Sunday 5th March,2000 G No.10020الطبعة الاولى الأحد 28 ,ذو القعدة 1420 العدد 10020



مرت الستين
رحلة في إبداعية سمو الأمير خالد الفيصل الجديدة
سليمان الأفنس الشراري

لعلي من صغار المتابعين لمبدع الكلمة وأمير الشعر النبطي صاحب السمو اللمكي الأمير خالد الفيصل، في روائعه الشعرية التي يتحف فيها متابعيه بين الفينة والفينة,.
قبل أيام تشرفت بقراءة قصيدته التي نشرت بالجزيرة بالعدد 1004 يوم الجمعة 12/11/1420ه , والتي تشرفت الجزيرة بأن فردت لها صفحة أمتعت بها قراءها تحت عنوان مرت الستين والشايب طفل .
فسمو الأمير هنا تجدد في عطائه عن السنين والستين وغيرها من دوالي الأيام وتقلباتها ولعله قد لا يخرج عن قصيدته الشهيرة التي قالها عام 1407 هاليوم رأس السنة فمضمونها جانب آخر عن تلك القصيدة الرائعة التي كان يقول فيها:

اليوم رأس السنة وأمس آخر العام
والشمس تشرق وتغرب والملا لاهي
الى عالم آخر,, فخالد الفيصل مدرسة الشعر التي لا تحتاج الى مناهج وفصول ومعدين فصفحات شعره مدرسة لكل ناهل يستطيع ان يجد مبتغاه من نبعها,.
وفي قصيدته مرت الستين,, قد تختلف عما قرره لبيد بن ربيعة حينما جاوز المائة والأربعين وقال:

ولقد سئمت من الحياة وطولها
وسؤال هذا الناس كيف لبيد
غلب الزمان وكان غير مغلب
وهو طويل دائم ممدود
يوم إذا يأتي على وليله
وكلاهما بعد انقضاه يعود
ولكن مبدعنا المتجدد طوال الستين سنة لم يكن متشائما مثل لبيد بن ربيعة ليلزم الصمت ويهجر الشعر الى النهاية ولكن شاعرنا يجدد الأمل في هذه الحياة فيتجدد عطاء معها,.
فخالد الفيصل كأي إنسان يعايش هذه الحياة بصراع عظيم وما أعظم صراع الحياة وما أقوى أن يصارع الشاعر الحياة بتأمله إياها بكلمة شعرية وإحساس مفرط يختلف عن كثير من الأحاسيس الأخرى,, هاهو يتأمل متعجبا تلك السنين التي مرت كالحلم والطيف:

مرت الستين والشايب طفل
توي أدرس في كتاتيب الحياه
مرت الستين مازال الجهل
كل ما جيت استره يكشف غطاه
والشعر عند خالد الفيصل حياة مثلى وقول يقدسه ويحترمه ويكيفه حسبما يعيشه وما يريده لاما تريده القافية,, فالغزل في معناه السامي متعة النفس والسمو فيها الى رحابة أعف وأنقى في السماء الشاسعة أو في المدى البعيد في كل جميل من ما خلقه الله سبحانه للإنسان أن ينعم به لقد تعلمنا قول خالد الفيصل في قول له مضى:

متى ترتاح ياقلب المشقى
تهني بالليالي وبالنهارا
ولقد تعلمنا أن نعيش بأجمل ما يكون من حياتنا السامية النقية,, ألم نعش معه أجمل لحظات التأمل والخيال والحب والسفر البعيد الرحب:

انا نديم الوجد في ليل الأشجان
اجاذب نجوم الليالي غزلها
ياما جرحت بونتي ليل الأحزان
ياما سمع مني وياما حملها
وياما رقص مع نغمة الحب نشوان
ينفض عن النجمات وحشت مللها
فمهما حاولنا ان نداري همومنا فلابد ان مؤثراتها تأتي ولكننا بعزيمتنا نستطيع ان نكيفها حسبما نستطيع ان نتكيف معها لكن لا نهن ولا نتهاون أو نركن بخذلان المهزوم فالأيام أقسى ماتكون لكننا نتغير معها حسبما نريد لاماتريد او كما قال أمير الشعر النبطي خالد الفيصل:
ولاكل حال مثل حال
في مر الأيام تتغير
شاعرنا بالرغم من مسابقته الأيام الا ان خطوته ثابتة صامدة قوية في مواجهة هذا الجارف الذي لا يقهر أبدا:

