وتوقفت رحلة النجمة على شاطىء الأمان |
* عنيزة سالم الدبيبي
كل الظروف (وهم) أمام عزائم النجمة,, تتغير الأسماء وتتبدل الوجوه ويبقى صمود النجمة,, بحثوا عن سر السطوع فلم يجدوه ولو دخلوا الأجواء لاكتشفوه,, كيف عبر الواصل والصويان عن الفرحة وكيف كانت استراحة المحارب (السيوفي),, الإيفاء بالوعود عادة للنجوم (النشاما) حتى لو كبلتهم المعاناة.
- احتفلت جماهير النجمة بتأكيد فريقها البقاء ضمن الكبار متجاوزاً كتلة الظروف التي أوقعته في هذا الموقف الصعب الذي واجهه ومازال يرهقه هذا الموسم في رحلته الطويلة والشاقة كسفير معتمد للكرة القصيمية استطاع خلال السنوات التي قضاها يقدم نفسه كأحد الفرق المكافحة أنموذجاً للعطاء الذي لاينضب والصمود الذي لايخضع أمام (عتاولة) المال والإمكانات,, وبقدر ما تميزت هذه الرحلة بالفخر والاعتزاز نتيجة طبيعية لفرح النتائج المدوية والمتتالية التي خلفها مشوار النجمة كانت ايضاً معاناة الظروف القاسية تشوب خطوات الأمل والطموح اللذين فاقا المكانة المحدودة و (المقيمة) في إطار الاعتبارات التنافسية المختلفة عن السابق حيث بدّل الاحتراف المقاييس ووسع المسافات بين تركيبات كانت متقاربة عندما كان النجمة احد اقطاب الفرق الذهبية الأربعة في انجاز لايمكن نسيانه أو تجاوزه كما يحاول البعض ذلك في مداخلاتهم (التعصبية) التي لاتفتك تحاول ابراز من لايستحق حسابياً بناءً على أرقام ونتائج موثقة بسجلات رسمية لاتطمسها محاولات التطاول على رؤوس مرفوعة وشامخة تعانق ضوء النجمة وبريقها الساطع.
الأخضر يغمر اليابس
- لأن هناك من يجيد تغذية العود النجماوي الطري دائماً والقابل للعودة إلى الحياة متى قارب تحول اخضراره الى الاصفر اليابس فإنه سيبقى مرناً لانحناءات العواصف وأقوى من الكسر متحلياً باخضراره اللامع نابضاً بالحياة,, إن القائمين على شؤونه يدركون متى يحققون الانتصار على التحدي الذي اعتبره (البعض) أكبر من اجتهاداتهم وراح يراهن على قضية خاسرة عندما جهز النعش المزين بقناديل الفرح احتفالاً بوفاة الهم الكبير,, لكن النجمة الكيان بقي وما زال اكبر من الاسماء مهما كانت نجوميتها فإن خسر من رموزه ملأت قاعدته الفراغ بالسرعة المناسبة لحفظ التوازن ومن يتتبع مسيرة النجمة في صراع الكبار سيفطن إلى مجموعة الأسماء المتعددة التي مرت بالفريق وهو ما يؤكد على أن المراهنين يتجاهلون خلفية النجمة عند ما تراودهم الآمال بسقوطه وإلا لما غامروا برهانهم الخاسر.
