المعنى في الرمل ضيعت اللبن عبدالله صالح الرشيد |
عندما قرأ ابني الصغير أحد العناوين الكبيرة بإحدى الصحف المحلية بأن الفائض من الألبان الطازجة الوطنية يراق على الرمال البعيدة وتسقى منه أشجار الأثل القريبة من مصانع ومزارع الألبان قال لي بفطرته المعهودة وبديهته البريئة بما معناه,, هل تثمر شجر الاثل نتيجة ذلك (الزبدة أو الجبنة) في فروعها بعد مدة؟ هنا أكملت الجواب من عندي وقلت إن الرمال أيضا سوف تنتج (البقل) بدلا من (الكمأة) وماذا عساي أن أقول غير ذلك لأن الجواب البديل هو شر البلية ما يضحك والسبب الإسراف المريع في الانتاج وسوء التخطيط والتنافس غير المدروس في الاستثمار العشوائي الهائل في هذه المجالات وأمثالها والإفراط بالسماح بكثرتها وعدم التقدير للعواقب المترتبة مستقبلا,, ولهذا أصبحنا قولاً وفعلاً نبكي على اللبن المراق,.
والحل المؤقت وربما الفاعل في رأيي هو برمجة الانتاج وتقليصه الى الحدود والأسعار المعقولة وتحويل الفائض في الوقت الحاضر الى حليب طويل الأجل او تحويله الى أجبان وحليب جاف وشراؤه وتوزيعه على الجمعيات الخيرية وتصديره كإعانة للدول الإسلامية الفقيرة أسوة بفائض التمور ولحوم الهدي والأضاحي بدلا من المساعدات النقدية، والله من وراء القصد.
|
|
|