أرجو ألا يحاول القارئ الكريم ان يربط بين احداث هذه القصة التي سأقصها عليكم هذا الأسبوع وبين أي كاتب ربما يشبه بطلنا الذي سوف نتحدث عنه, فقد أجريت تعديلات جوهرية على الشخصية حتى تصبح شخصية خيالية لا ترتبط بأي كاتب معروف، وقداطلقت على شخصيتنا هذه اسم عبدالله لأن نصف كتاب المملكة يحملون هذا الاسم, فهناك عبدالله بن إدريس وعبدالله بن خميس وعبدالله نور، وعبدالله جفري، وعبدالله الفوزان، وعبدالله باخشوين، وعبدالله بامحرز وعبدالله الكويليت واذا تمادينا في الزمان فسنتعثر في آلاف من العبيد الله ولن يكون آخرهم عبدالله بن المقفع.
سأحدثكم عن ذوبان الكاتب في قارئته الجميلة, وكلمة ذوبان ليست كثيرة على الكاتب، فالكتاب يتمتعون بقلوب ملؤها العاطفة الجياشة والصدور الهادرة بالولهان, والمعروف أن الكتاب هم من أرق الناس فسرعان ما يقعون في الحب فتتورد كتاباتهم بعبقه، واذا أردت أن تعرف هل الكاتب في حالة حب أم لا عليك أن تنظر إلى كثرة اشاراته لرسائل القراء مع التأمل في شكل الصورة وكثرة تغييره لها, ولكني أحذر من إكثار النظر في صور الكتاب فقد لا تعجبك الصورة ثم تعتبرها نوعا من اللامبالاة بالمظاهر, فصورة أي كاتب تراها في الجريدة هي في الواقع آخر ما يملك الكاتب من مواهب في حقلي الوسامة والجمال, فكل صورة تنشر في الجريدة هي أفضل ما في صاحبها, فالجود من الموجود، فالكامرة لا تستطيع أن تعبر إلا عن الحقيقة الماثلة أمامها, وهذه الأمور من الله، وأنا في الحقيقة أؤيد الاتجاه الجديد الذي تقوده بعض الصحف بعدم نشر صور الكتاب لأن الله سبحانه وتعالى عندما وزع على البشر المواهب واعطى الكاتب موهبة الكتابة لم يردفها بموهبة الوسامة, وأعتقد ان الله انتزع الوسامة من وجوه الكتاب لحكمة لا يعلمها سواه، لا أريد أن استبق الأحداث وأقول ان عبدالله لم يكن وسيماً, فمن واجبنا الا نقارن في المطلق، بل يجب أن نقارن الانسان في حدود أقرانه, فالممثل تقارنه بالممثلين والمغني بالمغنيين والكاتب بالكتاب, وعندما أقارن بين وسامة عبدالله ووسامة كثير من الكتاب أظن والله أعلم انه سيأخذ مرتبة متقدمة, وأحب أن أعلن قبل أن نبدأ في سرد القصة انني لم أر عبدالله في حياتي على الطبيعة، كل معلوماتي عن وسامته مرجعها الصور التي كان ينشرها مع مقالاته, اقترح على كل من يريد متابعة قصة الكاتب الذي ذاب في قارئته الجميلة أن يقلب هذه الجريدة ويتأمل في صور الكتاب المنشورة مع مقالاتهم ثم يعمل على تصنيفهم حسب درجات الوسامة على أن يتذكر دائماً ما قلته قبل قليل ان ما يظهر في الصورة هو أقصى ما يملك الكاتب من وسامة, ولا تتحمل آلات التصوير وأجهزة الطباعة أي مسؤولية.
بقي أن أقول ان عبدالله بطل هذه القصة خرج نهائياً من دائرة الضوء ولم أعد أسمع عنه أي شيء واذا قيض له أن يقرأ هذه القصة أرجو أن يطمئن بأني لم أذكر اسمه كما اني لم أقص هذه القصة على أحد مقرونة باسمه, وأرجو أيضاً أن يكون قد نضج بالكامل ولا مانع لديه أن يعرف بعد سنوات طويلة من هي حصة التي تعلق بها وتعلقت به.
الى اللقاء يوم الاثنين مع الكاتب الذي ذاب في قارئته الجميلة .
لمراسلة الكاتب
Yara222 *hotmail.com