أدى النمو السكاني السريع والتوسع العمراني الكبير لمدينة الرياض في السنوات الأخيرة، ومارافقهما من ازدهار في الأنشطة التجارية والصناعية إلى ازدياد الحاجة إلى التنقل داخل المدينة نفسها وبينها وبين مدن المملكة الأخرى وعبر الحدود إلى الدول المجاورة، الأمر الذي ضاعف من حجم الحركة المرورية المتولدة لمواكبة الطلب المتزايد على النقل وتلبية تلك الحاجة, ولما كان من المتوقع أن يستمر النمو السكاني والاتساع العمراني للرياض في السنوات القادمة، وما يتولد عنهما من زيادة في حجم الحركة المرورية، وارتفاع عدد الرحلات المتولدة داخل المدينة والذي يتوقع أن يزيد عددها عن ثمانية ملايين رحلة بحلول عام 1425ه مما سيشكل ضغطاً غير عادي على شبكة الطرق الحالية والمتوقعة تفوق طاقتها الاستيعابية، فضلاً عن عدم ملاءمة الموقع الحالي بمنطقة البطحاء والذي تمارس فيه شركات ومؤسسات النقل عملها بنقل الركاب والبضائع للتشغيل، وصعوبة أو تعذر الوصول إلى الموقع لازدحام الطرق المؤدية إليه، وعدم توفر مداخل ومخارج ملائمة وصعوبة تأمين مواقف مناسبة كان من الضروري النظر إلى مختلف عناصر نظام النقل لا سيما المرافق (مواقف ومحطات ومراكز وغيرها) وذلك لصياغة السياسات الملائمة لمواكبة الطلب المتزايد على خدمات النقل ومعالجة حجم الحركة المرورية الناشئة عنها, ومن هنا نشأت فكرة إنشاء مركز نقل رئيسي متطور بمدينة الرياض يتلاءم مع تقدمها وازدهارها وتتوفر فيه كافة المواصفات اللازمة للتشغيل لخدمة مستخدمي ومستثمري نظام النقل العام.
ويهدف هذا المركز والذي يقع جنوب مدينة الرياض إلى تطوير خدمات النقل البري، وتخفيف الازدحام والضغط المروري على شبكة الطرق في منطقة وسط المدينة، وتخفيف المعاناة التي يواجهها السائقون عند الدخول إلى الموقع الحالي والخروج منه، ومواكبة زيادة الطلب على خدمات النقل بالحافلات بين الرياض والمدن السعودية الاخرى وعبر الحدود إلى الدول المجاورة، كما سيساهم المركز والذي يعتبر من أهم عوامل تحسين كفاءة النقل العام ومسوغات إحياء وتنشيط منطقة جنوب الرياض تجارياً واجتماعياً في ترابط البنية الحضرية بشكل فعال والمساعدة على المحافظة على خصائص النسيج العمراني في المدينة ويتميز مركز النقل العام بالرياض والذي يعد الاول من نوعه في المملكة عن غيره من مراكز النقل العام في الكثير من المدن العالمية إلى أن تلك المراكز تعنى بشكل أساسي بخدمة النقل العام داخل المدن، وتأمين الاتصال بين أطراف المدينة المختلفة بسهولة ويسر، فبالإضافة إلى كل ذلك سيحقق هذا المركز التوازن الإيجابي والتكامل بين مختلف الأنشطة والعناصر المطلوب توافرها لمواقع وخدمات مراكز النقل الحديثة لا سيما وأنه يضم بالإضافة إلى خدمات النقل الداخلي خدمات النقل بين المدن والنقل الدولي والخدمات المساندة وغيرها من الأنشطة كخدمات سيارات الأجرة وخدمات البريد والهاتف والشحن والفنادق والشقق المفروشة وفروع البنوك ومكاتب السياحة والسفر والحج والعمرة ومحلات الهدايا والمطاعم والوجبات الخفيفة والورش والمواقف,, الخ، وذلك على الرغم من أن موقع المركز يقع في جنوب الرياض لا في وسط المدينة كما هو الحال بالنسبة لمراكز النقل في معظم المدن المقامة عليها هذه المراكز وذلك أن هذا الموقع وفي ضوء احتياجات النقل في الوقت الحالي وفي المستقبل، وأخذاً في الاعتبار أنشطة مركز النقل العام المتوقعة، وخصائص واستخدامات الأراضي القائمة والمتوقعة في مدينة الرياض يعتبر كذلك مناسباً بل واستراتيجياً بالنسبة لشبكة الطرق فهو متصل بالطرق الدائرية والسريعة في المدينة من أكثر من جهة، ويمكن الوصول إليه بسهولة من معظم أنحاء المدينة دون المرور بطرق وشوارع محلية مزدحمة بحركة المرور, كما يؤمن المداخل والمخارج على الشوارع المحيطة به بما يتلاءم مع الاحتياجات المرورية للمركز، فضلاً عن قربه من الأسواق (أسواق حراج بن قاسم وسوق الخضار والفاكهة) وتوفر مساحات كافية تفي بمتطلبات التطوير والتوسع الأفقي مستقبلاً.
ومن المتوقع أن تكون فائدة هذا المركز والذي سيكون أحد معالم مدينة الرياض الحضارية - عظيمة لنظام النقل العام وشركات ومؤسسات النقل لا سيما أن الشركة السعودية للنقل الجماعي التي تعد الناقل البري الوطني الأول من بين مدن المملكة إلى جانب دورها البارز والمميز في مجال النقل الدولي والنقل داخل مدينة الرياض إذ سيتيح إنشاء المركز أمامها فرصاً كبيرة لتحسين كفاءتها التشغيلية والتنظيمية وتطوير خدماتها وتوفير كافة أوجه خدمة الركاب بفعالية وكفاءة عالية ودون شك ستتضاعف تلك الفوائد وتتعزز أكثر مع اكتمال إنشاء مراكز مماثلة في مدن المملكة الرئيسية الأخرى خاصة جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والدمام.