Sunday 5th March,2000 G No.10020الطبعة الاولى الأحد 28 ,ذو القعدة 1420 العدد 10020



الضرب لن يجدي
نريد القدوة,, والأساليب التربوية تقوّم الاعوجاج

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزى الله الاستاذ احمد بن محمد البدر خيرا واكثر من امثاله على ما كتب في هذه الصفحة الموقرة بالعدد رقم 10007 الصادر بعنوان (سلوكيات لا تليق يرتكبها بعض الطلاب) والمطالبة بعودة العقوبات البدنية في المدارس، وقد ذكر الاستاذ احمد الاسباب التي دعته الى المطالبة بمثل هذا الطلب، وقد كانت مقنعة وصحيحة وكافية وتؤيد من قبل جميع من يحب ان ينشأ اولادهم النشأة السليمة البعيدة عن الانفلات اللامسئول والابتعاد عن السلوكيات التي يجب ان يربى عليها اولاد المسلمين وخاصة في هذه البلاد الغالية (دار الإسلام ومهده) وهذه الاسباب التي ذكرها توجد ايضا عند الطالبات ولكنها ليست متشابهة تماما او الى حد كبير لما يقوم به الاولاد، وإنما فقط من حيث عدم الاهتمام واللامبالاة والاهمال والتلفظ بالفاظ على المعلمات وغيرها من تلك السلوكيات.
ولكن نقول وبالله التوفيق، ان الضرب بحد ذاته ليس علاجا كافيا وشافيا لحل مثل هذه المشكلات وخاصة المشاكل المتأصلة والمستعصية ببعض الطلبة والطالبات وإنما يكون الضرب رادعا مؤقتا باللحظة التي يقع فيها الخطأ ويكون الضرب عقابا لهذا الخطأ، وينفك هذا الرادع بعد الابتعاد عن المكان والاشخاص الذين يمارسون هذا العقاب بل ويمكن ان يجر الضرب الى اخطار اكبر، ولو افترضنا جدلا ان عددا من التربويين والتربويات تكفلوا بإيقاعه على من يستحقه في وقته وضرورته فمن يضمن الباقين والباقيات، ولنسأل ايضا انفسنا بصراحة هل ادى جمع المعلمين والمعلمات رسالتهم على اكمل وجه وتعاملوا مع التلاميذ بحكم انهم اكبر منهم سنا وعلما وهل اثبتوا امامهم معنى القدوة الحسنة، فالكثير من الطلبة والطالبات لا يستجيبون للنصح ويستمرون على الاخطاء التي ينهى عنها هؤلاء المعلمون قياسا على قول الشاعر:

لا تنه عن خلق وتأتي بمثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
فتجد مثلا ان المعلم يقف يدخن علناً امام بوابة المدرسة ويجاهر به امام اعين الطلاب فهل بالله نتوقع منهم الاستجابة عندما ننهاهم ونحذرهم عنه، والطبيب الذي يمنع مرضاه من التدخين ويحذرهم منه حفاظا على صحتهم فيتفاجأ به المريض في ساحة المستشفى يمارس التدخين وعلى مستوى الإناث عامة المفروض ان العادات والتقاليد المقبولة والمقرة من قبل الدين والعرف تكون واحدة ومطبقة على الجميع سواسية لا تفرق بين المعلمة والطالبة وخاصة الاساسيات منها مثل اللباس والمظهر والهندام واستخدام بعض الاشياء فتجد ان بعض المعلمات يلبسن الملابس الضيقة والموديلات الراقية الحديثة ويتباهين بقصات الشعر الغريبة، وتجدهن يلبسن الكعب العالي ويضعن المساحيق على وجوههن ويطلين الاظافر,, إلخ، ولا يؤدين الصلاة جماعة مع التلميذات، وعندما تقوم الطالبة بالتشبه بهن وخاصة من الطالبات ما فوق المرحلة الابتدائية فإنهن يمنعنها ويزدرينها وتعاقب على ذلك الفعل فمن بين وخصص ان هذا اللباس وتلك العادات تخص المعلمة دون غيرها وللطالبة غير ذلك.
فوالله لقد سمعنا وتردد علينا وأمامنا وباللهجة العامية تلك التساؤلات من الطالبات وبصورة بركان ثائر، لماذا الذي يجوز لهن (أي المعلمات) لا يجوز لنا، فإذن نخرج بما ذكرت آنفاً بضرورة تطبيق مبدأ القدوة الحسنة فعلا وعلى ارض الواقع وليس كحبر على ورق، فإني وجدت ان المفروض شيء وما يحدث في الواقع شيء آخر، ولقد تم اكثر من مرة مناقشة العقوبات البدنية سابقا ولاحقا من العديد من فئات المجتمع ووجدنا بعضهم يستدل بآية من القرآن الكريم بإجازة الضرب كما قال تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا) النساء 33 فمن ذا الذي يقوم بضرب الزوجة الناشز إنه (زوجها) وزوجها هذا جعل الله بينه وبينها مودة ورحمة فلا يمكن ان يستخدم من العقوبة في اول الأمر الضرب بل يتدرج في العقاب لانه حتما يريد صلاحها ويرغب في معاشرتها بالمعروف ولا ينوي إيذاءها، وآخر ييستدل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يخص الاولاد (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر) فلمن وجه حديث النبي عليه السلام إنه موجه للأب والأم اللذين تأكد الشارع من عدم إلحاقهما الضرر بمن يقومان بتأديبه من الأبناء وكان امر الضرب هذا خاصا بالصلاة فقط، وإنه ليحز في النفس ويحزن القلب ألا نرى في زمننا هذا من الآباء من يقوم بالضرب من أجل الصلاة او الدين إلا القليل، وقد اقرت العقوبات على المدى الطويل عدم جدواها في معظم الدول الغربية المتطورة والتي لا تدين بالاسلام، فالاحرى بنا ونحن المسلمين ان نعمل على تجنبها واستخدام الطرق التربوية الصحيحة فديننا دين رفق كما قال النبي عليه السلام (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء الا شانه).
وقد ذكر الاستاذ ان معظم الطلاب ولله الحمد على جانب كبير من الخلق الحسن والأدب الرفيع فالاحرى بنا ان نعامل هؤلاء الشباب القلة الميالين للسلوك السيىء بالمعاملة الحسنة والأساليب التربوية الكفيلة باستقامتهم جاعلين نصب اعيننا قول الله سبحانه وتعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) وكان سيد الخلق هادي البشرية عليه الصلاة والسلام (يسلم ثلاثاً ويعيد الكلام ثلاثاً ليفهم) فتتبعوه بأعماله واقواله واتكلوا على الله عز وجل واطلبوه الهداية والصلاح، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فيضة بنت حامد الرويلي
المدرسة الرابعة للبنات طريف


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

ملحق النقل العام

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved