الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ,.
فإن من توفيق الله تعالى لأية أمة من الأمم أن يولي عليها من يقوم على خدمتها ورعايتها في جميع شؤونها وقضاياها.
وقد منّ الله تعالى علينا في هذه البلاد المباركة بولاة أمر جعلوا في أولِّ أولوياتهم وغاية اهتماماتهم وأسمى مقاصدهم خدمة الإسلام والمسلمين عن طريق قنوات عديدة في الداخل والخارج ومن أهم هذه الأمور بناء المساجد والمراكز الإسلامية وتشييدها وعمارة الحرمين الشريفين خير دليل لمن رزقه الله فهماً وعينين، وهي خصوصية تميزت بها هذه البلاد منَّة من الله وفضلاً.
ومدينة عرعر في هذه الأيام قد لبست أزهى حللها وتزينت بذلك المشروع العملاق والذي اقتعد في رأس المنطقة يحكي شموخ الإسلام بمئذنتيه وعلو كعب الدين والسنة بمرافقه وملحقاته، هذا المشروع هو جامع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود حفظه الله أمير منطقة الحدود الشمالية والذي يعد منارة من منارات الإسلام شيده سموه على نفقته الخاصة وفقه الله، وليس بغريب على سموه هذا العمل الخيري العظيم فسموه من سلالة قوم سرى حب وخدمة الدين بدمائهم وعروقهم، فوالده رحمه الله شيد مساجد كثيرة في منطقة الحدود الشمالية وغيرها بإشراف الأمير عبدالله نفسه حفظه الله.
وبهذه المناسبة العظيمة والتي يفتتح فيها الجامع أبوابه للمصلين ولرواد العلم في المنطقة أشكر الله تعالى تمام الشكر وأكمله على أن وفق سموه لبناء مثل هذا الصرح العملاق والذي يعد معلماً من المعالم المشرقة لهذه المنطقة وأبشِّره بقول الله تعالى :إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ولم يخش إلا الله والعمارة تشمل الحسية والمعنوية.
وبقول الرسول صلى الله عليه وسلم :من بنى مسجداً لله تعالى يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة البخاري ومسلم.
واهتمام سموه بإقامة مثل هذا المشروع وما يشتمل عليه من المرافق كالمكتبة وغيرها سيبقى محفوراً في أذهان أبناء هذه الأمة بل ستذكره الأجيال التي في الأصلاب وسترفع أكف الضراعة إلى الله بالتوفيق لسموه في الدارين وبأن يجعله ممن يؤتي أجره مرتين آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.