هل إشراف الوزارة مرتبط بتعيين الإمام والمؤذن؟! المساجد تتحول إلى أمكنة للراحة المجانية غيرة بعض ملاك المحطات جعلت منها مساجد نموذجية تقام فيها صلاة الجمع والأعياد |
* تحقيق :عيسى الخاطر
سؤال يطرح نفسه ومشكلة نشهدها باستمرار وهي عند دخولنا المساجد القائمة بمحطات الوقود على الطرق السريعة وما آلت اليه من وضع سيىء وهو هل تهمل وزارة الشئون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد تلك المساجد على الطرق السريعة لكونها لاتصرف رواتب أئمتها وهل القبلة يتم تحديدها جزافا من قبل صاحب المحطة؟ ولماذا لا يتم متابعة هذه المساجد من حيث النظافة والصيانة وصلاحيتها؟ هذه أسئلة بسيطة من اسئلة كثيرة، والجزيرة كانت لها جولة على بعض المساجد المهملة والتي اصبحت في طي النسيان ومتروكة لعبث العابثين بها بدون حسيب ولا رقيب وتشكو امرها الى الله وذلك بسبب بعدها عن المدن كما ادلى بعض المسئولين والمواطنين وبعض الملاك لمثل هذه المحطات برأيهم في هذا الجانب.
المسجد أسمى من أن يكون محطة للوقوف
تحدث في هذا الموضوع المواطن نومان جار الله الخالدي ان من نعم الله علينا ان قامت الدولة حفظها الله برعاية المساجد والاهتمام بها كما قامت بوضع شروط عند انشاء محطة للوقود على الطرق السريعة يجب اولا انشاء مسجد بالمحطة وذلك لحرص الدولة على ان يؤدي المسلمون هذه الشعيرة اثناء سفرهم وليتم تعميق ارتباط المسلم بربه سواء بداخل المدينة أو القرية أو الهجر أو على الطرق السريعة وعلى اصحاب المحطات مراعاة هذا الامر والحفاظ على المساجد ودورات المياه وصيانتها وجعلها تظهر بالمظهر اللائق.
واكد المواطن محمد بن سعود الفرحان ان المساجد تحمل رسالة سامية وهي اسمى من ان تكون محطات وقوف للمسافرين على الطرق السريعة لأنها وضعت للعبادة ويجب ان لاتستغل استغلالاً سيئاً من قبل ضعاف النفوس وذلك بوضع حماية لها من قبل اصحاب المحطات كما تحتاج المساجد لمتابعة من قبل وزارة الشئون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد للحفاظ عليها كي لايزداد اهمالها.
استراحة مجانية ولا مبالاة
وقال المواطن عبد الرحمن بن عبد الله الهلابي: للأسف الشديد ان المارة ومرتادي الطرق السريعة اخذوا المساجد كاستراحة بالمجان حيث يوجد بأغلب المساجد مكيفات وفرش وهذا لايكلف بشيء وذلك طبعاً على حساب المسجد ونظافته لأن منهم سائق شاحنة وتجد ملابسه ملطخة بالزيوت وينام على فرش المسجد ومنهم من يرمي المخلفات داخل المسجد ناهيك عن دورات المساجد من حيث تهالك مبانيها وذلك في ظل غياب الرعاية والمتابعة من قبل وزارة الشئون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد.
تأكيد على الرعاية والاهتمام
وكان لابد من الرجوع للمسؤولين عن المساجد بالمنطقة لمعرفة آرائهم وردهم على ماجاء في الأقوال السابقة من المواطنين مرتادي تلك الطرق ممن عبروا عن شديد استيائهم من وضع المساجد المزري فكان رد المدير العام لفرع الوزارة بالمنطقة الشرقية سيف بن ابراهيم السيف كما يلي:
حول أوضاع المساجد بمحطات الوقود على الطرق السريعةوعلى وجه الخصوص طريق الجبيل الدمام السريع فجميع المساجد التي على الطرق السريعة والتي في محيط المنطقة الشرقية يقوم فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بما يجب عمله نحو بيوت الله اينما كانت ووجدت.
