تصريحات الأمير عبدالله إنذار شديد اللهجة لإسرائيل جولة سمو ولي العهد حققت نتائج هامة في ظل المرحلة الصعبة التي تشهدها المنطقة |
* الدوحة ق,ن,أ
حققت جولة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني نتائج هامة على صعيد المرحلة الصعبة التي تجتازها المنطقة وخاصة الدول التي شملتها الجولة وهي مصر وسوريا ولبنان التي اختتم زيارته لها أمس الأول وعاد إلى الرياض, وتتحدد ملامح هذه المرحلة في ضوء التصعيد الاسرائيلي المتشدد على جانبيه العسكري والسياسي مع غياب ملموس لعوامل ردع هذا التصعيد وأول هذه العوامل افتقاد العمل العربي الى المستوى المطلوب من التنسيق وبالتالي الفاعلية والتأثير في صياغة موقف عربي قوي يواجه اللغة المتعنتة وعقلية العنجهية التي يتحدث بها القادة الاسرائيليون في هذه المرحلة.
وبالاضافة لذلك فإن عاملاً آخر غاب بقدر ملموس أيضاً عن معطيات المرحلة مؤخراً وهو عامل الضغط الدولي وخاصة الدول الراعية لعملية السلام في الشرق الأوسط وأولها الولايات المتحدة التي فشل مبعوثها في تحريك جمود المفاوض الاسرائيلي على المسار الفلسطيني ثم روسيا الغائبة كلياً عن الساحة الدولية لانشغالها في مستنقع حربها في جمهورية الشيشان وأخيراً الراعي الأوروبي وخاصة فرنسا التي ساهم رئيس وزرائها بتصريحاته المعادية للمقاومة اللبنانية في خلط الأوراق والتشويش على الصوت الفرنسي الخارجي الواحد الذي طالب الرئيس شيراك حكومته وعلى رأسها جوسبان بالالتزام به, وفي ضوء هذه الملامح حيث تصعد اسرائيل لهجتها المنذرة بالحرق والتدمير وحيث يغيب الموقف العربي الرادع وحيث يخفت صوت رعاة عملية السلام كل لمشاغله وأسبابه جاءت هذه الجولة للأمير عبدالله بن عبدالعزيز بمثابة مهمة انقاذ للقاطرة العربية المتجهة إلى مساحة غامضة يفتقر فيها الموقف العربي الى الأدوات والبدائل الحقيقية لارغام الاسرائيليين على العودة الى الطريق الصحيح لعملية السلام والذي انطلق منذ عام 1991 في مدريد على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام.
وفي القاهرة التي استهل بها ولي العهد جولته فقد كانت محادثاته مع الرئيس المصري حسني مبارك ترجمة لمنهج معتاد يشكل ركيزة أساسية بل هو الركيزة الأساسية في العمل العربي المنسق وفي رسم الخطوط العريضة والاستراتيجيات الكفيلة بتحديد المحطات الصحيحة للتحرك في المنطقة العربية ازاء التحديات الكبيرة والاستحقاقات الهامة عربياً ودولياً وأولها استحقاق عمليةالسلام والوضع العربي بشكل عام والموقف في لبنان بالاضافة إلى العلاقات الثنائية بين مصر والمملكة وهي في جوهرها الركيزة الهامة للعمل العربي المنسق والفعال والمثمر, ولقد حرص ولي العهد على التأكيد في مجمل التصريحات التي أدلى بها خلال جولته على أن قبول الأمة العربية للسلام ليس مدفوعاً بدوافع الاحساس بالضعف أو العجز وتنبي هذه التصريحات عن استقراء عميق لحركة التاريخ دونما تحليق في مطلق الشعارات الرنانة وانما بالاستناد الى واقع ومعطيات ملموسة, وفي دمشق المحط الثاني من جولته ينبه الأمير عبدالله وبلغة اقرب الى الانذار عندما يقول: ان الأمة العربية لن تفزع ولن تجزع أو تستسلم أمام جور من وصفه بأنه على عيونه غشاوة تحجب عنه الرؤية السليمة للسلام العادل وفضائه .
وهو يؤكد في السياق نفسه: ان علينا أن نصبر ونصمد ونقاوم بكل طاقة نملكها فالضعيف اليوم سيقوى غداً والقوة لا تدوم لاحد الا لصاحب القوة والجبروت جل جلاله وان مقاومتنا للعدوان والجور والاحتلال حق مشروع كفلته شرائع السماء وكرسته قوانين الأرض .
هذه اللغة التي باتت ضرورة للتحدث بها إزاء مفردات الحرق والتدمير وقتل الأطفال التي تحدث بها القادة الاسرائيليون من شأنها ان تثمر اطمئناناً وثقة لدى أكثر من طرف عربي,, وأول هذه الأطراف المفاوضون العرب على مختلف المسارات والى جانبهم المقاومون العرب الذين يمارسون حقاً مشروعاً في مقاومة الاحتلال ومن ثم المواطن العربي الذي تطحنه تحديات المرحلة بأبرز ملامحها ونقصد الغرور والغطرسة الاسرائيلية,
وفي بيروت المحط الأخير من جولته الثلاثية تتضح هذه اللغة المطلوبة عربياً الآن أكثر من أي وقت مضى فهو يحيي كفاح الشعب اللبناني في رسالته للرئيس إميل لحود بقوله: ان هذا الشعب الأبي المكافح الذي يحمل راية المقاومة والكفاح في يد ويحمل باليد الأخرى أدوات البناء والتعمير, يد تحمي ويد تبني وثقتي كاملة انه سوف يعيد بناء بلده ويعيده الى سابق ازدهاره وبهائه .
|
|
|