التمثيل كفن ليس مجرد دور في مسلسل أو (مسرحية) سند لممثل ما فيحفظه ويقوم بتسميعه امام الكاميرا او فوق الخشبة مضيفا اليه بعض الحركات الهزلية والهزات الوسطية والإفيهات المسخرية إن جاز اللفظ!!
ولكنه أي الفن التمثيلي تجسيد كامل لواقع شخصية ما,, باحاسيسها ومشاعرها وطبيعتها,, بسلبياتها وإيجابياتها دونما إفراط ومبالغة او تفريط وإجحاف في الحس والأداء.
ولذا فإن عمل الممثل كفنان من أكثر الأعمال مشقة وأوفرها مجهودا فكريا وبدنيا بل وحتى نفسيا!!
ويتجلى ذلك واضحا عندما يتم اسناد أداء شخصية معينة لفنان ما,, (اقول فنانا وليس متفننا!!) فإنه يطلع عليها من خلال النص الموجود بين يديه فيضع لها خيوطا عرضة,, ثم يبدأ بالاجتماع مع الكاتب لمناقشة التاريخ المتوقع لهذه الشخصية قبل الأحداث الدائرة في أجواء المسلسل,, فيبدآن في تحليل ابعاد هذه الشخصية,, وإعادة بنائها وتكوينها نفسيا وحسيا,, ومظهريا أيضا!! وهنا تبدأ ملامح الشخصية بالظهور كنتوءات بسيطة في مخيلة الممثل لا تلبث ان تكبر شيئا فشيئا حتى تستبين الملامح وتتضح الرؤيا.
فيقوم الممثل بكل ما أُوتي من قدرات إبداعية (وهنا تتجلى الموهبة) بالتجرد من شخصيته الحقيقية,, وارتداء شخصية اخرى ارتداء كاملا بتناغم وتجانس وانسيابية فينسى انه فلان,, ولا يذكر إلا علانا الذي هو بصدد تجسيده,فتتبدل نفسيته,, وتتغير طبيعته وتختلجه احاسيس ومشاعر جديدة لرجل آخر (شخصية أخرى),, فينبثق منه الحس واقعا حيا,, وتخرج منه الكلمة صادقة طبيعية مؤثرة بلا تصنع او تكلف,,فيبدع ويؤدي ويتقن, ولكثرة من تفنن في الآونة الأخيرة جرى التنبيه!!والله من وراء القصد.
عماد المديفر
جامعة الملك سعود كلية علوم الحاسب