تعليم 21 التربية,,, والشعارات د, عبدالعزيز بن سعود العمر |
أطلق معالي وزير المعارف في سماء التربية والتعليم مجموعة من الشعارات التربوية، لعل اهمها وأشهرها على الاطلاق ذلك الشعار الذي يقول وراء كل امة عظيمة تربية عظيمة , وبهذا فان التحدي الحقيقي الذي يواجهه التربيون في مواقعهم المختلفة هو: كيف يمكن ترجمة هذه الشعارات الى واقع ينفذ ويمارس على الارض, ان الشعارات لا تستهدف لذاتها، ولا تستخدم لتتزين بها مداخل مؤسساتنا التربوية استعدادا لاستقبال احد المسؤولين.
الشعارات التربوية يفترض ان تستلهم همم الناس، وتستحث طاقاتهم، وتضعهم امام رؤية واضحة Vision ، وهذا لن يحدث ما لم يقف وراء هذه الشعارات نوايا حسنة وعزائم صادقة وجهود امينة مخلصة, الشعارات التربوية تحدث اثرا عظيما عندما يقترن مع اطلاقها وجود القدوة والمثال الذي تحتذي به الناس، وما لم يحدث ذلك فستبقى الشعارات التربوية مجرد عبارات بلهاء تتردد في الخطب والمناسبات العامة.
ورغم ان تجربة عالمنا العربي مع الشعارات على المستوى السياسي في فترة الستينيات والسبعينيات لم تكن مشجعة ربما لأنها كانت منفصلة عن واقعها، وتفتقد للاخلاص ولبرامج العمل المتقنة إلا أن الشعارات التربوية التي نتحدث عنها تبدو أقرب الى الواقع، فهي تدار من قبل عقول مفكرة بعيداً عن المراهقة السياسية, الشعارات في عالم التربية تأتي لتصف للناس بأقل الكلمات الواقع النموذجي المستهدف، وتذكرهم به من وقت لآخر, وما لم يستحضر الناس هذا الواقع النموذجي المأمول فسوف يبقون يعملون في فراغ دونما امل يلهب حماسهم.
الشعارات تأتي لتوضح للشخص المحايد اين يصب الناس عصارة جهودهم، وما الذي يستقطب اهتماماتهم، وفي اي اتجاه يتحرك نظامهم التعليمي, الشعارات ليست بالضرورة مؤشرا على إفلاس من يقف وراءها، كما قد يتبادر للذهن احيانا, يورد Cotton 1998 التوصية التالية ويقدمها للمعلمين والادرايين: يجب ابراز العبارات التي تتعلق برسالة المدرسة Mission والشعارات التي تؤكد على الاهداف التعليمية للمدرسة .
* وقفة:
من السهل عادة أن يتقبل العاملون في الميدان التربوي تنفيذ أسلوب تجديدي معين اذا تبين لهم ان البحث العلمي يؤيد نتائجه الايجابية المتوقعة, ماذا لو تم تجميع وتبويب توصيات البحوث التربوية وما اكثرها في كتيب يوزع على المؤسسات التعليمية ولن يكون هذا أصعب من تخريج هذا السيل الجارف من المطبوعات ؟ ثم ماذا لو أطلقنا العنان لتلك المؤسسات لتطبق توصيات تلك البحوث, إن نتائج التطبيق أيا كانت سوف تثري العمل التربوي والنشاط البحثي التربوي، وتزيد من خبرة ومهارة الباحثين التربويين أنفسهم.
|
|
|