الرئيس التشيلي يؤكد استعداد بلاده لمحاكمته 60 شكوى جديدة رُفعت ضد بينوشيه |
* سنتياجو روما لندن الوكالات
صرح الرئيس التشيلي المنتخب ريكاردو لاغوس في حديث نشرته صحيفة ايطالية أمس الجمعة ان الوقت قد حان لكي تبرهن تشيلي ان الدكتاتور السابق أوغستو بينوشيه 84 عاما الذي عاد أمس الى سانتياغو يمكن ان يخضع للمحاكمة.
وقال لاغوس الذي يتسلم مهامه الرئاسية في 11 آذار/ مارس الجاري ان الوقت حان لنبرهن ان الجنرال بينوشيه يمكن ان يواجه القضاء في بلاده ، مؤكدا أعتقد ان وضع الجنرال بينوشيه يجب تسويته من قبل محاكمنا ومن واجب رئيس الجمهورية ان يتيح للمحاكم العمل بحرية .
وأضاف زعيم الحزب الاشتراكي التشيلي ان دوري هو ضمان استقلالية القضاة ، مشيرا الى ان هناك قاضيا في تشيلي أعلن رغبته في استجواب الجنرال بينوشيه, وهو الذي سيقرر بدء محاكمة وصياغة الاتهامات .
وقد رفعت الى القضاء التشيلي ستون شكوى حتى الآن ضد بينوشيه الذي يتمتع بالحصانة بصفته سناتورا مدى الحياة منذ آذار/ مارس 1998م، بتهمة ارتكاب جرائم وانتهاكات لحقوق الانسان في ظل نظامه.
وفي سانتياغو جرت تظاهرات لخصوم بينوشيه وكذلك لانصاره مساء أمس الخميس عشية وصول الدكتاتور السابق الى العاصمة التشيلية.
فقبالة القصر الرئاسي لا مونيدا تجمع نحو ألف شخص معظمهم باللباس الأسود تعبيرا عن الحداد، في ساحة الدستور على ضوء المشاعل والشموع ملبين دعوة جمعيات مقربة من ضحايا النظام الدكتاتوري العسكري 1973 1990 .
وهتف المتظاهرون ومعظمهم من النساء والشبان الذين أمضوا الليل بأكمله أمام مقر الرئاسة لا للنسيان ولا للصفح .
من جهة اخرى عبر مساء الخميس أيضا مئات من أنصار بينوشيه في حي لاس كونديس الواقع على بعد بضعة كيلو مترات فقط من مكان تظاهر خصومه، بصخب عن فرحهم بعودة الدكتاتور السابق، وتجمع عشرات منهم امام المستشفى العسكري في حي بروفيدنسيا المجاور ليكونوا في طليعة المستقبلين أمس الجمعة للجنرال بينوشيه.
ودعت مؤسسة أوغستو بينوشيه التي تضم خصوصا أصحاب شركات ورجال سياسة وعسكريين متقاعدين مؤيدين للدكتاتور السابق المواطنين التشيليين الى الانضمام اليها من أجل التعبير عن الفرح بعودة بينوشيه.
في لندن اعتبرت الصحافة البريطانية أمس ان الافراج عن الجنرال التشيلي تقرر خصوصا لأسباب سياسية, وكتبت صحيفة دايلي تلغراف نقلا عن مصادر دبلوماسية ان وزير الخارجية البريطانية روبن كوك ونظيره الاسباني ابل ماتوتيس اتفقا في حزيران/ يونيو 1999م أثناء لقاء في ريودي جانيرو على ان أيا منهما لا يرغب في ان يودع بينوشيه الحياة في بلده.
ورأت دايلي تلغراف وتؤيدها في ذلك صحيفتا الغارديان واندبندنت ان الافراج عن بينوشيه، التي طلبت أسبانيا تسليمه للمثول أمام القضاء بتهمة انتهاكات حقوق الانسان في تشيلي، كان نتيجة مفاوضات دبلوماسية مكثفة بين لندن ومدريد وسانتياغو.
|
|
|