اولاً: عندما يبدأ مشروع محطة وقود فإن مالك المحطة يقوم بمراجعتنا لتحديد الموقع المناسب في المحطة ونقوم باختيار الموقع الذي يبدو واضحا للمارة وعلى الطريق الرئيسي حتى يمكن رؤيته من مسافة تجعل الذي لديه رغبة في اداء فرض من الفروض يأخذ حسابه في الوقوف عند المحطة.
ثانياً: نقوم بعد ذلك بتحديد جهة القبلة وذلك بإرسال مهندس من القسم الهندسي بالفرع بالشخوص الى الموقع وعمل اللازم والتأكد من وجود دورات مياه كافيه ومغاسل للوضوء والشروط المعروفة بحيث تخدم الرجال والنساء.
ثالثاً: بعد الانتهاء من بناء المسجد نقوم بتوجيه المراقبة على ذلك المسجد من حيث النظافة والصيانة وعند وجود حاجة الى صيانة فإن الفرع يقوم بالتنسيق مع مالك المحطة لعمل مايلزم نحو هذا المسجد.
اما ما اشير اليه من وجود بعض الممارسات الخاطئة من قبل مرتادي الطرق السريعة كاستغلالها للنوم من كافة الفئات سواء المواطن او المقيم وايضا غير المسلمين فأود ان أؤكد ان وجود المسجد في محطة وقود الهدف منه خدمة المارة بهذا الطريق من المسلمين ولكن ننبه دائماً على اصحاب محطات الوقود بأخذ الحيطة والحذر من اتخاذ المسجد مكاناً لممارسة ما اشرتم اليه مع تنبيهنا لهم بعدم ترك الابواب مفتوحة في الأوقات التي تسبق وقت الصلاة بقدر المستطاع وانا معكم حفظكم الله ان يوجد تجاوزات من اصحاب محطات الوقود ولكن مع هذا أسال الله لهم الهداية والتوفيق من عند الله انه ولي ذلك والقادر عليه.
الجمع والأعياد
بادر بعض المسؤولين بتلك المراكز والمحطات على الطرق خميس وحسن البوعينين بالرد سريعاً على هذه التساؤلات تفنيداً ونفياً لتعميم التهمة على الجميع وقال: نود ان نذكر انه لما كان المسجد هو بيت الله في الارض وفيه تقام فريضة الصلاة وفيه يُرفع ذكر الله، أولت إدارة شركتنا اهتماماً خاصاً بكل المساجد المقامة في محطاتنا ومراكزنا التجارية وخاصة تلك التي تقع على الطرق السريعة بعيداً عن المدن، فقد تم تصميم وإنشاء المساجد لتسع اكبر عدد من المصلين المقيمين والذين تدركهم الصلاة عندها وهم في اثناء سفرهم كما تم الحاق مصلى للنساء لكل مسجد كذلك، وتم تجهيز عدد كاف من دورات المياه واماكن الوضوء لكل من الرجال والنساء، وقد تم تزويدها بخزانات كبيرة تسع كمية كافية من المياه على مدار الساعة وكذلك عمال يقومون بتنظيفها على الدوام، وقد دفعنا إقبال العدد الكبير من المصلين من المسافرين والمقيمين في البر بجوار مراكزنا الى توسعة المساجد وزيادة عدد دورات المياه حتى اصبحت مساجدنا الآن ولله الحمد تقام فيها صلاة الجمعة، وفي مركزنا بجوسمين على طريق الدمام الكويت تقام صلاة العيدين.
إن اشرافنا المباشر على كل انشطتنا في تلك المراكز وتشغيلها بعمالتنا المباشرة وعدم تأجيرها من الباطن يجعلنا دائما بالقرب من تلك المساجد وبذلك تسهل متابعة ما تحتاجه من نظافة وفرش وإمام راتب للصلوات الخمس وامام وخطيب لصلاة الجمعة والعيدين، كذلك تم وضع صندوق للاقتراحات تستقبل فيه آراء وارشادات وتوجيهات الاخوة المصلين وبذلك تتم إزالة أي قصور في اسرع وقت.
