عذاريب الهلال في قلوبهم ,,,!! عبد الله العجلان |
في الأرض وفي السماء,, في موجات الأثير ومحطات الفضاء,, في النثر والشعر,, في بطولات الشرق والغرب,, في قاموس كلماتهم المتقاطعة وصراخ ألسنتهم المتطاولة,,في معترك منتخبات الوطن صغاراً وكباراً,, في مآكلهم ومشربهم,, في صحوتهم وغفوتهم واحلامهم,, في مخططاتهم وافكارهم وتطلعاتهم,, في استنزاف طاقاتهم ومقدراتهم,, في قمة افراحهم وسواد ليل احزانهم,, في اشياء واشياء خفية ومعلنة دائماً مايضعون الهلال نصب عيونهم,, يطاردونه في بزوغه واكتماله وحتى بعد اختفائه,, وهكذا,,!!
كان الله في عونهم,, فالعملية صعبة ومزعجة ومتعبة,, تؤرق عقولهم وترفع ضغطهم,,تدير مسامعهم وتدوخ رؤوسهم,, لسبب بسيط وهو ان بطولات الهلال تزداد كماً وكيفاً,, وليت الامر يقف عند حد هذه البطولة او تلك لقلنا انها عملية مقدور عليها نوعاً ما رغم كثافة بطولاته لكن المشكلة انها مرتبطة حتى في مبارياته المتلاحقة فاز فيها او تعادل او خسر,,!!
ينسون انفسهم,, يستجمعون قواهم,, يتركون مصالحهم,, يهملون بيوتهم,, يتغيبون عن وظائفهم,, يحطمون مستقبلهم,, يمنحون الآخرين فرصة الضحك عليهم واكتشاف مستوى تفكيرهم,, لمجرد انهم تفرغوا تفرغاً تاما لمطاردة هلال يتواجد هناك بعيدا عنهم في مداره,,!!
تعب تشويه الهلال الى متى يستمر؟! وماهي نتيجته؟! فكروا ولو لمرة واحدة بمطاردته من أجل الاقتداء به,, او على الاقل حاولوا التخلص من عقدته المزمنة بشيء من الارادة المتدرجة,, ابحثوا عن قضية اخرى غير الهلال لعلها تشغلكم او تنسيكم هاجس الهلال ولو لبعض الوقت,, امنحوا انفسكم اجازة قصيرة للراحة والاسترخاء وفكروا خلالها بهدوء واحرصوا على قضائها في مكان لايصل اليه الجني الازرق ويمنع فيه منعا باتا رؤية لوني في السماء والنقاء,,!!
اجزم انها معادلة تتفق مع النظرة السوداوية المقهورة التي لايرى بها العالم الثالث المتهالك نفسه بقدر ما يصوبها ويحتقر بها واحيانا يشتم بها العالم الاول المتطور,, وفي النهاية لاذاك تطور ولا الاخير هزته رياح المتهالكين,,!!
البكاء على الأطلال!
سجل عبد الله الشيحان هدفا رائعا في مرمى الاتحاد واتبعه بآخر أجمل منه واحلى في مرمى الاهلي,, كذلك فعل مرزوق العتيبي بالمرمى البرازيلي وقبله المصري,, ومثلهما عبيد الدوسري وحمزة ادريس وسامي الجابر ومحيسن الجمعان ويوسف الثنيان وخالد قهوجي وعبد الله الجمعان جميعهم احرزوا اهدافا مذهلة لأنديتهم ولمنتخب الوطن ومنهم من حقق ألقابا ثابته ومعتمدة من الاتحاد الدولي والاسيوي والعربي في فترة زمنية قليلة ماضية,, وبرغم كل ذلك هنالك من يصر بجهل وغباء شديدين على تهميش هؤلاء النجوم ومصادرة ابسط حقوقهم باسترجاع التاريخ وايقاف حركته وتسارعه ومتغيراته عند مرحلة قديمة باتت ضربا من الخيالات والاوهام المتشبعة بالغبار والاتربة لتعلن عن ممارسة فجة تجسد بوضوح التمسك بلغة الانحدار والتخلف,,!!
الامر لايتعلق بتقييم شامل لمرحلة زمنية واسعة تضم الأولين والآخرين ومن ثم تكريم المستحق والأجدر من هؤلاء واولئك,, ما يجري الان على يد ثلة من المحنطين هو الانحطاط بعينه عندما يرفضون كل الحقائق والوقائع الماثلة امامنا وامامهم من اجل ان يفرضوا علينا الزامية التسليم بقناعاتهم والاستسلام لاهوائهم بأثر رجعي,, وبالتالي يتم التداول والترويج لأسماء واهداف ومناسبات ليست بالية وقديمة ومستهلكة فحسب وانما اقل جمالاً وقيمة ومعنى من اخرى نراها في يومنا الراهن تتألق بثراء وامتاع يبرران الحديث عنها والتصفيق لها في ذات التوقيت الحي والمباشر وليس في ازمنة وذكريات كان ياماكان,,!!
