سعد أهالي منطقة الحدود الشمالية أول ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك هذا العام 1420ه بأداء صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود صلاة المغرب في جامع سموه مع جموع المسلمين الذين أمهم فضيلة الشيخ علي بن محمد العشبان القاضي في المحكمة الكبرى في عرعر مفتتحاً بذلك سموه الكريم صرحاً إسلامياً عظيماً أرسى قواعده في قلب شمال المملكة العربية السعودية مخلداً بذلك ذكرى عظيمة عطرة تتوارثها الأجيال على مر الأعوام مصداقاً لقوله تعالى :إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم الآية 12 - سورة يس.
لقد أقام سموه الكريم هذا الصرح ابتغاء وجه الله تعالى بمساحة تتسع لعشرة آلاف مصلٍ يتوسطه صحن الجامع يقوم على أربعة أعمدة فوقها قبة بارتفاع خمسة وثلاثين متراً وذلك ما يعادل مبنى مكون من أربعة عشر دوراً وحولها أربع قباب ارتفاع كل منها إثنان وعشرون متراً وتزين الصحن أقواس شكلت بنقوش إسلامية فريدة أعطت طابعاً إسلامياً مميزاً وسقفاً بارتفاع إثني عشر متراً وقد علقت في القباب والسقف ثريات مشتملة على فوانيس بيضاء صنعت وشكلت خصيصاً للجامع وتم تخصيص الجناح الشمالي من الجامع مصلى للأوقات وفي جناحه الغربي مكتبة عامرة بالكتب العلمية العامة بمساحة ثمانمائة متر تتسع لأكثر من ثلاثين ألف عنوان وملحق به مقر لجمعية سمو الأمير عبدالعزيز بن مساعد آل سعود الخيرية - رحمه الله تعالى - بمساحة ألفي متر مع خدماتها ومغسلة للموتى فيها قسمان للرجال والنساء ومنزلان أحدهما للإمام وآخر للمؤذن مساحتهما 900 متر بمساحة ألفي متر مع خدماتهما أما جناح النساء في المسجد فيتسع لألف وستمائة مصلية بمساحة ثمانمائة متر وقد هيّيء لهن المكان المناسب شاملاً ما يلزم لهن من خدمات تجعلهن يؤدين العبادة بكل راحة وطمأنينة ويأتي على رأس ذلك منارتان ارتفاع كل منهما سبعة وسبعون متراً متطاولة في عنان السماء تشاهدان من أنحاء مدينة عرعر.
هذا وخلال مدة انشاء الجامع ومرافقه التي دامت أربع سنوات كان سموه الكريم يقف يومياً وشخصياً على أعمال التنفيذ متفقداً وفاحصاً وموجهاً حتى اكتمل المشروع ولم يكن سموه يتردد في قبول أي اقتراح أو وجهة نظر من أي زائر للمشروع أثناء انشائه بل كان يناقش ذلك مع المهندس المشرف والمقاول المنفذ وما كان فيه مصلحة ظاهرة يؤخذ به وينفذ ومن ذلك زيادة مغسلة الموتى على المشروع وتعديل موقع مصلى النساء والمكتبة وإضافة وتعديل بعض النقوش الإسلامية داخل الجامع وغير ذلك كثير.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسنات سموه وأن يجزيه عن المسلمين وأهالي المنطقة وعابري السبيل خير الجزاء الأوفى في الدنيا والآخرة وأن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها ورغد العيش فيها في ظل ولاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأن يديم عز الجميع في خدمة الإسلام والمسلمين في بقاع العالم إنه سميع مجيب والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
*وكيل الإمارة المساعد
الشيخ صالح بن عبدالكريم المحيميد