منذ مدة وهي غائبة,, ومنذ مدة وأنا اشتاقها وأبحث عنها,, تكتب وأكتب وقد لاتوافقني في كل ما أكتب وكذلك الحال معي,, ورغم ذلك يبقى الحب,, ويبقى الود فيما بيننا الذي لايتفجر ويتدفق بشكل قوي إلا وقت الأزمات (كفانا الله وإياكم شرها),.
حدثتها منذ فترة هاتفياً فأبلغتني بأن والدتها مريضة,, دعونا لها معاً,, وقلنا عسى ولعل,, لعل وعسى!
وأعرف جيداً إلى أي مدى تحب فاطمة العتيبي والدتها وإلى اي مدى تقدِّرها وتجلَّها,, وأعرف جيداً تلك المساحة العظيمة التي تحتلها في حياتها,.
أعرف تماماً ما الذي تعنيه لها,, وهذا أمر نحسه جميعاً,, فلا بديل عن الأم,, هي ذلك الحضن الدافىء وهي تلك الجنة البعيدة التي ننشدها,, هي تلك اليد الرحيمة والشجرة الوارفة,, تلك الإنسانة العظيمة والدة فاطمة اختارها الله الى جواره,, هكذا فاجأني الخبر في الجريدة ويعلم الله كم راعني وأذهلني,, حزنت لأجل الغالية الراحلة,.
ولأجل فاطمة وإخوتها وأخواتها,, لكننا لانملك إلا التسليم بقضاء الله وقدره,, ذلكم هو الموت الذي يأتي دون إنذار مسبق فيخطف قلوبنا وارواحنا حين يخطف أحباءنا,.
تذكرت زيارتها لي عند رحيل والدي رحمه الله,, وتذكرت كلماتها الدافئة التي كانت تحاول مواساتي بها,.
وها أنذا اقول لها بأن الغالين لا عزاء لنا بهم ألبتة ولا عوض عنهم,, فقط هو الإيمان الذي يعمر قلوبنا,, هو ذلك الذي يجعلنا أكثر تماسكاً حين ندرك أن أحباءنا غادروا دنيانا الى السمواتِ العُلى,, إلى ربٍّ رحيم ودود لطيف بهم وبنا,.
رحم الله والدتك ووالدي وجميع الأحبة الراحلين,.
دعواتي للغالية الراحلة والدتك يافاطمة بفيض من الرحمات والغفران وجنة عرضها السموات والأرض مع الأبرار والصالحين بإذنه تعالى,.
ولا أقول لك أبداً إن الزمن كفيل بأن يمنحك السلوى والنسيان,, بل تذكريها دائماً بدعاء سخي متواصل وفي ذلك أجمل العزاء,, حفظك الله وحفظ لنا ولك كل حبيب وغالٍ,.
|