مثل بقية تقنيات المعلوماتية مر تطوير نظم المعلومات بعدد من التطورات واصبح عملا مقننا ولم يعد كما كان في السابق يعتمد فقط على اجتهادات وخبرات المحللين والمصممين, كما اصبح هناك برامج حاسوبية تساعد على تطوير النظم, ويعتبر تطوير النظم التطبيقية الحاسوبية وصيانتها اكثر الأشياء كلفة في ادارات الحاسب الآلي وليست الاجهزة كما يعتقد البعض, في وقتنا الحاضر تعددت الخيارات امام المسؤولين عند الرغبة في تملك نظم المعلومات, ولم يعد خيار تطوير البرامج داخل ادارات الحاسب الآلي هو الخيار الوحيد كما كان في السابق فصار هناك برامج تقريبا في جميع التخصصات جاهزة وعلى نطاق واسع من الشهرة مطورة من قبل شركات عالمية, كذلك هناك خيار التعاقد مع شركة مختصة بتطوير النظم للقيام بالعمل او خيار الاستعانة ببعض الاستشارات الخارجية كما ان هناك خيار الاستئجار, وعلى الرغم من تعدد الخيارات الا ان خيار قيام ادارة الحاسب الآلي بتطوير النظم التطبيقية هو الأكثر اتباعا في كثير من المنشآت ويعود ذلك الى عدة اسباب منها ان كل مؤسسة لها شخصيتها وسياساتها المستقلة ومن الصعب ان نجد منشأتين تعملان في نفس التخصص ومتماثلتين 100% ولهذا فان النظم الجاهزة لن تؤدي الغرض 100%, كذلك من الاسباب ان بعض المؤسسات تحرص على خصوصيتها وسرية ما يجري داخلها لهذا لا تفضل استدعاء موظفين من خارجها لتطوير وتشغيل النظم التطبيقية لديها وعمل ذلك من قبل موظفيها,
ولأهمية تطوير النظم التطبيقية الحاسوبية فانني سأتعرض باختصار لأهم العقبات التي تقف امام نجاح كثير من النظم التطبيقية كما يجب الاشارة الى ان هناك من العوائق والعقبات أمام نجاح نظم المعلومات ما ينوء به حيز هذه الصفحة كاملة لهذا سأركز على ما اظنه اهم العقبات,
اول هذه العقبات هو عدم اشراك المستخدم المستفيد في تطوير النظام او محدودية اشراكه, ويعتبر المستفيد المقصود من المستفيد هو شخص او اكثر او ادارة احد اللاعبين المهمين في عملية تطوير النظم التطبيقية فالمستفيد هو الشخص المعني بالنظام وهو الشخص الذي سيعاشر النظام ونجاح النظام وفشله يعتمد على قبول المستفيد من عدمه, وكثير من مطوري النظم لا يعطون اشراك المستفيد الأهمية المفروضة وتكون مشاركة المستفيد محدودة في بداية المشروع في تعريف بعض الاسماء وجمع بعض البيانات عن النظام اليدوي المراد اتمامه اما في مرحلة التصميم فنادرا ما يشرك المستفيد, ولهذا فلا غرابة ان يأتي ذلك النظام بعد تشغيله ككائن غريب على المستفيد وان يجابه بالنفور وربما حتى الرفض ويكون مصير ذلك النظام الذي استهلك كثيرا من الموارد الرف او في احسن الاحوال يقبل كالعليل ويخضع بين الفترة والاخرى الى بعض العمليات التجميلية وعمليات شد الوجه ليتم قطع هذا الجزء وايصال ذلك الجزء وهكذا ويكون مصدرا لاستنزاف الموارد,
ومن العقبات كذلك التهاون في التوثيق وهنا سأركز على عملية توثيق الاجراءات بين المستفيد والمطور ولن اتكلم عن عملية توثيق النظام فذلك يحتاج الى مقال مستقل, ومن اسباب فشل نظم المعلومات هو عدم توثيق طلبات المستفيد عند بدء المشروع وكذلك عدم توثيق الاجراءات والتعديلات الحاصلة اثناء مراحل تطوير النظام فمن المعروف مرور تطوير النظام بعدة مراحل كل مرحلة تعتبر شبه مستقلة ويجب توثيق كل مرحلة وعدم الدخول في المرحلة التي تليها الا بعد انتهائها وموافقة جميع المعنيين بها ومن ضمن اولئك المستفيد اذا كان اشتراكه ضروريا لتلك المرحلة, في حال غياب التوثيق بين مطور النظام والمستفيد منه فلا غرابة ان يأتي المستفيد بعد بدء تشغيل النظام ويدعي بأن بعض المميزات او الطلبات التي كان يريدها لم تضمن ضمن النظام ويكون رد المطور بأن ذلك الادعاء غير صحيح لأن تلك الطلبات لم تكن مضمنة منذ البداية وقد ينشب نزاع بين الطرفين يكون ضحيته النظام ويصير مصيره الرف اما في حال وجود وثائق فيمكن الرجوع اليها ومعرفة الصواب من الخطأ,
وهذه العقبات التي ارى انها من اهم العقبات أمام نجاح تطوير النظم المعلوماتية داخل ادارات الحاسب الآلي الا ان هناك عقبات اخرى ستكون موضوع حديثنا في الاسبوع القادم باذن الله,
mmshahri @ scs. org. sa