طائي 2000
هبط الطائي هبوطاً ليس مفاجئاً ولا مستغربا ولا اضطرارياً,, بل ليس محزناً وهنا الطامة الكبرى,,!!
الطائيون ظلوا لفترة طويلة ماضية يتفرجون بمنتهى التخاذل والخيبة واللامبالاة على فريقهم الجميل المكافح وهو يتلقى الضربات الموجعة وتحطمه القرارات الادارية الفوضوية حتى اصبح فريقا ممسوخاً في كل شيء,, متنازلا عن كل مابناه وتعب من اجله لسنوات ليتحول الى فريق بلا هيبة ولا هوية ولا طموح ولا هم يحزنون,,!!
مأساة الطائي الحقيقية ليست في هبوطه وتذيله لقائمة الترتيب بسبع نقاط تعتبر في سياقه التاريخي نقطة سوداء هي الأولى من نوعها طيلة سنواته الممتازة التي هبط خلالها فيما مضى مرتين لاسباب خارجة عن ارادته وفوق مستوى امكاناته واستطاع آنذاك ان يصارع ويقاوم بطريقة مختلفة تماما عن سقوطه الاخير,, مأساته تكمن في اسلوب تعامل الطائيين مع ناديهم,, في سلبية التدخل والمعارضة وابداء الرأي الناصح والكلمة الصادقة,, في تكريس المجاملة وتغليب العلاقات الشخصية على حساب مصلحة الطائي,,!! باستثناء القليل من الانتقادات الصحافية الامينة والمدركة التي استشعرت الاخطاء والاخطار في حينها وحذرت من نتائجها في وقتها المناسب لمعالجتها لكنها للأسف قوبلت بالتشكيك والتطنيش تارة والاستخفاف بمضامينها واهدافها تارة اخرى,, فلا احد من الطائيين تحرك وتدخل من اجل ايقاف انتقال النجم الدولي الشاب صالح الصقري الذي اتضح فيما بعد ان الادارة لم تكن اساسا متحمسة لتجديد عقده,, لا احدمنهم بادر وناقش الادارة على تخبطها في قراراتها مع المدربين الكثر وتعاقداتها العشوائية مع اللاعبين غير السعوديين في فترة التسجيل الاولى بعد توفر قيمة التنازل عن الصقري للاتحاد وفي الثانية بعد ملايين انتقال محمد الدعيع للهلال رغم الحاجة الماسة لتعويض غياب هذين النجمين البارزين والمؤثرين على مستوى المملكة فما بالكم بالنسبة للطائي,,؟!
لاشك ان ادارة الطائي بقراراتها هذه وقرارات اخرى خاطئة لايتسع المجال لذكرها تتحمل جزءا من مسؤولية ماحدث لكن هذا لايكفي ولايلغي في نفس الوقت المسؤولية الاكبر والاخطر الموجهة نحو اعضاء شرفه وجماهيره,, حينما ربطوا مصيرهم ومصير ناديهم بادارة متطوعة ومجتهده ذات قدرات ادارية محدودة جدا ظلت تباعاً وبشكل فاضح ترتكب الخطأ تلو الآخر دون اي احتجاج او تدخل من احد يمنعها او بالأحرى يساعدها على عدم التمادي بارتكاب اخطائها,,!!
للطائيين ولكل من يتعاطى النفاق وانعدام روح المبادرة نقول: ذوقوا حصاد زرعكم الرديء,, وسوف تتذوقون المزيد مادمتم في تخاذلكم ومجاملاتكم غير قادرين على اتخاذ مواقفكم والتعبير عن آرائكم,,!!
غرغرة
المنطق الصحافي يرفض الوصاية ويمنع التدخل في خصوصيات الاندية,, لذلك فان قضية الهلال مع الثنيان شأن داخلي يجب ان يبتعد صحافياً عن مبدأ مع أو ضد قرار ايقافه,,!!
اختارت اللجنة الاولمبية الدولية صالح النعيمة كأبرز لاعب سعودي في القرن العشرين وحصل على المركز الأول تلاه رائد الحمدان يرحمه الله ثم ماجد عبد الله وسعد شداد رابعاً,, لو ان مضمون هذا الخبر يروق للفئة اياها لسمعتم من الضجيج والتهريج الشيء الكثير,,!!
الامر تجاوز مسألة الحقوق المهدرة والرواتب المتأخرة للاعبين وبلغ حد ضياع مستحقات الناس في زحمة ديون الاندية الميؤوس من سدادها,,!!
عندما كان رصيد الرائد ثماني نقاط وللطائي ست ولسدوس اربع وللوحدة ثلاث,, اي قبل حوالي شهرين قلت هنا بالحرف الواحد: التحركات النشطة والمثمرة لادارتي الوحدة وسدوس ستشفع لهما بالبقاء على حساب تخبط الطائي وعشوائية الرائد,,!!
الأهم من الفرح ب(انجاز) البقاء,, هو ان يتعرف التعاونيون اولاً على الاسباب الحقيقية التي ورطتهم في معمعة الهبوط,,!!
|
|
|