الوزارة ليست مسؤولة عنها
وفي هذا الجانب تحدث الشيخ سالم بن ناهض السهلي مدير مكتب اوقاف ومساجد محافظة الجبيل والمأذون الشرعي قائلا: ان حكومتنا الرشيدة جزاها الله عنا الف خير لم تقصر بالعناية بالمساجد ومتابعتها من قبل المسئولين بوزارة الشئون الاسلامية والدعوة والإرشاد أو من قبلهم مباشرة حتى انهم فرضوا فرضا على كل من لديه محطة بنزين او ينوي انشاء محطة للبنزين يلزم قبل كل شيء ان ينشىء مسجدا لهذه المحطة وهذا من الشروط للمحطات ولكن للأسف اصحاب المحطات بالفعل ينشئون المسجد حسب النظام وحسب العقود التي تمليها عليهم الحكومة وفقها الله وللأسف عندما تجهز تلك المحطات بجميع مرافقها ومسجدها يتخلى صاحب هذه المحطة ويولي امرها الى اشخاص اخرين ويؤجر جميع مرافقها على عدة اشخاص وفي بعض الاحيان يؤجر المحطة ايضا فيبقى المسجد خارج نطاق المسئولية حيث يتخلى الجميع عن مسئوليته تجاه المسجد ويهمل ويضيع الاهتمام به بحيث لايوجد للمسجد صيانة ولايوجد من يقوم بنظافته ولا حتى دورات المياه وهذا رأيته كثيراً بحكم اسفاري على الطرق السريعة ونجد المساجد سيئة الى ابعد الحدود فالابواب مكسرة ودورات المياه متسخة والمسجد عليه الغبار ولايوجد مكيفات وخصوصا في وقت الصيف وهذا بصورة عامة إلا ماندر تجد مسجدا نظيفا وحينها تشفق على باقي المساجد ولكن هناك فئة من المستأجرين لتلك المرافق من يكون عنده شفقة دينية وحب لبيت الله فيتولى عناية المسجد هو بنفسه بصفة انفرادية وبصفة شخصية ويحتسب الأجر على الله سبحانه وتعالى.
وأسأل الله ان يوفق اصحاب المحطات الذين يؤجرونها ألا ينسوا بيوت الله وان لايكون همهم الوحيد هو الربح المادي لأن بيوت الله لها حقها وهي شعيرة من شعائر الله سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) فلابد ان يعظموا شعيرة هذا البيت ولو بعامل واحد يضعونه لصيانة بيت الله سبحانه وتعالى ومرافقه التابعة له ونسأل الله ان يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
وعن تعيين الامام في تلك المساجد هل هو من قبل الوزارة أو أصحاب المحطات؟
قال ان مساجد المحطات نظامها خارج عن وزارة الشئون الاسلامية والدعوة والإرشاد واصحابها هم الذين يتولون العناية بها ولكن من باب المساعدة ولخدمة بيوت الله نقوم بها فمثل رمضان الذي مضى قمنا بجولة على المساجد التي في المحطات وتم تأمينها بما تحتاجه من نقص اذا كان هناك نقص مصاحف او فرش خدمة لبيوت الله تعالى وتعاونا من الوزراة نسأل الله ان يوفقهم لما فيه الخير.
وعن رأيه في إمكانية فرض غرامة على المخالفين من اصحاب المحطات وذلك من اجل الالتزام وعدم التساهل في بيوت الله والتهاون بها؟!
قال الذي نراه ان الحكومة وفقها الله عندما فرضت عليهم ان ينشىء كل صاحب محطة مسجداً وهو من صلب الشروط كما ألزموا بإنشاء المساجد ان يلزموا برعاية هذه المساجد في المحطات سواء ان يتم تسليمها تسليما رسميا لوزراة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد وهم يتولونها أو يتم الزامهم برعايتها وصيانتها ومتابعتها في كل حين مقابل التصريح الذي يتم أخذه للإنشاء.
|
|
|