ثمَّة ليلة نبتهج فيها,,, أو صباحٌ نرنو فيه إلى الأعشاب الخضراء في اطلالتها,,.
وذلك المدى الفسيح يتمادى,,.
* * *
ثمَّة فرحة تَعتَورِنا,,,، وندس بكلنِّا فيها,,, ولا نقوي أن نهزمها في داخلنا,,.
وذلك المدى الفسيح يتمادى,,.
ثمَّة فكرة تعتلجنا,,,، ونذهبُ إلى مدنها الكبيرة، تأخذنا إلى أقبيتها,,,، وفسَحاتها، وما نلبث أن نقف على شواطئها,,, تُبللنا شيئاً، ونخرج بأقدامنا ولم تجف,,.
وذلك المدى الفسيح يتمادى,,.
ثمَّة شجرة نخيل تناظرنا في سموقها,,, ترسل إلينا بما يحرك فينا شهوة القفز إلى أعلى كي نتذوق شيئاً ممَّا في عذوقها,,, يتدلى شيء يداعب انهزامنا,,.
وذلك الهرُّ الصغير يلهث في دعاباته مع صغاره,,,، وعندما يرانا يتوجَّس,,, يصعد إلى عذوق النَّخلة,,, نناظره,,, وثمة شيء يهرب من أفكارنا,,.
وذلك المدى الفسيح يتمادى,,.
الصحراء تتمدد في ثقة,,,، تفتح أذرعة كثيرة,,, تُرسل إلينا بدفء أحضانها,,,، تُرسل برهبة اتساعها,,,، ترسل بوحشة صمتها,,,، تُحدثنا في استلقائها الرسوخي حديثاً,,, أحاديث,,,، تُخرج من دواخلنا الزفير,,,، تأخذنا إلى أودية لا نقوى على الفكاك من جاذبيتها,,, نتملَّى في انجرافنا الدونيّ نلتقط منها الحصوات الصغيرة,,, مانلبث أن نقذف الخوف في دواخلنا بها,,.
وذلك المدى الفسيح يتمادى,,, ثمَّة تلويحة من سرب الحمام ينتقل من نوافذ لشجرة عظيمة ارتفعت منذ دهر,,,، حُفرت فوق جذعها الترساني أحاديثُ القرية منذ عراء القدم,,, وحتى رفاهة الشبح ,,, تُقذفنا ببذور الذاكرة,,, تستلهم فينا الكلام,,, تستنطق فينا الصمت,,, وذلك المدى الفسيح يتمادى,,.
ثمَّة لحظة نحلب فيها ضرع القول,,,، يأتينا الكلام,,, نتساءل عن بشريتنا، وذلك الحلم الفقاعي الذي يتفجَّر,,, ينطلق منا كمارد,,, يهرب إلى آفاقنا,,, قد يجدنا وقد لا يفعل,,.
وذلك المدى الفسيح يتمادى,,.
ثمَّة لحظة ينهض فينا الهمس,,, لانجرؤ على الصراخ,,, تُخمدنا الأوهام,,,، تسوطنا عصا الخوف، نهرب عودة إلى دواخلنا,,, نكابد فتح أبوابها,,, نستلقي عند أول هزيمة,,.
وذلك المدى الفسيح يتمادى,,.
ثمَّة يمين تمتد إلينا تصافحنا,,, تطوينا في تعاريج دروبها، تحلِّق بنا في سماوات أراضيها,,, تذهب بنا إلى أرصفة فضاء,,, لا قطرة ولا لقمة,,, ننكفىء في اندحار,,.
وذلك المدى الفسيح يتمادى,,.
ثمَّة كلمة تمرق,,, مركبة كبيرة تحتمل منَّا جيوشاً,,, نتسابق كي نقتعدُ رحلتها,,,، بعضنا يتصدَّر,,, وبعضنا يجلس,,, وبعضنا يستلقي,,, وبعضنا يقف,,, وذلك المضيف سيِّدها يوزِّع علينا رقاع الدعوة إلى حفل الكلام,,, عند شواطىء المعنى,,, وقد نصب خيامه وأقام ولائمه,,.
نحلم كيف سنكون هناك,,.
وذلك المدى الفسيح يتمادى,,.
ثمَّة,,, وثمَّة,,.
وهذا أنا,,, أنتعلُ حذاء الوقتِ,,.
أضعُ فوق رأسي قبعةً من حروف,,.
وعلى كتفيَّ شالاً من الأماني,,,، و,,, معطفي بيدي,,,!
وأرى ثمَّة قافلة تتجه إلى تلك الآماد كلها,,.
أبتاع تذكرة عند بائع الزمن,,, فوق رصيف المدى,,.
وأتجه بحقائبي وأوراقي,,.
علَّني هناك,,.
أجد مكاناً في احتفالية الآماد,,.
فهلاً رافقتموني,,.
لكنَّ السماء تُمطر أحلاماً,,.
فلا تنسوا معاطفكم وقبعاتكم,,.
إن لم تكونوا قادرين على مواجهة المطر,,.
|