كان مدعث بن سعد السهلي من آل حمضة والذي عاش تقريباً في منتصف القرن الثالث عشر الهجري قد اجتمع في مجلس من مجالس جماعته وأثير في هذا المجلس موضوع الأمنيات وصار كل واحد يتمنى حسب رغبته في ذلك الزمان وما يحب أن يحصل عليه ويكون عنده، وبعد أن جاء الدور على مدعث طلب منه المجتمعون ان يخبرهم بأمنياته فرد عليهم بهذه الأبيات التي يتمنى فيها ما يود أن يكون عنده من أمنيات ذلك الزمان، وانظروا الفرق الشاسع بين ما تمناه في ذلك الوقت وبين أمنياتنا في هذا الزمان لو طلب من أحدنا أن يتمنى، ماذا تتوقعون ان يتمنى؟ أعتقد أنكم تعرفون ذلك بدون شك، وإليكم الأبيات:
ودي إلى مني لروحي تمنيت
ما دمت حي ما تقل المواشي
وودي إلى بنوا هل الخير بنيت
بيتاً كبير ومقتفيه الرشاشي
وودي الى عنوا هل الخيل عنيت
صفراء مداخلها سواة الغواشي
وودي إلى دنوا هل الجيش دنيت
حمراء سناد الصدر ما هيب حاشي
وودي إلى مني تقهويت واضحيت
اجذب على حيل تحتهن فراشي
والحقيقة انها أكثر من ذلك ولكن لم أحفظ غير هذه الأبيات.