هل يعيد باراك حساباته السياسية بعد هزيمة الائتلاف الحاكم في الكنيست الإسرائيلي؟ |
* القدس المحتلة د,ب,أ جيف أبراموفيتش
تعم الفوضى والتشوش صفوف الائتلاف الاسرائيلي الحاكم وينغمس كبار الوزراء في عملية تحليل وتقييم ذاتية واتهامات متبادلة، في اعقاب الهزيمة المربكة التي منيت بها الحكومة يوم الاربعاء الماضي في عملية تصويت مثيرة للجدل داخل الكنيست الاسرائيلي (البرلمان).
وكانت ثلاثة احزاب رئيسية في الائتلاف الحاكم قد صوتت الى جانب المعارضة تأييدا لمشروع قانون يقضي بان تتحدد عملية اجراء استفتاء جبري حول اي نسحاب محتمل من مرتفعات الجولان مقابل السلام مع سوريا بأغلبية خاصة وليس بالاغلبية المعتادة,
ويعتبر ارتداد احزاب داخل الائتلاف بمثابة إهانة لرئيس الوزراء إيهود باراك الذي اوضح انه يعارض مشروع القانون.
وقالت الاحزاب الثلاثة المرتدة وهي الحزب الوطني الديني، وحزب اسرائيل بعاليا وحزب شاس القومي المتطرف انها صوتت الى جانب المعارضة لاسباب ايديولوجية , غير ان اجهزة الاعلام نقلت عن وزراء بارزين في حزب العمل الذي ينتمي اليه باراك، وهو الحزب الذي يرأس كتلة إسرائيل واحدة، قولهم ان وزير التعليم يوسي ساريد يتحمل مسؤولية انشقاق حزب شاس, واعرب هؤلاء الوزراء، وفقا للتقارير التي اوردتها صحيفة ها آرتز اليومية، عن اعتقادهم بان تصويت حزب شاس ضد الحكومة جاء في الحقيقة كاحتجاج ضد ساريد الذي اتهم برفض إعطاء سلطة كافية لنائبه في وزارة التعليم وعضو البرلمان عن حزب شاس ميشولام نهاري, ويذكر ان ساريد وهو ليبرالي علماني صريح كان على خلاف مع حزب شاس منذ تشكيل الحكومة العام الماضي,, ويدور هذا الخلاف اساسا حول مطلب ساريد لحزب شاس بوضع خطة اصلاح لشبكة التعليم المتسقبلية ظاهريا الخاصة به.
واعرب حزب شاس من جانبه عن معارضته لتكتيكات ساريد وللجفاء الذي يراه من باراك، وذلك بتصويته بصورة منتظمة ضد التشريع الحكومي في لجنة الكنيست ليمنع بذلك هذا التشريع من العرض على البرلمان بكامل هيئته.
واضافة الى ذلك أيد نواب حزب شاس المعارضون اجراء بحجب الثقة عن الحكومة الشهر الماضي، في حين امتنع وزراء الحزب ونواب الوزراء عن التصويت.
ونقلت الصحف عن احد الوزراء الاسرائيليين قوله ان ساريد سيتعين عليه تسوية خلافاته مع حزب شاس ليجعل من بقاء باراك في السلطة امرا سهلا, ونسبت صحيفة ها آرتز الى وزير لم تحدد اسمه القول بسبب عناد (ساريد) ومحاولاته في جعل نفسه اكثر امانة واحتراما من اي وزير آخر، فإنه جلب على باراك الخزي , ونقل راديو اسرائيل عن احد المسؤولين الاسرائيليين قوله ان فشل ساريد في التكيف مع نهاري إنما يعني انه سيكون هناك تعديل وزاري, وفي غضون ذلك سيطرت انباء تخاذل الائتلاف الحكومي على الصحف الاسرائيلية حيث انتهز المعلقون الفرصة مرة اخرى ووجهوا انتقادات الى اسلوب قيادة رئيس الوزراء التي اعتبروها بأنها منفصلة عن الواقع الى حد كبير.
وكتب المعلق هيمي شاليف في صحيفة معاريف اليومية مقالا اتهم فيه باراك بخلق اقصى شعور بالامتعاض في اقل وقت .
وقال ان السعادة بسقوط باراك هي اقرب الاشياء اليوم الى الاتفاق في الرأي في الكنيست ,
وفي مقال في صحيفة يديعوت احرنوت اليومية نقل المحلل شيمون شيفر عن احد الوزراء قوله ان رئيس الوزراء يقرأ الخريطة السياسية بصورة خاطئة,
انه لن يحصل على الاغلبية البرلمانية للخطوط السياسية التي ينتهجها اذا لم يحل مشكلة نهاري.
واذا لم يفعل ذلك بسرعة، فإنه سيكون من الافضل الدعوة لانتخابات مبكرة .
|
|
|