فرح النجمة بين نقيضين
اجمل مافي النجمة ترابط رجاله ووقوفهم بقوة عندما يحين الوقت للتدارك واسوأ ما يعتري (حلم القصيم) تباطؤ مسيريه عن ايجاد الحلول المناسبة إلى أن يصل حال الفريق حدود (الأزمة) رغم الخبرة الطويلة وإدراكهم الكامل بماهية الفريق واحتياجاته، ماحصل للنجمة كان من الممكن ألايحدث لو تم التعاقد مع مدرب يتناسب والظروف المعروفة سلفاً والتي الغي عقد خرستوف من أجل تحسينها وإعادة الهيكلة كما كان الوضع الانضباطي السابق، جيد أن يكون للتضحية والحماس دور في تحقيق البقاء لتتضاعف جمالية الإحساس بقيمة الانتصار ولكن غير الجيد أن يقوم العمل على اجتهادات تضعه على حافة الانهيار الذي كان قاب قوسين أو أدنى من النجمة,, لا أعتقد أن الظروف المادية هي من يحول دون الانجاز العملي الصحيح فما اقصده يقع في نطاق الاختيار ولا يتجاوز الإمكانية المادية نفسها وهذا يسري على المدربين واللاعبين الأجانب على حد سواء وهذه المشكلة لو كانت طارئة في الموسم الحالي لأمكن التغاضي عنها ولكن ان تظل تتكرر لمواسم عدة فهذا يعني وجود خلل تجب معالجته,, رجال النجمة الأوفياء الذين قدموا الكثير لكي تبقى البسمة مرتسمة على شفاه المنتمين لهذا النادي العريق لايمكن تجاهل تاريخ النجمة الملتصق بجلباب الواصل ولاوقفات الشهم الصويان كما أن عودة الرجل الفولاذي ابراهيم السيوفي قد ابقت السور النجماوي الحصين صعب الاختراق مهما حاول المتسلقون وإن كنا نورد بعض الأخطاء فهي طبيعة العمل الذي لايتوقف عن النبض الناشط أما الإيجابيات فيكفي ان يسخر للنجمة مثل هؤلاء المخلصين وغيرهم الكثير ممن يصعب سرد أسمائهم,, لا أتصور أنه يخفى على النجماويين مدى حاجة الفريق إلىإعادة الصياغة من جديد على مناحٍ عدة كما يجب أن تتكاتف جهود الجميع للمحافظة على من يتفاخرون به ويعتزون بالانتماء إليه وأن تتلاشى الحواجز (الغامضة) التي أبعدت الكثير عن الدعم المعنوي قبل التفكير بالناحية المادية لأن النجمة ظل يصارع على عدة جبهات إلى أن حقق ذاته وحافظ على كيانه سلاحه الوحيد الروح المعنوية العالية التي بدأت منذ سنوات بالتراجع ومازالت تأخذ نفس المسار.
على العهد نجوم أوفت بالوعد
- للنجمة مع لاعبيها عهد بالفرح بدأ من تبوك منذ مايقارب الثلاثة عشر عاماً عند ما صعد الفريق للدرجة الأولى تتغير الأسماء والوجوه ويبقى شعار النجمة يجلب الانتصار من معترك إلى آخر تشرف عدد من النجوم بارتدائه وحقق لهم الشهرة التي فاقت طموحاتهم واحلامهم وتميز الكثير منهم بحفظ الود والدأب على رد الدين لمن كان وراء نجوميته ولم يقف النادي لمن بحث عن ذاته في موقع آخر فحاضر النجمة لايختلف عن ماضيه القريب الذي تأسس على سواعد (المخلصين) وسيظل في عهدة المحافظين على رابط (الحب والوفاء) فلذلك فجرت النوايا الصادقة أغلى انتصار ونكست رايات السقوط التي رفرفت مهللة في بداية الموسم,, هكذا النجمة ولاعبوها تعودت وعلمتهم لي الأعناق وتكميم الأفواه,, لقد عانى اللاعبون هذا الموسم بالذات من الكثير والكثير حتى تمكنوا آخر المطاف من تحقيق الهدف الذي حدد بالبقاء على اساس الظروف الصعبة والمتعددة التي طالت الفريق,, لعب نجوم النجمة وواصلوا صراعهم والإصابات بأنواعها تهدد معظمهم وتقف في طريقهم دون أن يقدموا مستوياتهم الطبيعية ومع ذلك تحملوا انتقادات لاذعة وصلت إلى حد التهكم من قبل جماهيرهم التي لاترحم,, كما وقع أغلبهم من المحترفين في بداية الموسم وحتى الآن لم يستلموا ولو جزءاً بسيطاً من المقدمات التي أرجأوها تقديراً لظروف النادي ومع ذلك عندما تقترب منهم جيداً تجدهم أكثر من يعاني أشد المعاناة لما حل بفريقهم من خسائر,, لم يتحدثوا عن سوء تدريب ولا عن رداءة الإعداد وغيرها الكثير من المحبطات التي تحيط بهم من كل الجوانب فقط كان الهم الوحيد الذي شغلهم فريقهم وكيف يجنبونه النتائج المتوقعة لكل ذلك وبالفعل كماهي العادة فإن النجمة نتائج (للمخلصين) حقق أبناؤها الأمل الذي كان للأسف لدى (بعض) المتشدقين بحب النجمة بعيد المنال وقبل أن يفرغوا من مبارياتهم بثلاث اصبحت للتاريخ وأتاحت الفرص للنجوم الواعدة التي نشأت وهي تتعلم الإيفاء بالوعد.
