فاجأني كما فاجأ المتابعين والمهتمين الفنان التشكيلي والصحفي محمد المنيف (بآخر تلميحة) له الاسبوع الماضي بعد كفاح طويل عبر هذه الزاوية امتد لاكثر من عشرين عاما,, اقول لقد آلمنا جميعا كتشكيليين هذاالقرار المزعج لان ابا عبدالعزيز كما نعلم من الكتاب اللامعين في مجال الفنون التشكيلية وهو من الاشخاص القلائل الذين لهم بصمتهم وجهودهم المتميزة في الاعلام التشكيلي,, لقد ظل ولفترة طويلة يجاهد بقلمه في سبيل تسليط الضوء على الفن والفنانين وتعريف الجمهور والمتذوقين بهم من خلال هذه الجريدة المتألقة (الجزيرة) والتي تعتبر أولى الصحف اليومية وأكثرها اهتماما بهذا الفن الراقي ولأن الأستاذ المنيف من المبدعين في مجاله وان كانت شهادتي فيه مجروحة,, الا ان هذا لا يمنعني القول إن غياب هذه (التلميحة) وبهذه الصورة يعد خسارة كبيرة لكل الفنانين ولكل المتابعين,, ان ما يقدمه (المنيف) من أطروحات نقدية ودراسات تشخيصية ومقترحات وآراء انما تأتي غالبا في صالح الفن والفنانين التشكيليين ومن هنا فان هذا التوقف الصعب غير مقبول اطلاقا من قبل جميع المنتمين لساحة الفن التشكيلي والتي كما نعرف تفتقد كثيرا لمثل هذه الاقلام الجريئة ولمثل هذه الاطروحات البناءة والهادفة خصوصا وانها تأتي من قبل مختص وخبير في هذا المجال منذ فترة طويلة.
انني وباسم كافة الفنانين التشكيليين والمتابعين آمل وأتمنى من اخي محمد التريث والتراجع عن هذا القرار المفاجىء لان الساحة كما اسلفت بحاجة للمبدعين وللمنظرين الهادفين وانت واحد منهم.
والكاتب او الناقد ليس بالضرورة ان كل ما يطرحه او يقدمه او ينتقده او يقترحه يلاقي قبولاً وتفهما عاجلا او تجاوبا سريعا,, لان الكاتب او الناقد عادة يثير الانتباه الى موقف معين او سلبية ما او قصور او خلافه وبالتالي فان عملية التجاوب او التفاعل او القبول لما يطرحه ترجع الى الجهة ذات العلاقة بالموضوع من حيث تقدير الموقف وعلاجه او وضع الحلول المناسبة له سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة وفق القناعات والامكانيات المتاحة.
ما اود الوصول اليه هنا هو اننا جميعا نطالب استاذنا بالتريث والصبر وثق اخي محمد ان الجهات المسؤولة (ايا كانت) كلها آذان صاغية وان ما يطرح عادة يؤخذ بعين الاعتبار والتقدير الا ان عملية التغيير واصلاح الحال قد تتطلب بعض الوقت الذي قد يطول احيانا,, مهلا ابا عبدالعزيز فان للابداع بقية.
** فاصل لوني:
في المعرض العام الخامس عشر لمقتنيات الفنون التشكيلية الذي تقيمه الرئاسة العامة لرعاية الشباب هذه الايام بصالة امانة مدينة الرياض (الخيمة) كان تفاعل الجمهور والمتابعين تفاعلا غير عادي, كما ان الحضور النسائي لهذه الفعالية كان مدهشا انها دعوة للجميع لزيارة هذا المعرض الذي وجهه صاحب السمو الملكي الامير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب بأن يستمر الى نهاية شهر ذي الحجة لكي تتاح فرصة الزيارة لاكبر عدد ممكن من الجماهير والمهتمين تحية لسموه الكريم على هذا الاهتمام الكبير بهذا الطرح الابداعي الذي سيضيف للساحة التشكيلية السعودية بعداً آخر,, وللجميع خالص الود,.