اطلعت على كاريكاتير صايل في يوم السبت الموافق 20/11/1420ه في العدد 10012، وقد صور فيه حالة الآباء تجاه تأمين مستقبل أبنائهم فأحدهم يقول انا ولله الحمد مأمن مستقبل عيالي! بيت ملك وراتب تقاعد وقرشين بالبنك، والثاني يقول وأنا مثلك وزود عليها عمارتين واستراحة، والثالث يقول عساكم امنتوهم ضد الفشل الدراسي والمخدرات وقل الحيا؟!!
وللأسف الشديد أن كثيراً من الآباء همه الوحيد هو تأمين المال والراحة والرفاهية ولا يفكر بما هو أهم.
قال الشاعر:

ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد

فيجب على الأب ان يفكر بالذي إذا حققه أتته الدنيا وهي راغمة وحصل على الخيرين خيري الدنيا والآخرة.
إذا حققته أيها الأب كفاك الله الشرور والفتن.
اذا حققته زالت همومك وغمومك.
ألا وهو الإيمان بالله عز وجل والخوف منه.
فمن ربى أولاده على الايمان والعمل الصالح فقد فاز وظفر وأمن لهم مستقبلهم.
قال تعالى: من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون .
فمن ربى أولاده على الايمان والصلاح فتحت له ولهم أبواب الخير فالله عز وجل أخبر في هذه الآية ووعد المؤمنين بالحياة الطيبة في الدارين.
ومن ربى أولاده على غير ذلك فله ولهم الهم والفقر والحزن.
فالمؤمن اذا أبتلي بمرض أو فقر ونحوه فإنه بايمانه وبما عنده من القناعة والرضا تجده قرير العين، وربما زادت بهجته وسروره، وتذكر أن الدنيا قصيرة فلا يحسن أن يقصرها بالهموم والغموم.
فيجب علينا نحن المؤمنين التوكل على الله حق التوكل لأن من توكل على الله كفاه جميع ما يهمه ومن يتوكل على الله فهو حسبه .
إذاً فالمؤمن تجده بايمانه يبتعد عما يؤذيه ويضره من جلساء سوء ومن جرائم ومفاسد ومن وقوع في المخدرات.
تجد المؤمن بايمانه يسعى لكل ما ينفعه ويفيده يسعى لكل ما يرضي الله من فعل للطاعات واجتناب للمحرمات فمن الواجب على الآباء تحصين أبنائهم بالإيمان الصادق والعمل الصالح والإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن والمحافظة على الصلاة في وقتها مع الجماعة ومجالسة أهل الخير والصلاح,, فهذا حقاً هو التأمين الصحيح والحقيقي.