يصل اليوم الخميس الى العاصمة اللبنانية بيروت الدكتور عصمت عبدالمجيد الأمين العام لجامعة الدول العربية ليبدأ مع فريق من الجامعة والدولة المضيفة لبنان الإعداد لاجتماعات المجلس الوزاري للجامعة وزراء الخارجية التي ستبدأ بعد غد السبت تنفيذا لقرار سابق بهدف اظهار التضامن والدعم العربيين للبنان رئيساً وحكومة وشعباً، ومقاومة وطنية للاحتلال الاسرائيلي والتى يعزى لها الفضل الأول بعد فضل الله في القرار الذي اتخذه رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك يوم الاثنين الماضي وصادق عليه مجلس وزرائه القاضي بسحب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان في موعد لا يتجاوز شهر يوليو/ تموز القادم.
وأمس تناقلت وكالات الأنباء خبراً مفاده ان قوات الاحتلال الاسرائيلي شرعت بالفعل في تفكيك منشآتها العسكرية بدءاً بمنطقة العيشية في جنوب لبنان، كما ان قيادة قوات الاحتلال كانت وراء عودة قائد ميليشيا ما يسمى جيش لبنان الجنوبي العميل الى المنطقة بعد ان استدعته تلك القيادة لتبحث معه مصير أفراد هذه الميليشيا بعد ان يتم الانسحاب من جنوب لبنان.
ومن الواضح ان السر وراء استدعاء قيادة قوات الاحتلال لأنطوان لحد هو العمل على وقف انهيار شامل للميليشيا العميلة مما يضطر جيش الاحتلال للقيام بالمسؤوليات والمهام الموكلة للميليشيا العميلة مما يعرض قوات الاحتلال لمخاطر حقيقية من جانب المقاومة الوطنية وخصوصاً بعد ان أعلن لبنان رسمياً انه غير مستعد لحماية اسرائيل من هجمات محتملة قد يقوم بها اللاجئون الفلسطينيون في جنوب لبنان بعد انسحاب اسرائيل من جانب واحد.
وتبدو خطوات اسرائيل لإنجاز الانسحاب من جنوب لبنان تجري بمعدلات زمنية أسرع وقد يكتمل الانسحاب قبل حلول الموعد الذي حدده باراك وهو شهر يوليو القادم، الأمر الذي دفع الامم المتحدة الى الاسراع بالعمل لاعداد خطط لقواتها المرابطة في جنوب لبنان استعداداً للانسحاب الاسرائيلي الذي بات مؤكداً مما يؤثر في إحداث تطورات سياسية عميقة وحادة وخصوصاً على مسار المفاوضات الاسرائيلية/ السورية بشأن الانسحاب من الجولان بالصيغة التي تطلبها سوريا وهي الانسحاب الى حدود الرابع من يوليو 1967م لكي يتحقق السلام.
والمؤكد ان اجتماع وزراء الخارجية العرب بعد غدٍ في بيروت سيتفق على رؤية سياسية موحدة لآلية تضع هدف التضامن والدعم للبنان موضع التنفيذ الذي يعزز مقدرة لبنان على ملء الفراغ في الجنوب بعد الانسحاب الاسرائيلي وبما يدعم المفاوض العربي في موقفه حتى يحقق الهدف أيضاً.
الجزيرة