موقف الوضع العربي العام والتحرك العربي المنتظر 1-2 متعب السيف |
الوضع العربي بصورة عامة يكتنفه الكثير من الاحباطات والمشكلات التي اعاقت القيادات العربية من توحيد مواقفها تجاه العديد من القضايا العربية الملحة، وان كانت جميعها متفقة في سياساتها العامة على اهمية معالجتها بما يخدم الصالح العام للامة العربية، وكثير من السياسيين والاعلاميين العرب يرون ان هذه المشكلات ادت الى عجز عربي شامل بحيث لم يكن في مقدورهم مواجهتها بموقف عربي موحد قوي.
المدقق في امكانات الامة العربية دولاً وشعوبا يدرك تماما ان المسألة لا تتعلق بعجز عربي وانما هو الاختلاف على الاولويات والآليات، فالامة العربية تملك من الامكانات والعقول البشرية ما يجعلها مؤهلة لتجاوز كل المشاكل التي تهددها.
فالمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية اخذت منحنى انفراديا حيث رأى الاشقاء الفلسطينيون أنهم قادرون على ادارة ازمتهم مع اسرائيل بمعزل عن العرب بتشجيع ووعود من الولايات المتحدة الامريكية فقد اثبتت مجريات المفاوضات والمعاهدات التي وقعها الجانب الفلسطيني مع اسرائيل بدعم ومباركة ورعاية امريكية ان اسرائيل كشأن اليهود عبر تاريخهم لا شيء عندهم مقدس ولا وعود او عهود لديهم محترمة منذ خيانتهم لما اتفقوا عليه مع رسول الهدى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة في فجر الاسلام إلى عهد رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق نتنياهو فعهد رئيس الوزراء الحالي باراك , فهم يرددون ان لا مواعيد مقدسة لديهم تماما كما كان اجدادهم الاولون لا شيء لديهم مقدس, من هنا كان تخوف ياسر عرفات من القتل عندما عبر عن مخاوفه صراحة عندما قال: ان الاسرائيليين يدفعون بالشعب الفلسطيني لقتله!!!
وفي نفس المنحى والوعود الامريكية اعادت سورية المفاوضات مع اسرائيل وقد لمست ان اليهود لا يتغيرون ويقولون اليوم ما يتناقض مع اقوالهم بالامس وان عملية جرها لمفاوضات هي في الواقع محاولة امريكية اسرائيلية لتبريد احتقان الرأي العام العربي وقد سارع من سارع للتبشير بالسلام بين سورية واسرائيل,, بينما سورية تدرك من تجارب الآخرين مع الكيان الصهيوني ان اسرائيل لاتؤمن بالسلام العادل الشامل وانما تسعى الى عقد اتفاقات مبادىء لتتفرع منها الى قضايا تجعل المفاوض السوري يعيش نفس محنة الفلسطينيون مع اسرائيل لتقديم تنازلات الواحد تلو الآخر حتى لا يبقى عليه ملابس تستره عن عيون المارة!! ولا يمنع من قيام الولايات المتحدة الامريكية بانتداب روس آخر يهودي العقيدة امريكي الجنسية دوره الضغط والتخويف اكثر منها حلحلة المشاكل برؤية علمية حقيقية لزرع السلام واحقاق الحقوق, وعلى السوريين ان يحذروا كل الحذر من هذه السياسات، فالأشرف لهم وللعرب توقف المفاوضات السورية الاسرائيلية من العمل على تعرية واضعاف موقفهم دون الحصول على شيء يذكر ليكون شأنهم شأن الفلسطينيين، فسورية هي القلعة العربية الكأداء امام الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي المتمترس في البيت الابيض ومجلس النواب والشيوخ الامريكيين على الرغم من الموقف الجيد للرئيس الامريكي بيل كلينتون الذي يوشك ان يرحل عن البيت الابيض بحكم اقتراب نهاية ولايته الثانية والاخيرة ولن تمكنه اسرائيل من تحقيق انجاز تاريخي تباهي به الولايات المتحدة العالم كدولة عظمى انجزت سلاماً عادلاً بين العرب والكيان الصهيوني.
ومن الطبيعي ان تتعامل اسرائيل بصلف وفوقية سوقية مع لبنان كدولة صغيرة ليس في امكانها مواجهة اسرائيل,, مواجهة عسكرية مباشرة ولكن الذي ضرب الكيان الصهيوني في مقتل هو نجاح المقاومة الاسلامية في اقتناص جنودها واحداً بعد الآخر ولم ينفعها او يحمها الحزام الامني وصنائعهم الممثلون فيما يسمى بجيش لبنان الجنوبي فقد اثبتت الايام قدرة المقاومة العربية الاسلامية في لبنان في تقليم القوة الاسرائيلية المحتلة لجزء من الاراضي اللبنانية بحيث اصبح عليها دفع ثمن يومي من دماء جنودها المحتلين.
هذا الوضع المدمي للكيان الاسرائيلي دفع بها الى شن غارات عسكرية استهدفت البنية التحتية اللبنانية بضرب مفاصل الاقتصاد اللبناني ومحاولة شل الحياة في لبنان، وقتل الاطفال والنساء معتمدة على ذراع سلاح الجو الاسرائيلي الذي لم ينقذها في حرب 6 اكتوبر 1973م في مواجهة الموقف العربي الموحد.
فالصلف الاسرائيلي الذي تمثل في ضرب النساء والاطفال والبنية التحتية في لبنان وتوعد وزير الخارجية الاسرائيلي الشاذ ديفيد ليفي بحرق لبنان استوجب وقفة عربية جادة تجاه الصراع العربي الاسرائيلي وهي موضوع مقال الاسبوع القادم .
|
|
|