الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد,.
فمما لا شك فيه أن للمساجد دورها ومكانتها العظيمة في المجتمع الإسلامي، فهي بيوت الله في الأرض التي أمر سبحانه عباده ببنائها وعمارتها ورفعها وتطهيرها من الدنس واللغو والأقوال والأفعال التي لا تليق بها كما قال عز وجل: في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال ففيها يجتمع عباد الله لعبادته وذكره وتسبيحه وتهليله ودعائه وتعلم دينه.
واجتماع المسلمين في بيوت الله لعبادته سبب للتآلف والتحاب فيما بينهم وهو مظهر من مظاهر الصحة في المجتمع المسلم، وهو دليل ظاهر على وحدة كلمتهم واجتماع صفهم وتوحد مشاعرهم يأتمون بإمام واحد في خمسة أوقات كل يوم وليلة ، يسلم بعضهم على بعض، ويسأل بعضهم عن أحوال بعض ، ومن تخلف عن الحضور إلى بيت الله لأداء فريضته سأل عنه إخوانه وتفقدوا أحواله وبهذا يكون المسجد سبباً للترابط بين أهل الحي الواحد يسأل بعضهم عن بعض ويشارك بعضهم بعضاً أفراحهم وأتراحهم.
ومن هذا المنطلق سارع أهل الخير من المؤمنين وتسابقوا إلى بناء بيوت الله لإقامة ذكر الله في الأرض وإعلاء كلمته سبحانه فيها، وابتغاء تحصيل وعد الله بأن يبني لهم بيتاً في الجنة، وعلى رأس هؤلاء المسارعين صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود حفظه الله ورعاه أمير منطقة الحدود الشمالية الذي حاز قصب السبق في عمارة بيوت الله تبارك وتعالى فبادر حفظه الله بإنشاء العديد من المساجد في مدن المنطقة ومن ذلك مسجد سموه في مدينة عرعر بالحدود الشمالية والذي يعد تحفة من التحف النادرة في المنطقة لم يسبق لمثلها ومن زار هذا المسجد يلحظ الاهتمام الكبير الذي أولاه سموه إياه، والذي يدل على سخائه وكرمه حفظه الله في الإنفاق على بيوت الله ورعايتها وتوفير كل سبل الراحة والاطمئنان للمصلين فيها، هذا بالإضافة إلى المكتبة الجامعة التي جعلها فيه خدمة العلم وطلابه، إضافة إلى ما أعد خارج المسجد من الساحات وتوفير المواقف للسيارات وتجميل الحدائق حوله مما جعله بحق تحفة المنطقة الشمالية، فنسأل الله عز وجل أن يجعل عمله هذا خالصاً لوجهه الكريم وأن يتقبله منه وأن يعوضه عنه خيراً وأن يبارك له في عمره وذريته وماله ، إنه جواد كريم,وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.