منذ ايام اسحاق رابين يثير الاسرائيليون بين الحين والآخر مسألة دعوة الفلسطينيين كبار المسئولين الاوروبيين وغيرهم من الوزراء الذين يزورون فلسطين المحتلة لاجراء مباحثات مع اعضاء الحكومة الاسرائيلية لزيارة بيت الشرق في القدس الشرقية .
والاسرائيليون يعترضون على هذه الدعوات وكثيرا ما ضايقوا المسئولين الاوروبيين وآخرهم رئيس وزراء فرنسا الذي رضخ لرغبة الاسرائيليين وامتنع عن زيارة بيت الشرق الذي يعتبره الفلسطينيون بمثابة مبنى وزارة الخارجية الفلسطينية في حين لا يريد الاسرائيليون اسباغ اية صفة فلسطينية على اية منطقة تقع في نطاق مدينة القدس التي يريدون فرضها كعاصمة موحدة لاسرائيل,, ومثل كل الاشياء الاخرى التي فرضتها اسرائيل على الاوروبيين اولا ثم الامريكيين كأمر واقع والتي ما تلبث ان يعتاد عليها الآخرون فتصبح حقا للاسرائيليين، والذي يدرس تاريخ انشاء الكيان الاسرائيلي يجد كل الارض التي استولت عليها سواء من قبل عصابات الهاجانا وغيرها والتي بعد ان فرضت كأمر واقع من قبل سلطات الانتداب البريطاني لتكتسب مشروعية دولية بالتقسيم الشهير الذي حمل القرار 181 والذي قسمت فلسطين بموجبه بين اليهود والعرب، يومها لم يكن لليهود صحراء النقب ولا بحيرة طبرية ولا الاراضي الحدود التي اقتطعت من الاردن وسوريا ولبنان ناهيك عن الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967م.
والقرار نفسه قسم القدس الى شطرين شرقي يحوي المقدسات الاسلامية والمسيحية والاحياء العربية، وغربي بناه اليهود بمحاذاة مدينة القدس القديمة، وظل الامر كذلك حتى عدوان الخامس من حزيران حينما احتل اليهود الجزء الشرقي من مدينة القدس، ليعلنوا بعد ذلك توحيد المدينة وجعلها عاصمة لهم، ولأن الاحتلال لا يؤسس اية شرعية ولا يعطي الحق لأي قوة عسكرية ان تستولي على اراضي الغير بواسطة الحرب وتعلن ملكيتها تلك الارض مستفيدة من نتائج تلك الحرب، فإن المجتمع الدولي بما فيهم حلفاء واصدقاء اسرائيل لا يعترف بضم الجزء الشرقي من مدينة القدس، وبالتالي لم تجرؤ اية دولة على الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، سوى دولتين صغيرتين من تفاهتهما لا يتذكر المرء اسميهما.
ولهذا فمن الغرابة ان يقبل رؤساء الدول وكبار المسئولين الاوروبيين والامريكيين عقد اجتماعات في القدس وهي محتلة مع الاسرائيليين المحتلين للمدينة، في حين يرضخون لابتزاز الاسرائيليين ويمتنعون عن زيارة بيت الشرق الفلسطيني والذي يمتلك من الناحية القانونية الدولية شرعية دولية لانه مقر لاصحاب الارض الذين تُحتل ارضهم ولهذا فإن الفلسطينيين قد اتخذوا القرار الواجب الذي كان يجب ان يتخذوه منذ وقت طويل والقاضي بالامتناع عن استقبال اي مسؤول دولي سواء من اوروبا وامريكا أو أي بلد آخر يخضع لابتزاز الاسرائيليين ولا يزور بيت الشرق، في حين يزور القدس صاغرا ارضاء للاسرائيليين.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com