الطلبات المستمرة تثقل كاهل أولياء الأمور إبداع مزيف لطلاب وطالبات المدارس مدير تعليم نجران : الأمر ليس إلزامياً وهناك من يتطوع بإحضار الأعمال الفنية |
* تحقيق : صالح آل ذيبة
بالرغم من التعليمات المشددة والتعاميم المتكررة التي تصدرها وزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات بين الحين الآخر والتي تمنع تكليف الطالب أو الطالبة القيام باحضار وإنجاز اعمال فنية أو رسوم بيانية من خارج اطار المدرسة عن طريق الخطاطين أو غيرهم الا أن هذه الظاهرة مستمرة بتكاليفها المالية وتأثيرها السلبي على إبراز مواهب الطلاب وتعزيز قدراتهم.
عن سبب استمرار هذه الظاهرة السلبية في المدارس كان لنا الاستطلاع التالي:
تحدث في البداية محسن صالح اليامي ولي أمر أحد الطلاب حيث قال لدي العديد من الأبناء والبنات الطلاب ولا يكاد يمضي اسبوع إلا وهم يقومون بالعديد من هذه الأعمال وليتهم يقومون بها بأنفسهم سواء في المنزل أو في المدرسة بل يقوم بعمل ذلك لهم الخطاط وبمبالغ مالية مكلفة وعندما أقوم بالرفض يقولون بأن المدرس أو المدرسة سوف يغضب منهم ولن يعطيهم علامات مشاركة ولهذا نضطر أن نصرف مبالغ مالية في غير طريقها .
إبداع مزيف
* وقال ابراهيم بن سالم بن عايض ما يجري بهذا الخصوص نعتبره نحن كأولياء أمور وأخص بذلك نفسي هو إبداع من أبنائنا وبناتنا ولكنه إبداع مزيف فنحن نكذب ونصدق أنفسنا فعندما يقوم ابني بعمل لوحة عند الخطاط ويدفع ثمنها الباهظ ويحضرها إلى المنزل ليأخذها للمدرسة وقد كتب عليها عمل الطالب فلان وإشراف المعلم فلان فإنني أصدق أنها من عمل ابني .
إيجاد الحوافز
* قال منصور البومدرة القحطاني مشرف نشاط مدرسي يوجد في أغلب المدارس عدد من الأماكن المخصصة لممارسة الأنشطة مثل المعامل والمختبرات وغرف التربية الرياضية والفنية والمسجد والفناء الداخلي والساحة الخارجية والملاعب والفصول الدراسية والمكتبة والممرات بين الفصول وغالباً تقوم إدارة المدرسة بتأمين خامات ومستلزمات الأنشطة عن طريق المقصف المدرسي وقد يقوم الطالب بإحضار أدوات وخامات من البيئة والتي يسهل جمعها وأضاف القحطاني بأنه للقضاء على هذه الظاهرة في أماكن وجودها يجب إدراك القائمين على العملية التربوية والتعليمية بأهداف النشاط الطلابي وتحقيق التوازن النفسي والثقة والطمأنينة لدى الطالب عند تنفيذه لأحد برامج النشاط من خلال الأعمال التي يقدمها وإيجاد الحوافز للطلاب المميزين أثناء الطابور الصباحي على أعمالهم المنفذة وتوعية أولياء الأمور وحثهم على تشجيع أبنائهم بعدم الذهاب للخطاطين وغيرهم.
نقاش بدون جدوى
* كما تحدث ظافر حسن آل قريع مدير متوسطة وثانوية هشام بن عبدالملك بنجران فقال بالطبع يوجد هناك أماكن مخصصة للأنشطة في بعض المدارس وليس في كل المدارس وليست على الوجه المطلوب وأعني بذلك من المعلمين وليس الخطاطين أو غيرهم ويتم تأمين اللوازم من قبل إدارة المدرسة وبعض الطلاب قد يسهم من تلقاء نفسه ولا أعتقد بأن هناك مدرسة تلزم طلابها بأي عمل إلزاماً وفي الحقيقة وطالما نوقشت ظاهرة الاستعانة بالخطاطين في إنتاج الوسائل التعليمية والفنية حيث يخسر فيها المعلم والطالب المادة العلمية إضافة إلى الخسائر المادية ولكن بدون جدوى فإنه بالفعل توجد لوحات من عمل الخطاطين ولكن دون تكليف للطالب ولأجل القضاء على هذه الظاهرة لابد من رفض مثل هذه الأعمال وعدم قبولها في المدارس وتأمين معلمين لديهم مواهب الخط والرسم وخاصة في المدارس الكبيرة ويمكن الاستفادة منهم في المدارس المجاورة.
ودعم المدارس مادياً وخاصة المدارس ضعيفة الدخل المادي وإيقاع العقوبة المنصوص عليها على من يقوم بتكليف طلابه فوق طاقتهم.
