آه هي تلك الرياض,, كم شغلتنا وشغلناها,, كم احتوتنا وكم أرقنا وجداً إليها,.
هي الرياض إذاً التي تبدو اليوم أكثر تحضراً بكل مافي الحضارة من بريق وجمال وفي الوقت ذاته من ثغرات وسلبيات لابد ان ترافق هذا التطور والذي يبدو احدها في هذا الزحام المروري,, وهذا الكم الهائل من السيارات الذي تكتظ به شوارعها,.
**في الاسبوع الماضي (واثناء مسيرة متصلة لانهاء بعض الأعمال الخاصة) وجدت نفسي في احد المواقع القريبة من المنزل,, وكنت أعلم مسبقاً بأن السيارة التي ستقلني سوف تتأخر قليلاً,.
أنهيت ما أتيت لاجله وانتظرت,, واخذت أقبل وأدبر من باب الخروج وإليه وأتأمل الحارة التي كانت هادئة لحظة غروب الشمس,, قلت لم لا اسير على قدمي الى المنزل؟ المسافة قريبة جداً ولاتستحق سيارة,, منذ متى لم أمارس رياضة المشي,, تلك الرياضة التي ينادي بها الاطباء والمختصون.
شددت ركائبي وبدأت المسير هذه العبارة للمداعبة وحسب فلم يكن معي ركائب سوى خيالي الذي اتعبني كثيراً
غابت الشمس منذ قليل وقد بدأ رداء العتمة يتسلل شيئاً فشيئاً,.
بدأت بعبور المنطقة من داخل الحارة التي لم تكن تخلو من بعض المارة والسيارات حيث تمتلىء المنطقة بالمراكز الطبية والمحلات التجارية,, بعد ذلك وجدت صعوبة كبيرة في عبور الشارع الرئيسي وكأنني في طوكيو اونيويورك لشدة زحام السيارات,, وأخيراً وصلت إلى باب البيت في حالة من التوتر والضيق (الذي اعرف سببه) وأدركت في تلك اللحظة لماذا لم أمارس ابداً رياضة المشي في الطرقات الطويلة المكشوفة بالعباءة بالطبع ولماذا يندر ان نرى اناساً في الشوارع,, السبب ليس هو الرفاهية وحسب فإذا كان الرجال يشكل ضيق الوقت عائقاً لهم اضافة الى تفضيلهم المسير في السيارة فان النساء يمنعهن شيء آخر,, فالمرأة حين تهبط الى شوارعنا تبدو امام المارَّة وسائقي السيارات وكأنما هبطت من كوكب آخر ولو كانت متلفعة بالسواد من رأسها الى اخمص قدميها الكل يتأملها من مختلف الاعمار مراهقون وكبار وكهول وتكاد لا تسلم في اغلب الاحوال من معاكسات فهذه وريقات صغيرة تحوي أرقاماً من هنا وهناك,, الخ!!
مسكينة هذه المرأة فإذا وجدت إذناً من ولي أمرها لثقته بها وبنفسه وجدت الف حاجز ومانع يمنعها من الاستمتاع بالمسير (ولو عشر دقائق)!
فهل نفاجأ يوماً بوضع انفاق تحت الارض لاستقبال النساء الراغبات في ممارسة رياضة المشي,,!!
لاتبالوا بما أقول انني اتخيل وأحلم فقط!