رؤية اقتصادية عفواً ,, فالدوام حتى الساعة الثانية والنصف د,محمد بن عبدالعزيز الصالح |
عندما نعود إلى الأنظمة والتعليمات الصادرة من قبل وزارة الخدمة المدنية، ندرك أن الوقت المحدد للعمل الرسمي في أجهزة الدولة ينتهي في تمام الساعة الثانية والنصف، وكذلك الحال عندما نتمعن في التعليمات الصادرة من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي والخاصة بوقت الدوام الرسمي بالنسبة للبنوك يتضح ان نهاية الفترة الصباحية للبنوك تكون في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا وان نهاية الفترة المسائية تكون في تمام الساعة السادسة والنصف مساء.
وعلى الرغم من وضوح تلك التعليمات المحددة لانتهاء فترة الدوام الرسمي، إلا ان من يقوم بمراجعة الكثير من الأجهزة الحكومية او الفروع البنكية خلال نصف الساعة الاخير من الدوام في احيان كثيرة يدرك ان ما صدر من تعليمات بخصوص تحديد وقت نهاية الدوام الرسمي لا يعدو كونه حبرا على ورق لدى الجهات، وذلك راجع إلى عدم استعداد الكثير من الموظفين لانجاز العمل اللازم خلال نصف الساعة الاخير من الدوام بحجة ان الدوام قد انتهى او نظرا لإدعاء الموظف بانشغاله ببعض معاملات المكتب او لانشغاله بإقفال حسابات تلك الفترة بالنسبة لموظفي البنوك.
وأذكر في هذا الخصوص انني قد قمت بمراجعة احد الفروع البنكية وذلك قبل نهاية الفترة المحددة للدوام الرسمي بعشرين دقيقة، إلا انني وبعد معاناة مع رجل الأمن ليأذن لي بالدخول للبنك بحجة انتهاء وقت الدوام الرسمي وبعد إلحاحي ونجاحي بالدخول، لم يتردد موظف البنك في الاعتذار لي عن إنجاز العملية المصرفية التي جئت من أجلها بحجة مقاربة وقت الدوام على الانتهاء وانشغاله بإقفال الحسابات الخاصة بتلك الفترة على الرغم وكما اسلفت سابقا من بقاء ما يربو على ربع الساعة من وقت الدوام علما بأن معاملتي المصرفية تلك لم تكن لتستغرق ما يزيد على الدقيقتين على أكثر تقدير.
وبالتالي فإن التساؤل الذي يطرح نفسه هنا هو: هل الفترة الأخيرة من وقت الدوام الرسمي والتي قد تصل الى نصف ساعة كاملة هي حق للمراجع والعميل ام انه يفترض تخصيصها لانجاز أوراق المكتب وإقفال حسابات البنوك وغيرها من الأعمال المكتبية الأخرى؟
فإن كانت تلك الفترة حقا للمراجع والعميل (وهو المفترض) فينبغي على كافة المسؤولين في أجهزة الدولة التأكيد على مديري الإدارات بأهمية إنجاز معاملات المواطنين حتى الدقيقة الاخيرة من وقت الدوام الرسمي، كما ينبغي على الإدارات المعنية في مؤسسة النقد وكذلك مديرو إدارات الفروع في مختلف البنوك بالتأكيد على كافة منسوبي الفروع البنكية بتقديم خدماتها حتى انتهاء الوقت الرسمي المحدد للدوام.
إما إن كان نصف الساعة الاخير من وقت الدوام هو حق لتلك الإدارة او لذلك البنك حتى يتم انهاء كافة الأوراق المتعلقة بالمكتب وقفل الحسابات وغيرها، فيتوجب الإفصاح عن ذلك والتأكيد على ان تلك الفترة الزمنية غير مخصصة لخدمة العملاء والمراجعين, وذلك حتى لا يتم تكبيدهم عناء التعب وإضاعة الوقت دون جدوى, فهل من مستجيب؟
عزيزي الموظف:
ان تحديد انتهاء المدة الزمنية للدوام بوقت محدد هي قضية محكومة بالأنظمة والتعليمات والتي يتوجب عليك عدم مخالفتها، ولكن تبقى القضية الأهم من احترامك لتلك الأنظمة والتعليمات إلا وهي مراعاة الله سبحانه وتعالى في ذلك, فالمفترض ان ما تتقاضاه من راتب او مكافأة هو من أجل بقائك حتى نهاية المدة المحددة نظاما, وما لم تلتزم بذلك فقد يؤدي بك الحال الى المساس بمشروعية جزء من المرتب الذي تتقاضاه نهاية كل شهر, اخواني الموظفين ارجو ان نتأمل جميعا في هذه الجزئية.
|
|
|