حقائق نجماوية
* النجمة خسر التركي ولحقه الحديثي قبل أن يعلن الموسى الرحيل وكان قد تغيب الدبيبي والموسى دفعة واحدة أثناء مشاركة المنتخب,, وكان البعض قد حاول أن يلصق أوهام العقد بالنجمة مع بعض المدربين حتى وصل بهم الحال الاتجاه إلى العلاج الطبيعي بحثاً عن سر الصمود والثبات الذي يكمن في أن النجماويين يجمعهم الصفاء وطبيعتهم النقاء في التعامل مع (حبهم الكبير) لذلك كل من ينضم إلى حصنهم يشرب من نفس العذب فيسري به شعار النجمة القائم على (الانتصار نتيجة للتضحية والإخلاص).
* عبدالعزيز الهميلي وشقيقه سليمان ابتعدا عن خدمة الفريق بالملعب الأول حرمته الإصابة والثاني أبعده الاعتزال ولكنهما بقيا مع الفريق في تنقلاته وأينما حل خلف زملائهما يشجعان ويدعمان بقوة,, والحقيقة أن هذا الثنائي كان من الدعائم الهامة في مسيرة الفريق هذا الموسم ولذلك يجب أن لاينسى النجماويون كعادتهم أبناءهم المخلصين.
من الصعب تجزئة الإطراء لكافة لاعبي النجمة عن طريق سرد الأسماء ولكن هناك بعض (المميزات) التي كسبها الفريق هذا الموسم مثل تألق المدافع الشاب خالد السالم القادم بقوة إلى عالم النجومية كما أن مشعل الحربي وزملاءه الشباب مثل وليد الرحياني وعبدالرحمن الميني والبقية الباقية منحت الكثير من التفاؤل بالمستقبل النجماوي.
* بدر أبانمي بما قدمه من استعداد نفسي وفني لخدمة النجمة يؤكد أنه مكسب كبير قدم جزءاً مؤثراً من بعض مالديه ومازال يختزن الكثير قد يفجره تحسن ظروف الفريق,, ايضاً مشعان المطيري المنتقل حديثاً أبدى استعداداً طيباً ولكن صغر السن والحاجة إلى مدرب اعداد لم يمنحاه فرصة البروز المبكر ربما يكون القادم أحلى لو تهيأت الأجواء المناسبة.
* أندرسون ظهر في البداية وغاب في أهم المنعطفات وكواكي قللت الإصابة ومن ثم العملية من تأثيره السابق لذلك كان العنصر الأجنبي أحد الظروف الصعبة المتراكمة.
* يوسف الجسار ومحمد المنيف ظهور في الوقت المناسب أثمر عن فاعلية ضاعفت من حظوظ النجمة,, القائد محمد الدبيبي لا استطيع الحديث عنك لاعتبارات غير خافية ولكن اتمنى الا يتجاهلك الانصاف.
* جميع فرق كرة القدم بالنادي بحاجة إلى غربلة على مستوى الأجهزة الفنية فيما عدا الناشئين,, أتمنى ألا ينحصر البحث على الفريق الأول فقط.
* فرحة الواصل بالبقاء وسعادة الصويان (بانتصاره الخاص) أطول شمعتين من شموع الفرح,, ولكن تبقى استراحة المحارب ابراهيم السيوفي ومجموعة اللاعبين من (أبرز) الملاحظات التي توقفت أمامها طويلاً وتأملت الدموع التي زفها الإرهاق وكثفها التعب ورافقها (الهم) الكبير مترجلاً عن أكتاف لم تخضع ولم تنحن.
لايمكن تجاهل الدور الكبير للمدرب المجتهد بزنسكي,, ولكن القريبين هم الأكثر إدراكاً لحقيقة الأدوار الهامة التي افرزت نتيجة البقاء,,وفي هذا النطاق لا
أعتقد ان الإدارة النجماوية ستفرط بمدرب الحراس المغربي (رونق) الذي نجح في نفض الغبار العالق منذ سنوات.
|
|
|