يتميز كثير من مستخدمي الحاسب الآلي المرتبطين بالانترنت بكثرة تجربتهم للبرامج الجديدة والفضول الذي اعده محموداً في كثير من الاحوال لانه يقود إلى تجربة وخبرة ودراية لا تتأتى بدون الجرأة والاقدام على استكشاف الجديد والمجهول في عالم الحاسبات والانترنت بوجه خاص والركض وراء ترقيات البرامج وتحديثاتها يمثل وجها من اوجه الفضول ومحبة تجربة الجديد فتجد المرء من هؤلاء يترقب ما يصدر منها بين الوقت والآخر على الانترنت, ولذلك فهنالك من امتلأت اجهزتهم باصدارات البيتا من البرامج بما في ذلك نظام التشغيل والمتصفحات وبرامج التحرير وغيرها كثير فهل يعد هذا أمراً محمودا أم أن له عواقب غير محمودة.
من المتعارف عليه عند اضافة اي برنامج حاسوبي إلى جهاز ما انه يترك آثاره بعد ازالته وخاصة عند اختيار الازالة بالطريقة الآلية, ولذلك ظهرت برامج مهمتها الازالة النظيفة الكاملة للبرامج التي نضيفها الى اجهزتنا وعندما تتكرر عملية تجربة البرامج فإن تنظيف النظام منها يصبح أمراً عسيرا هذا في حال لم يتعطل النظام لاسباب التعارض او البناء المختل للبرنامج وخاصة إذا كان في مراحل التجربة, ورغم بريق كلمتي Shareware, Freeware وإغرائها لمحبي البرامج المجانية إلا ان بعضها ينطوي على عواقب غير محمودة.
من أين تأتي هذه البرامج في صيغة البيتا التجريبية؟ بعضها يتم تسريبه من قبل المطورين الذين ترسل إليهم الشركات نسخا تجريبية من برامجها فيقومون بنسخها او تداولها ومنح الآخرين فرصة لتجربة حظهم معها, والبعض الآخر منها تقوم الشركة المنتجة ببثه عبر موقعها على الانترنت لمن اراد تجربته من الناس (مع كثير من التحذيرات القانونية التي تبرئ ساحتها), وهي تقوم بذلك لعلمها بأن بين الناس من يفوق موظفيها خبرة ودراية ومن لديهم القدرة على اكتشاف عيوب البرنامج واشعارهم بها (إن شاء ذلك), والشركات حين تفعل ذلك تتودد إلى من يختارون تجربة برامجهم بأن يكتبوا إلى الشركة عن اية عيوب يجدونها في البرامج )Bug Reports( وهي بذلك تستفيد من خبرة أولئك المستخدمين بل تستفيد كذلك من أجهزتهم!
وكان لصديق تجربة مع نسخة تجريبية مبكرة من نوافذ 2000 انتهت بمسح محتويات القرص الثابت في جهازه عنوة مما دعاه إلى بث دعاية سلبية عن النظام لتجربته السيئة معه, وهذه الشركات التي اعتادت على طرح برامجها لمن يريد التجربة (وذنبه على جنبه) تخصص مواقع على الشبكة للتبليغ عن الثغرات والاخطاء التصميمية في برامجهم ليقومالمحسنون من المستخدمين والعملاء بالكتابة اليهم لتبليغهم مجانا بأخطائهم في تصميم البرامج دون مقابل او تعويض للخسائر التي قد تتعرض لها اجهزة اولئك الذين دفعهم فضولهم لتجربة تلك البرامج واحداث ارباك في اجهزتهم بسبب برامج خديجة غير مكتملة التطوير,وقد صدرت قبل فترة بسيطة نسخة تجريبية جديدة من متصفح مايكروسوفت (5,5) وقرر البعض ان يجربوها رغم المحاذير وقد اعجب بها جمع وتذمر منها آخر.
فقد ادت الى تضاربات في عمل البرامج في اجهزة البعض وتلقت برامج تلفزيونية متخصصة في مشاكل الكمبيوتر استفسارات كثيرة عن طريقة التخلص من هذه النسخة التجريبية من المتصفح, وقد أوردت القرية الالكترونية تقريرا في الاسبوع الماضي عن المعاناة التي تعرض لها البعض اثر تجربة هذه النسخة,ورغم السعادة التي يجدها المرء في تجربة الجديد والتقدم خطوة امام الآخرين بمعرفة البرامج حال صدورها إلا ان خوف الرجوع خطوات الى الخلف يدفع المرء إلى عدم الاقدام على تجربة البرامج الخديجة إلا في اجهزة لا يضير صاحبها ان تتعطل, اما من يصر على تجربة الجديد ليدفع الثمن إثر ذلك فلا نقول لمثله إلا: يداك أوكتا وفوك نفخ .
* جامعة انديانا.
البريد الالكتروني: Khalid*4u.net