حب العمل
* وقال خالد بن عوض القحطاني مدير مدرسة برك الابتدائية:
لا توجد أماكن مخصصة ولا يوجد متخصصون لذلك وبالنسبة للعمل الفني فيتم تنفيذه خلال حصة التربية الفنية أو في غرفة الفنية إن وجدت أما بالنسبة للمجلات فتكون تحت إشراف مشرف الجماعة أو رائد الفصل وأضاف بأنه للقضاء على هذه الظاهرة لا بد من تدريب الطلاب على حب العمل وتقدير العمل اليدوي وتوضيح الهدف من النشاط الذي يرمي إلى تنمية الاتجاهات الاقتصادية لدى الطلاب كتوفير المال والتعاون والادخار واحترام العمل المقدم من الطالب مهما كانت بساطته.
* وأكد الأستاذ عبدالله سعد القحطاني مدير ثانوية العرباض بن سارية بأنه يتم تأمين مستلزمات النشاط من قبل إدارة المدرسة وأن هناك نسبة تمثل 40% من إيرادات المقصف المدرسي مخصصة للنشاط الطلابي إضافة إلى الميزانيات التي ترصد من قبل الوزارة للنشاط الطلابي ولا يكلف الطالب بتأمين أي شيء من ذلك وأضاف أن هذه الظاهرة سيئة وأن من أهم الحلول لها زيادة الوعي بخطرها ومساوئها لدى الطالب أو ولي الأمر أو المعلم نفسه والمجتمع بأسره لما لها من سلبيات وآثار تهدد المجتمع علمياً ومهنياً واقتصادياً, وأن يقوم الطالب بالأعمال الفنية وأنشطتها داخل المدرسة وبإشراف ومتابعة من المتخصص في ذلك.
رأي مدير التعليم
وبعرض الموضوع على مدير عام التعليم بنجران/ حسن بن أحمد القربي أدلى برأي قال فيه:هذه الظاهرة غير تربوية وتقتل مواهب الطالب التي يجب أن تصقلها المدرسة بالإضافة إلى ما يتكبده ولي أمر الطالب من نفقات والأوامر مشددة لدى المدارس بأن يكون العمل المقدم من إنتاج الطالب حيث تنص المادة 59 من سياسة التعليم في المملكة على غرس حب العمل في نفوس الطلاب والإشادة به في سائر صوره والحرص على إتقانه والإبداع فيه والتأكيد على مدى أثره في بناء كيان الأمة وتكوين المهارات العلمية والعناية بالنواحي التطبيقية في المدرسة بحيث يتاح للطالب الفرصة للقيام بالأعمال الفنية اليدوية والإسهام في الإنتاج وإجراء التجارب وهناك حصص مخصصة في الجدول المدرسي لممارسة النشاط التربوي الحر والذي توضع خططه من قبل قسم النشاط الطلابي ويشرف المشرفون التربويون كل في اختصاصه على تنفيذ فاعليات هذه الخطط خلال هذه الحصص في أماكن مخصصة في كل مدرسة حكومية يمارس فيها الطلاب نشاطاتهم التربوية ونؤكد على اللجان التي تستأجر المباني للمدارس المستأجرة ضرورة مراعاة وجود الأماكن المناسبة لتنفيذ الأنشط التربوية المصاحبة أو الحرة ويتم تنفيذ هذه الأنشطة تحت رعاية المختصين من المعلمين ونركز على رفع مستوى تحسين الخطوط حتى يعتمد الطلاب على أنفسهم فيشرك على الأقل طالبان من كل مدرسة في كل دورة لتحسين الخطوط لاستغلال مهاراتهم المكتسبة في كتابة ما تتطلبه الأنشطة في مدارسهم تجنباً للاعتماد على الخطاطين .
مع ملاحظة أن هناك بعض الطلاب يتبرعون بعمل بعض اللوحات من الرسامين والخطاطين تقديراً لمعلميهم دون علمهم فيقوم المعلم بقبول هذه الأعمال مع توجيه مثل هؤلاء الطلاب بعدم التكرار وتعريفهم بالأضرار التي تعود عليهم بعدم تنفيذهم للأنشطة بأنفسهم وتستبعد مثل هذه اللوحات أو الأعمال من أي منافسة أو مشاركة.
وفي الختام نؤكد على أي ولي أمر يطلب منه ابنه مبالغ بدعوى أن معلمه أو مدرسته طلبت منه ذلك لعمل لوحة أو عمل عند الخطاط أو الرسام على ولي الأمر الاتصال بي مباشرة لإبلاغي باسم المعلم واسم المدرسة لمحاسبة المسئول,,.
رفض أولياء الأمور
كما عرضنا الموضوع على مدير عام تعليم البنات بنجران/ رشيد حويل البيضاني فأجاب:إن التعليمات واضحة وصريحة حيث تمنع مثل هذه الممارسات إلا أن على أولياء أمور الطالبات اللائي تطلب منهم مثل هذه الأمور عدم تلبيتها وعليهم إبلاغ الإدارة بذلك حتى يتسنى لنا اتخاذ الإجراءات الرادعة لمثل هذه الممارسات ان وجدت والتي تعتبر مخالفة للأنظمة والتعليمات المبلغة للمدارس.
|
|
|