نوافذ الجاهلية أميمة الخميس |
بثت إحدى المحطات التلفازية الأمريكية مناظرة بين مجموعة من منظمة الكولكوكس كلان العنصرية والتي تدعو الى تفوق العنصر الآري، وزنجي امريكي نشط في مجال المنظمات الإنسانية المناهضة للتفرقة العنصرية، وقد قال في أحد أجوبته: لا تتحدثوا عن لوني فلوني الحقيقي هو,, الأخضر وهو يشير الى لون الدولار فهو هنا يتعامل مع الواقع بحس عملي وموضوعي مبرزا طبيعة المجتمع الأمريكي الرأسمالي والذي ينطلق من القيمة النفعية والاستهلاكية للأمور.
ولعل عظمة المجتمع الأمريكي ان كانت هناك من عظمة قدرته الفائقة على استيعاب هذا التباين الكبير في السلالات والأعراف والعناصر البشرية التي تكونه من خلال مؤسسات دستورية وتشريعية حرة ومستقلة مغطاة بغطاء إعلامي قوي يضمن لها هذه الحرية وبالتالي انغمرت في مهمة صناعة الحلم الأمريكي والذي جعل منها الدولة الاهم على مستوى العالم.
ولعل هذا الامر الذي تخلفت اوروبا كثيرا عن الوصول اليه، فظهر هتلر وجرجر اوروبا برمتها خلفه في حرب طاحنة كان وقودها الملايين إرضاء للوثته العنصرية، وما الرعب الذي سيطر على اوروبا مؤخرا اثر اختيار الرئيس النمساوي اليميني الا احد مظاهر الوعي الحضاري والإنساني بما تفعله العنصرية في مستقبل الشعوب.
وقياسا على ما سبق لنا ان نطرح الشارع المحلي لدينا كشريحة قابلة للقياس حيث يتفهرس ذلك الشارع وفق طبقية عجيبة ثابتة لا تتبدل بل تتكرس وتتوارث عبر الاجيال ولعل العوامل الاقتصادية ساهمت في هذا التكريس لكي تنتج في النهاية تلك التصرفات الرعناء واللامسؤولة تجاه الغرباء والعمال والاجانب على وجه العموم.
ولا ادري لماذا لا تحمل الخطابات الدينية التربوية والاجتماعية توجها توعويا جادا وملتزما ضد هذا النوع من التصرفات، لأنها بالتأكيد تحمل بين طياتها عوامل تخريبية هدامة بها الكثير من لوثات الجاهلية.
|
|
|