يا من لكِ وحدكِ يكون البوح,,.
وتهمي بارقات الخفايا,,.
ويستقيم كلُّ شيء نديِّاً,,, مثمراً,,, بهيجاً,,.
ندياً بالدموع,,, وأنتِ تذكرين كيف حفرتِ لشلَّالاتها مجاريها,,.
مثمراً بذكرياتٍ,,, أنتِ وحدكِ من غَزلتِ نسيجها,,, وشكَّلتِ زخارفَها,,.
بهيجاً بكِ,,, وأنتِ وحدكِ تعلمين أن بهجةً تحتلُّ الخفايا,,, والزوايا,,, والمساحات,,, والمسافات,,, في داخلي,,, وحولي,,, لا يكون سرُّها إلاَّ أنتِ,,.
وتعالي: اعلمي أن الانكسارات لم تعد تلحقُ شلّالات الأضواء حين يُداهمها مايقصيها عن مسارها,,.
ذلك,,, لأنّ ما يلحقني من انكسارات لكلِّ شلَّالٍ يهمي,,, ينطلقُ,,, يدرُّ,,, يتدفَّق مني,,.
لا أقوى على مواجهتها إلاّ بكِ,,.
وبكِ وحدكِ,,.
أتدرين لماذا؟!,,.
لأنكِ القوَّة فيَّ,,, وكفى,,.
لكن,,.
هذه الرتل من الحجارة، أزاحها العابرون عن مواقعها، جمَّعوها,,,، كوَّموها,,,، حسبوا أن أحداً ما سيعبرُ من ههنا,,, فيقفُ,,.
ولأنه دربي وحدي,,, فلم أقف,,.
تدرين أنني حسرت عن قدميَّ حذائي,,.
وملأتُ صدري بأملي,,, وحفَّزتُ عزيمتي بصبري,,.
ثم انطلقتُ بكِ قوةً في داخلي نحو تلك الرتل فاجتزتها,,.
وعندما حدث,,.
وقفتُ ألقي نظرةً خلفية عليها,,, وصفَّقتُ لنفسي!!
لم أكن أفعل ذلك لولاكِ في داخلي ومعي ولا تتركينني أبداً,,.
وعندما أرتديتُ حذائي من جديد,,,، ومضيتُ أنهبُ المسافات الطويلة أمامي,,.
شعرتُ بحاجتي لأن أرتشفَ قطرة زلالية تُذهِب صدئي,,.
وجدتكِ,,, تمدين إليَّ يدكِ وفيها كأس بلورية قد امتلأت بحبكِ,,.
آه يا وحدكِ,,, تدرين أن الحب وحده يروي في رحلات الدروب الموحشة الطويلة,,, وأنتِ لم تكوني في أية لحظة منذ أن كنتِ، إلى أن غادرتِ,,, إلى أن عدتِ,,, إلى أن تحدثتِ,,, إلى أن صمتِّ,,, إلى أن ضحكتِ,,, إلى أن بكيتِ,,, إلى أن أخذتني معكِ في جولة حول نفسينا تروينني دوماً,,.
فلا أعطش,,.
وتغذينني دوماً,,.
فلا أجوع,,.
أتذكرين حين كنتِ تطلبين مني أن آكل وأن أنام,,,!
دوماً تقولين إنكِ لا تودين رؤيتي واهنة مجهدة,,,، تحسبين في اللقمة والغفوة راحتي، لكنكِ تعلمين جيّداً أن الغفوة تغادرني مراكبُها، واللقمةَ تَعافني أطباقها,,, كلما كنتِ هناك، وكلما كنتُ هنا,,.
شلال الضوءِ في داخلي لا ينكسر وأنتِ فيه,,.
ودروبي لاتضلُّ وأنتِ قنديلها,,.
والصدقُ أنتِ,,, والوفاءُ هذا الذي تكونين,,.
كلَّما أفقتُ وكان أول شيء يكون لي هو أنتِ,,.
كلَّما تعلمين أنني لا أنتهي,,, ولا أضلُّ الدروبَ,,, ولا أفشل في تجاوز رتل الحجارة,,.
ياسيدتي,,.
صدِّقيني أنني أكتب لكِ الآن,,, وأنتِ جسداً لستِ بجواري,,.
لكن كلَّ شيء هو أنتِ بجواري,,.
تتجسدين في كلِّ لحظاتي,,, معي,,, في افترار الضوء حين يغادرني السَّحَر، وأكون فيه إليكِ أتحدث معكِ عنكِ,,, وفي ارتشاف القهوة حين يرتفع الكوب بأبخرته إلى شفتي فترشفينه معي وهو منكِ، وفي لحظة الخَفوق بفرحه، وبحزنه,,.
حين يستوي الظلام ظلاماً أنتِ معي,,.
وحين تنفرج الابتسامة عن فرح,,, أنتِ معي,,.
وحين ترسل الغيمةُ ضبابها إليَّ تكونين معي,,.
في الفرح أنتِ,,, في الحزن أنتِ,,,، في لحظات الثراء أنتِ,,, وفي لحظات الفقر أنتِ,,, كلُّ ثراء لهذه النفس أنتِ,,.
وكلُّ فقر تعيشه حين لا تكونين أنتِ,,.
لكن,,, كنتِ هنا أو لم تكوني,,, فلقد أثريتني يا أنتِ، يا سيدتي فما عدتُ أنكسر أبداً ولا,,, أفقد,,.
تمتعي ترفلين في ثراءٍ ترفٍ بكِ في مجرى النور الذي تصنعين,,,، وفي بروج الوفاء الذي تشيِّدين,,, ولكِ وحدكِ هذا الكون في داخلي,.
ولي وحدي تكونين في حضوركِ وفي غيابكِ.
|