سيدي صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحادين العربي والسعودي لكرة القدم.
يا حفيد عبدالعزيز اسمحوا لي ان اخاطبكم بكلمة سيدي فجدكم القائد الباني غرس التواضع في ابنائه فورثه الاحفاد، فقد كان المواطن يقول ( يا عبدالعزيز) حين يقف امام المؤسس العظيم وقد تنبه لهذا النداء كثير من مؤرخي الغرب والشرق فأشاروا الى قوة العلاقة بين الحاكم والمحكوم التي يؤطرها تواضع الملك وبساطة المواطن.
سيدي: الكل يعلم انكم ورثتم تركة ثقيلة ومهام عظيمة خلفها المرحوم بمشيئة الله الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز وانتم اهل للسير بها الى دروب النجاح فانتم حفيد المؤسس العظيم - رحمه الله - ومن مدرسة الفهد - يحفظه الله - وبلاشك فهذه المسئوليات الكبيرة تأخذ من وقتكم الكثير وتسطو ايضا على اغلب اوقات راحتكم فاصبحتم (مسكونا) بهم الرياضة العربية والسعودية ولكن ما يجعل همكم جميلا انه لخدمة شباب هذا الوطن المعطاء وهذا ما دفعني لأن اتجرأ بهذه الرسالة.
سيدي: ان شعبية كرة القدم هي التي صنعت منها واجهة حقيقية للرياضة في اية دولة، وكرة القدم السعودية من فضل الله انها متطورة بدعم دولتنا وسيرصد التاريخ انجازاتها بحروف ذهبية، ولأن القيادة الرياضية الحكيمة تطمح بالمزيد ولا تستكين حتى ترى الشباب السعودي وهو يعلو منصات الذهب فقد رأت ان كرة القدم السعودية يجب ان تقارع نظيراتها العالميات فكان لابد من دخولها الى عصر الاحتراف فأُقر نظامه وبُدىء تطبيقه لدينا قبل ثمانية اعوام وبما انه تجربة جديدة على ملاعبنا فقد شابها بعض السلبيات التي اشار اليها كثيرون في الصحف وتمنوا تداركها قبل ان تتراكم فتحد من سير عربة التطور ولاشك ان المسئولين واعون لذلك.
ولكن يا سيدي هناك موضوع ظهر بعد تعديلات لائحة الاحتراف التي بموجبها اصبح انتقال اللاعب السعودي اسهل مما قبل وكان الضحية الاولى لهذا التعديل هو النادي الاول للاعب الذي نشأ فيه وترعرع وصقل موهبته حتى اصبح مطلوبا للغير, وقد طالب كثير من الرياضيين كتاب ونقاد ومسئولو اندية ومهتمون في مختلف صحفنا وعلى مدى الاربعة اشهر الماضية بضرورة اعادة النظر في هذه التعديلات وطرحوا كثيرا من الاقتراحات المفيدة التي تحفظ للنادي وللاعب حقوقه ولكن مع الاسف لم تبد لجنة الاحتراف اي رد فعل تجاه ما اقترحه الرياضيون اما لانشغال اعضائها بمسئوليات اخرى او لسفرهم او لأي ظرف كان, والنادي الاول للاعب لن تضيع حقوقه ابدا فنحن في دولة الحق وتحت راية التوحيد، ولكن مبالغ بيع عقد لاعبه المنتقل في بداية الموسم قد تتأخر الى نهاية الموسم او الى الموسم القادم او يتم تقسيطها وهذا ما يجعل النادي ضحية فهو لم يستطع الاستفادة من لاعبه او من مبلغ انتقاله، فتعديلات اللائحة جعلت هذا النادي مغلوبا على امره وهو الاضعف وسهلت الامر للنادي الآخر بالتسويف في سداد المبلغ حتى تراكمت عليه مبالغ لا يستطيع ايفاءها فشعر مسئولوه بعد ذلك ان هذه التعديلات جرتهم الى مستنقع الديون، كما ان اللاعب قد ينتقل بمجرد وعود (هوائية) لا تصدق بعد توقيعه فأمست هذه التعديلات سلبية اكثر منها ايجابية وهذا ادى الى (الشك) والريبة في تعاملات الاندية السعودية مع بعضها وهو امر خطير يجب بتره لان حسن النية والصدق هما المبدأ اللذين غرسا في نفوس المواطنين عند تعاملاتهم.
سيدي: لجنة الاحتراف يقوم عليها رجال افاضل يتقدمهم الدكتور صالح بن احمد بن ناصر والاستاذ عبدالرحمن الدهام وهذان الرجلان العلمان خدما رياضة بلدهما على مدى اعوام طويلة دون كلل او ملل وكان ديدنهما العمل باخلاص وايثار، وهما تاريخ رياضي متحرك ولكن ككل البشر لهما طاقة محدودة لا تستطيع (العدل) في انجاز كل ما يناط بهما من مهام بنفس الحماس والسرعة.
لذا رأى الجميع لجنة الاحتراف وهي حديث الموسم الرياضي عاجزة عن متابعة الاقتراحات ورصدها والاستفادة منها فكل ما عملته اللجنة هو ان رمت حجر التعديلات في بركة نظام الاحتراف فاضطربت المياه ولم تهدأ حتى الآن.
سيدي: ظهرت مؤخرا دعوة استحسنها الجميع تنتظر موافقتكم الكريمة وهي ان يتولى اعمال لجنة الاحتراف مجموعة من شباب الوطن المعطاء يكون على رأسهم عضيدكم وساعدكم الايمن صاحب السمو الملكي الامير نواف بن فيصل بن فهد لا يدخرون جهدا ولا حماسا لدفع مركبتنا الرياضية الى الامام بخطوات جبارة نستطيع بها الثبات في الدورات العالمية وبها نرفع راية التوحيد بكل فخر في المحافل الدولية فأشبال الفهد لا تنقصهم المواهب ولا الدعم الملكي الكريم ولا عزيمة الرجال.
سيدي: المواطن بوطنيته وغيرته ومحبته لحكامه شريك لكم في همكم وافراحكم ولا يشك في ان امر حقوق الاندية المحترفة (المتأخر وصولها) وضخ طاقات شابة في لجنة الاحتراف وغيرها من الدراسات والاقتراحات التي ستعود بالنفع على شباب وطننا معروضة على انظار سموكم الكريم، ولكننا كمواطنين نستعجل الامور لاننا خلقنا عجولين ورزقنا بقيادة حكيمة تشتهر بالحلم وسعة الصدر والتواضع.
واسأل الله لكم الصحة وطول العمر والتوفيق للجميع.