أنت مهارات الاستماع عبد المحسن بن عبدالله الماضي |
حقيقة بشرية هي ان الكثير منا لا يستمع بنفس الطريقة التي يسمع بها الأشياء، والاستماع إحدى المهارات النشطة لدى الانسان,, فلكي تتصل مع الآخرين وتفهم مايوصلونه لك، فإن عليك أن تكون قادراً على الاصغاء, عندما نسمع الأصوات فإننا نعترف بوجودها ولكننا عندما نصغي لها ، فإننا نفسر ماهية الصوت ونحلله.
ولهذه المهارة الاستماع أهميتها في الاجتماعات والمقابلات والمحادثات اليومية,, فإن أكثر الناس مهارة في ايصال مايودون للآخرين هم في الواقع مستمعون جيدون, فالمرء مطالب ان يتعلم الإنصات، لكي يتعلم.
إلا ان مايحدث عادة، هو أننا نستمع الى ما نريد الاستماع اليه وما يناسب الكلام الذي سنقوله لاحقاً.
لكننا بعملنا ذلك نكون قد قلصنا من حجم المعلومات التي من الممكن ان نحصل عليها من المتحدث وعن الموقف ككل لو استمعنا جيداً.
عندما نستمع لأحد ما ، نقوم بعدة أشياء في الوقت نفسه، كتحليل مانسمع أو تخيله او انتقاده، أو قبوله، او رفضه، أو التعاطف معه، او استحسانه,, الخ ,, أما المستمعون غير البارعين فيميلون الى التفكير فيما سيقولونه لاحقاً بدلاً من استقبال وتلقي الرسالة التي يرسلها المتحدث.
أثناء الاستماع، عادة ما نراقب بعضناً بعضاً، فعندما نرى شخصاً ينقر بأصابعه أو يتثاءب او يجول ببصره من مكان لآخر، او يعبث بالشعر او الاظافر او يعدل الثياب، فمن المؤكد ان انتباهه متشتت، وبذلك لن يكون قادراً على الاستماع الى كل مايقوله المتحدث,, في هذه الحالة وبالرغم من حضوره الجسدي فإن المتحدث سيشعر من خلال سلوكه العصبي او المتوتر او العابث انه ليس مصغياً تماماً للحديث.
ان افضل المستمعين هم من ينسون أنفسهم ويركزون على الحديث الذي يستقبلونه، فتراهم ثابتين في نظراتهم,, ووجوههم خالية من التوتر ولا يأتون الكثير من الحركة، فهم يقتصرون على اصدار كلمات مثل آه او ذلك واضح او نعم مما يشير الى انهم يفهمون مايقول المتكلم، ويشجعونه بذلك على المضي في حديثه.
|
|
|