهالي حائل تقول:

سلام يا دار الكرام والمواجيب سلام من قلبي وصادق لساني

الى ان قالت:

حب الوطن واجب وحبه ماهو عيب انا اشهد انه عايش في كياني

وتواصل بوحها عن عشق الوطن لتعبر عن حبها الكبير لمدينة عنيزة التي وصفتها بحبيبتي وهو عنوان قصيدتها التي تقول فيها:

هي كل شي ابواقعي يدرك البوح هي ديرتي هي فرحتي والتسلي ما دمت فيها لو شكت عيني النوح ماهمني لو غيرها ما حصلي

وفي مطلع قصيدتها ليل الشتاء قالت:

ليل الشتا مقبل وفيه الف مشتاق مسكين من عشقه عذاب وحروقي ينطر شروق الشمس ما شاف مشراق مره يعيش الحلم مره يفوقي

وتقول في قصيدة انا والليل :

انا والليل كملنا نهاية دربي المحروم صدق من يجهل العلة صعيب انه يداويها على هامش حقيقة جيت ولدري اني المضلوم رسمت احلامنا والود,, ودي ما يجاريها

مشاعر صادقة
بينما نجد في قصائد منيرة الطالبة في معهد النور صدق الكلمة والرغبة الاكيدة في التعبير عن احاسيسها وهذا لا يعني ان تجربتها مكتملة فأمامها الفرصة موجودة للاطلاع وضبط ايقاع القصيدة ومراعاة الوزن,, يبدو ذلك من خلال قصائدها الوطنية والاجتماعية ومن ابياتها التي تفاعل معها الحضور وكانت كتبتها معبرة عن عدم قدرتها على اتقان مادة الرسم لفقدها نعمة البصر قولها:

ما جيت بدرس شي حنا فقدناه اللي فقد شي ترى كيف يعطيه الرسم فن ما نحسه وعفناه من عاف علم ما وجد غايته فيه

شاعرة واعدة
أما,, خزنة العتيبي,, فان نتاجها الشعري اقرب الى شعر التفعيلة او الشعر المنثور وهي على كل حال شاعرة واعدة تمتلك نظرة واعية وحس فني مرهف,, تبدع في الصورة لكنها تتعثر في بناء القصيدة بشكل يدعوها الى تطوير موهبتها من خلال القراءة والاطلاع والمحاولات الجادة.
شكر وامتنان
وفي ختام الامسية شكرت رئيسة اللجنة الثقافية بالجمعية الاستاذة نورة السويلم سمو الاميرة نورة بنت محمد لتشريفها هذه الامسية وغيرها من الفعاليات النسائية في منطقة القصيم مما كان له اكبر الاثر على الجميع نظرة وعطاء واصرارا كما شكرت الشاعرات والحاضرات على تجاوبهن.
لفتة حانية
كما تفضلت سمو الاميرة نورة بعد ذلك بمناقشة الشاعرات وابدت اعجابها بطموحهن وما قدمنه من قصائد تعبر عن مشاعرهن الصادقة وحبهن لوطنهن وأمتهن مؤكدة ان هذه الامسية بداية وان شاء الله يكون القادم افضل كما شكرت مسؤولات الجمعية على جهودهن الطيبة.
الجمعية والمواهب
كما عبرت رئيسة الجمعية الاستاذة الجوهرة الوابلي عن خالص الشكر وعظيم الامتنان لسمو الاميرة نورة لرعايتها هذه الامسية ودعمها غير المحدود لكل الجهود التي تعكس واقع الحركة الثقافية النسائية في هذه المنطقة الغالية وغيرها من الفعاليات النسائية المختلفة مبدية سعادتها بنجاح الامسية ومؤكدة ان الجمعية اخذت على عاتقها تبني المواهب الثقافية في المنطقة نظرا لعدم وجود نواد ادبية او جمعيات نسائية ترعى هذه المواهب واعدة بأمسيات اخرى ونشاطات قادمة ان شاء الله حيث ان الجمعية تتمتع بكفاءات نسائية قادرة على تفعيل ذلك مستقبلا.
إضاءات سريعة
* الجمعية استخدمت تقنية عالية الجودة من حيث الصوت كما وفرت للحاضرات اللاتي لم تستوعبهن القاعة متابعة الامسية من خلال السماعات المساندة.
* صاحب القاء الشعر عرض عبر شاشة كبيرة لبعض المناظر الطبيعية وكلمات الترحيب التي وفرت جوا مناسبا للشعر وخصوصاً الوطني.
* منسقة اللجان مها العوفي بذلت جهدا الى جانب زميلاتها الاخريات لضمان نجاح هذه الامسية.
* كان بود الجميع ان تكون هناك مشاركة من الشاعرات الكبيرات سنا لتعطي الامسية بعدا آخر.
* الشاعرة منيرة القت احدى قصائدها المكتوبة بطريقة برايل.
* يكفي الشاعرات شرفا انهن تحملن مسؤولية المشاركة في اول امسية في المنطقة.