التفت والوقت يدفعني عجل
ما أنتهيت من أمس وباكر ذا سناه
فخالد يزرع الأمل في نفسه وفي نفوس كل من يقرؤونه:

كل يوم اقول في باكر أمل
وإن حضر باكر رجيت اللي وراه
فهو يؤمن إن مراحل العمر محسوبة بدقة أليس هو القائل في شطر إحدى قصائده العمر محسوب بحساب الدقائق
ولعل تأكيد هذا في قصيدته الجديدة الرائعةمرت الستين في قوله :

أرفع الهقوات لو حظي نزل
وأقنص القاع الذي ما احد وطاه
فالاعتزاز بالنفس من أعظم الأشياء التي يتميز بها العظماء ممن يرومون المعالي والشمم,.

ومن لم يهم صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر
ألم يكن خالد الفيصل علمنا في قول مضى له حينما قال في قصيدة له قديمة يقول فيها:

ما أحب المركز التالي
الأول أموت وأحيا به
لقد صور لنا خالد الفيصل في مدرسة شعره أجمل الصور المثالية أليس هو القائل في شطر بيت له من قصيدة يقول فيها:
يمناه ماتلحق مداها القوايم
لقد أعطتنا قصيدة خالد الفيصل الإبداعية الجديدة بعداً آخر من الرمزية في مسيرة العمر:

المراجل ما بطلبتها خجل
يخجل اللي يقدر الطيب وعصاه
السنين آشعار والشاعر مثل
يفهمه من شاف بالعقل وقراه
فالآمال والتطلعات التي في مخيلة شاعرنا الناضج شعريا حتى انه ينقلنا في عالم أرحب من المعرفة الشعرية والتجربة التي يصورها الشاعر في مضامين أشعاره فذلك أمل,, وتطلع ونظرة ثاقبة الى الغد في البحث عن الأفضل,, لعله يخرجنا من دائرة التفكير والتمعن حينما نتذكر قصيدة له من قبل يقول سموه فيها:

كل حي في حياته له طلب
ذا تهيا له وهذا في دبور
لا تعجب ماعلى الدنيا عجب
حكمة الرحمن خلاها تدور
فهو يذكرنا بقصيدة زهير الكلبي الذي قيل إنه عمر 250 سنة والذي يقول:

قريب الخطو يحسب من رآني
بإني مقيد ولست بقيد
صدق الشاعر القديم حينما قال:

وعقل ذي الحزم مرآة الأمر بها
يرى الحقائق والمجهول مجهول
فحينما ينقلنا الشاعر بآماله وتطلعاته وخطوته الواثقة الى هذا القادم الذي يرى سناه أقرب مما مضى لكنه يعيش بأمل الحياة الجميلة التي خلقها الله لتكون أجمل مما تكون عنها في عيون المتشائمين:

أكتب الأيام في شعري غزل
كل بيت عاش في عمري حياة
يظل شاعرنا وأمير الشعر النبطي يطربنا شعرا ويسطر في صفحات الشعر أمثلة في الرؤية والحكمة والتطلع فمدرسة خالد الفيصل مدرسة سيتحدث عنها بفخر تاريخ الشعر النبطي الخالد.
***

مرت الستين والشايب طفل
توي أدرس في كتاتيب الحياه
مرت الستين مازال الجهل
كل ما جيت أستره يكشف غطاه
مرت الستين فكري ما اشتعل
كلما اشعل جذوته وقتي طفاه
مرت الستين دربي ماكمل
واقف في راسه أتأمل مداد
التفت والوقت يدفعني عجل
ما انتهيت من أمس وباكر ذا سناه
كل يوم أقول في باكر أمل
وان حضر باكر رجيت اللي وراه
ارفع الهقوات لو حظي نزل
وأقنص القاع الذي مااحد وطاه
المراجل ما بطلبتها خجل
يخجل اللي يقدر الطيب وعصاه
السنين أشعار والشاعر مثل
يفهمه من شاف بالعقل وقراه
اكتب الأيام في شعري غزل
كل بيت عاش في عمري حياه

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

ملحق النقل العام

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved