ترانيم صحفية كيف نغضب نجلاء أحمد السويل |
لكل فرد منا كم هائل من المشاعر والأحاسيس على اختلاف أنواعها وتداخلاتها وليس هذا هو المهم، ولكن الأهم من ذلك هو كيف نعبر عما يدور في خلجات أنفسنا ماهي نوعية هذا التعبير، وما هو أسلوبه والسلوك الذي يتشكل خلاله ويرسمه، وبحسب هذا السلوك نحن في الواقع نستطيع ان نحكم على شخصية هذا الفرد بعد وضعها على كفة الميزان الاجتماعي كمعيار من خلاله نقيس صحة وخطأ هذا التصرف، ويعتبر الغضب من المشاعر التي قد يتعرض لها الإنسان أثناء احتكاكه بما يثير أعصابه، وقد اثبتت عدد من الدراسات التي أجريت بأن الفرد غالبا ما يصل لقمة اتزانه في التعبير عن الغضب في عمر ما بين 25 و55 عاما حيث يكون الفرد في مراهقته سريع الاستثارة وما أن ينضج إلا ويكون ما يثيره سابقا لم يعد يثيره بعد ذلك، هذا ويعد سن ما بعد ال55 عاما سناً يكون فيه صبر الفرد قد انخفض بسبب بعض التغيرات النفسية التي قد يمر بها في تلك المرحلة، ولكن في كل الأحوال تظل العملية نسبية فقط، وليست مطلقة وهذا ما يجعلنا نقول: ان الأهم من ذلك هو سؤال يطرح نفسه وهو كيف نعبر عن أنفسنا أثناء الغضب؟!.
كثير من الناس قد يغضبون فيطلقون هداهم الله الألفاظ السيئة والبذيئة اعتقادا منهم بأنها تخفف من وطأة رصيد الضغط النفسي لديهم وآخرون قد يقومون بتحطيم ما أمامهم أو ما بين أيديهم أو كسره لنوع من التنفيس اعتقادا منهم بأن هذا يجلب لهم الراحة، ولا غبار من ان هناك نظرية نفسية تحاول إثبات ذلك ولكن تقابلها نظريات أخرى تنفي هذا الاسلوب في التعبير عن الغضب، ومما لاشك فيه أننا لو رجعنا لديننا الاسلامي كأساس لنفسية الفرد لوجدنا أن هناك حديثا للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يتحدث فيه عن الغضب وأسلوب التعبير عنه بما معناه ان الفرد ان كان غاضبا وكان واقفا فليجلس، واذا كان جالسا فليتكىء، وهذا يبين ان الانسان لابد وألا يتسرع أثناء الاستثارة ليسبق سلوكه عقله وانما المراد أن يكون هناك من الوقت الذي يكفي لأن يتدخل العقل قليلا في الموقف ثم يتلو ذلك صدور السلوك من الفرد، وهنا يكون السلوك عقلانيا منطقيا تقل فيه احتمالية الخطأ والتهور، أما عن أسلوب تخفيف الضغط النفسي الناتج عن الغضب تكون بذكر الله كوسيلة أساسية، أما الوسائل النفسية الأخرى التي تتلوها فتكون بالكتابة للحدث الذي مر به الفرد، أو ما يدور في ذهنه فيما يخص هذا الموضوع كذلك يعد التحدث عن الحدث لشخص آخر هو وسيلة فعالة جدا في التنفيس وتخفيف رصيد الضغط، وفي المقابل فإن الشخص الذي يكتم ما يغضبه دون ان ينفس أو يتحدث أو يكتب فهو انسان سرعان ما يتعرض لعدد من الأمراض النفسية والجسدية كالجلطة مثلا أو غيرها, أيضا بعد ممارسة الهواية التي يرغبها الفرد هي وسيلة للتعبير في التنفيس هذه هي بعض من كل أو من كثير من الوسائل الأخرى التي قد لا يتسع ذكرها هنا.
ولا ننسى أن هناك نقطة مهمة جدا تخص موضوع الغضب ألا وهي وقت الغضب حيث يعد الغضب قبل النوم هو من أكثرها سلبية على نفس الفرد وعقله حيث ثبت ان الغضب قبل النوم اذا لم ينفس عنه الفرد فقد يتعرض - لاسمح الله - لشلل أحد أعضائه أو ما شابه ذلك خصوصاً اذا كان مستوى الغضب الذي تعرض له الفرد عاليا أو موضوعاً ذا حساسية له، وانطلاقا من كل هذه الأطوار فإن هذا يجعلنا نحرص على أهمية الغضب فيما يستدعيه فقط دون المبالغة في ابداء هذا الشعور فيما لا يحتاجه,, فهل نحاول أن نكون أكثر عقلانية؟ وهل نضبط سلوكياتنا ونتحكم فيها؟! اعتقد ان الارادة تحقق لنا ذلك.
|
|
|