وعلامات قطار الحرمين,! عبدالفتاح أبو مدين |
قرأت في الاقتصادية، بالعدد الصادر بتاريخ 11/11/1420ه في عمود الأخ محمد الأسمري، في الصفحة الأخيرة، الثناء العطر على سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وهو أهل لذاك، لأنه رجل متواضع على خلق، وهو رجل واع، وفيه الكثير من التحفز والإنجاز، كريم,, يحتفي بمن يسعى إليه، ويقدر الرجال والعاملين، إلى جانب معارفه وجده وعمله الدؤوب، زاده الله من فضله، وبارك في سعيه، وأعانه ووفقه.
وذكر الأخ الأسمري في كلمته تلك، ان الأمير حفظه الله,, دعا القطاع الخاص إلى الإسهام في إنشاء خط سكة حديدية، تربط المدينتين المقدستين، المدينة ومكة,, بهذا الشريان الحيوي المجدي الفعال,! إنه حلم رائع, ولطالما تمنيت، وأنا امر بالاستسيون,, في العنبرية، وأملأ بصري منه، منذ خمسين سنة، يحدوني أمل غال، أن أراه متحركا، يضج بمحركات القاطرات، وحركة دائبة,, ليل نهار، ينقل قاصدي البلد الطيب، ومغادريها، من مواطنين وزائرين للمسجد النبوي، ومسلّمين على خير خلق الله,, صلى الله عليه وسلم.
وخلال ترحالي,, خارج بلادي، أحرص على تفضيل القطار، عن الطائرة والسيارة والبحر، لأنه متعة، لاسيما حينما يكون على المستوى,, الذي رأيته عليه، في بريطانيا، وفي اوروبا، فقد كان اختياري المفضل هناك، وأحلم أن يكون في وطني شبكة للسكة الحديدية، تربط شمالها بجنوبها، ومدنها بعضها ببعض, وكنت اكتب في صحيفة الأضواء ، قبل أكثر من اربعين خريفا، زاوية,, عنوانها: القطار السريع وصورة واجهة قاطرة مع العنوان، ثم أخذت أجدد كتاباتي، في صحيفتي الرائد , وبعد قيام المؤسسة الصحافية، شرعت أتابع تحقيق الحلم بكتابات متتابعة، حتى إني كنت أغضب بعض وزراء المواصلات,, بإلحاحي لتحقيق هذا الحلم الذي يلوح في مخيلتي، لكي أراه يتحقق، لأننا تعبنا من السيارات وحتى من الطائرات وعناء هاتين الوسيلتين، وأردد أن صانعي السيارات ومصدريها,, في بلادهم شبكات للسكة الحديدية، وان بلادنا شبه قارة,, ما أحوجها إلى هذه الوسيلة المتطورة، غير المكلفة، اذا قيست بتكاليف شق الطرق وعشرات المليارات,, التي تنفق في استيراد السيارات، ومانتج عنها وينتج من ضحايا,, كل يوم بل كل ساعة.
نريد قاطرة تملأ الفضاء أصواتها، والأرض عجلاتها وخطوطها, لانها أرقى وسيلة نقل وسفر ووفر,, إذا احسن استعمالها بمعرفة وتطور وارتقاء,!
تهنئة لرجل جاد، نقدره ونحترمه، بهذه الوثبة الحلم ، وإن القطاع الخاص، حين يقبل على هذا المشروع الحضاري,, سوف يحقق بإذن الله نُجحا وربحا، وسيقدم خدمة جلى للوطن، تحسب له,, عبر التاريخ، ويذكر للرمز الساعي والمحفز بجهده وتفكيره,, وتحقيق هذه المكاسب للوطن، وللمدينتين المقدستين,, بوجه خاص, وأردد بغبطة المثل السائر: عند الصباح يحمد القوم السرى ,!
ويمتد حلمي، لأرى القاطرة، تنطلق من عاصمتنا الرياض، لتمتد إلى المدينة عبر المدن، وإلى جدة، وتتجه من تبوك إلى المدينة، وأرى الشريط الساحلي، وقد استثمر,, حين تمره القطارات، غادية وقادمة! ما اجمل الحلم,, الذي يحقق السعادة والارتقاء والحياة الكريمة لأمة خليقة بما تنال من رفعة وعزة، لأنها، أهل لان تكون مع الامم الجادة,, البانية والعاملة، لخير الوطن وأهليه.
والله المستعان،،،
|
|
|