عزيزتي الجزيرة,.
تعد الظاهرة السلوكية مشكلة مستعصية متى ما استمرت دون حل ناجع يقضي عليها او يقلل منها على الأقل ومن الظواهر التي يراها العيان ولا تحتاج الى دراسة واستقصاء للتأكد من وجودها هي ظاهرة الكتابة على الجدران التي تكاد تكون معممة في مختلف الاحياء والشوارع, أما لماذا الكتابة على الجدران بالذات فهي مسألة ذات رواسب تربوية ونفسية تحتاج الى معالجة من قبل اختصاصيين تربويين ونفسيين بحكم مرجعية الظاهرة او المشكلة، فلا انت مانع بيع ادوات الخط الملونة ولا مستحدث لجدران ضد الكتابة تحول ما يكتب الى لوحة فن تشكيلية، ولكن الخط الأول الذي يعول عليه الكثير في هذا الامر هو الأسرة كمنشأ تربوي يحتوي الطفل والمراهق في بداية تكوينه بحيث ينشأ ويعلم من ضمن مايعلم على ان التنفيس عن النفس لا يكون بالحاق الضرر بالغير وبصورة بشعة تعطي دلالة على العمق التربوي الناقص للفرد داخل الاسرة بتحويل المكبوت الى مكتوب جدراني يظهر للعامة، ثم المسجد الذي يذكّر بحق الغير والجار وحرمة الممتلكات والترهيب من مسها بسوء والمدرسة التي تعلم فن التعامل مع الغير وفتح القنوات للطلاب للتنفيس عما يجيش في خلجاتهم في مختلف صور التنفيس عن النفس شعرا ورسما وغير ذلك مما يفسح له المجال بحيث لا يجد مجالا للانحراف خارج جدران المدرسة، ويدرس بأن تجاوز الحد والتعدي على ممتلكات الآخرين خطأ يعاقب عليه وسلوك مشين ترفضه المدرسة والمجتمع ومن قبلهما الدين, فقد يحقق التهذيب مع الترهيب الحل الذي ينشد وتصبح الظاهرة في طي النسيان بعد رميها في مزبلة تاريخ السلوكيات التي تسيء الى المجتمع وأهله ولا تعطي انطباعاً حسنا للغير,والله الموفق.