* لا تتغير,, ولا تتبدل,, هكذا هي قرعة الكأس في كل زمان ومكان,, سحرها في مفاجآتها وإثارتها في غموضها وحساباتها البسيطة والمعقدة.
ما ان كشفت قرعة كأس سمو ولي العهد لدور ال16 عن وجهها الجميل حتى انطلقت التوقعات والتكهنات وهذا الفريق (محظوظ) وذاك ذو حظ سيىء,, وهكذا,, بالطبع اوفر الفرق حظا هي التي ستقابل فرق الدرجة الاولى,, واقل الفرق حظا هي التي ستقابل فرقا من الدوري الممتاز,, تحديدا الفرق المنافسة من النوع الاول,, لقاء الهلال بالوطني من تبوك,, ومن النوع الثاني لقاء النصر والشباب,, ابرز مباريات دور ال16 يليها من حيث الاهمية الاتحاد والوحدة,, الاهلي وسدوس,, فالرياض والنجمة,, الطائي والرائد,, الاتفاق والعيون,, واخيرا الحزم من الرس والمصيف من ابها,.
* وبعيدا عن دائرة التوقعات والترشيحات المسبقة فقد علمتنا القرعة ان لا صحة اطلاقا للتوقعات فلا شيء مضمون 100% حتى في لقاء الهلال والوطني رغم فارق المستوى والامكانات والخبرة,, ذلك ان طابع مباريات الكؤوس يختلف تماما عن طابع مباريات الدوري,, مباريات الكؤوس تذوب تحت سقفها كل الفوارق الفنية وهناك عشرات الامثلة لفرق درجة ثانية ودرجة اولى حطمت آمال فرق كبيرة وجعلتها سرابا.
ولا يعرف النجاح,, ولا يعانق الفرح,, ولا يحصد الفوز في مسابقة كأس ولي العهد الا من يعرف كيف يتعامل معها.
وفي مقدمة تلك الدروس,, احترام المنافس وعدم الاستهانة به,, حتى لا يذهب ضحية للثقة الزائدة,, كما حدث لفريق القادسية العائد لدوري الكبار والاضواء الذي غادر قطار كأس ولي العهد في محطة (العيون),, الى جانب التعامل الجيد مع مباريات الكؤوس التي تخضع لتكتيك خاص يرتكز على فعالية الاداء,, لا جمال العروض,, كما ان الهدف في مباريات الكؤوس لا يعوض,, غير ان هذا كله لا يلغي دور الحظ,, وهو هنا يأتي في صور مختلفة,, فقد تواجه في دور ال16 فريقا من الدرجة الثانية,, وقد تواجه في دور ال 8 فريقا ضعيفا,, وفي دور الاربعة تبعدك القرعة عن منافسك التقليدي وقد تكسب نتيجة مباراة بالحظ ايضا,, الذي يقف الى جانبك بقوة فينقذ القائم أو العارضة مرمى فريقك من اهداف محققة 100% وهكذا تتعدد صور الحظ وتتباين في مسابقة الكأس ولا ندري من سيكون صاحب الحظ السعيد وبطل كأس ولي العهد هذا الموسم؟
نعود لنقطة اخرى ذات علاقة بمسابقة الكأس,, تتعلق بتخوف البعض من مواجهة فرق تقارعها في المستوى والامكانات,, وان لم تبد ذلك صراحة واعتقد ان مصلحة اي فريق يبحث عن المنافسة الحقيقية على كأس البطولة تقضي ان يلعب مع فريق يقارعه في المستوى كلقاء النصر والشباب والاتحاد والوحدة في دور ال16 فمثل هذه اللقاءات لا مجال فيها للخوف من الغرور والثقة الزائدة والاحساس المسبق بالتفوق,, فيبذل كل فريق اقصى ما لديه من جهد لادراكه انه يلعب امام منافس خطر,, وهذه ميزة قد تقود صاحبها لمناجم الذهب,, في حين تفتقر اليها من تلعب امام فرق صغيرة دونها اسما وتاريخا وامكانات,,!!
|