* عزيزتي الجزيرة:
لقد حز في نفسي ان تقف اللغة الانجليزية عائقاً أمام العديد من شبابنا لتحقيق طموحاتهم ولقد وددت أن أناقش هذا الموضوع من خلال هذه الصفحة حيث نعلم ان تعلم اللغة الانجليزية في عالمنا العربي تحيط به العديد من الظروف التي تجعله مختلفاً عن تعلم الانجليزية في كندا على سبيل المثال.
فأولاً: يجب أن نأخذ في الحسبان اننا ندرس الانجليزية في المملكة على أنها لغة أجنبية ومختلفة كل الاختلاف عن اللغة العربية ومما زاد في هذا الاختلاف ان اللغتين تختلفان في أصليهما وطبقاً لعلم اللغة التقابلي: فان صعوبة تعلم اللغة الأجنبية تزيد كلما بعدت اللغات عن بعضها فعلى سبيل المثال يسهل على الانسان المتحدث بالانجليزية كلغة ام ان يتعلم الهولندية وذلك لان اللغتين يجمعهما أصل واحد الا وهو اللغات الجرمانية، كذلك الأمر مع المتحدث الأصلي للغة العربية فيسهل عليه تعلم لغة سامية كالعبرية مثلاً، ولقد وصل علم اللغة التقابلي إلى حقيقة مؤداها ان ارشاد المتعلم الى الفروق الموجودة بين اللغة الأم واللغة الهدف يساعد على عملية التعلم لذلك ينبغي على مدرسي اللغة الانجليزية في مدارسنا ان يأخذوا ذلك في حساباتهم.
ثانياً: الطالب لدينا لا يدري ماذا يتعلم في حصة اللغة الانجليزية فيجب أن نلفت نظره الى انها حصة في مادة لغوية وهذه اللغة كائن حي ولها اعضاء حيوية لا تستقيم إلا بها ومن ذلك ان العضو الأساسي في اللغة هو الجملة وسأضرب لكم هذا المثال، عندما يتكلم أحد العمال الهنود ببعض الكلمات العربية مثل اسم أنا علي فهل من الممكن أن نعتبر هذه الجملة عربية؟ في الحقيقة ان المفردات عربية أصيلة ولكن الجملة دخيلة على اللغة العربية وكذلك الحال في الجملة الانجليزية فيجب ان نكسب طلابنا مهارات بناء الجملة الانجليزية والحاصل ان كثيراً من المدرسين هداهم الله يقولون للطلاب: ضعوا هذه الكلمة هنا وتلك الكلمة هناك ومن هنا تحصل عملية تشتيت لذهن الطالب فيتعامل مع الكلمات كأنها صور توضع في البوم معين وسرعان ما ينسى هذه الكلمات وذلك لان عقله يصبح غير قادر على حفظها والسبب يفصله علماء اللغة النفسيون في أن العقل يحفظ الكلمات في اماكن محددة في الدماغ وفقاً لتصنيفها فهو يضع الافعال مع الأفعال والصفات مع الصفات وهلم جرا وفي حالة طلابنا فعقولهم لا تستطيع ان تصنف الكلمات وبالتالي لا يمكن لها حفظها في الدماغ.
لذلك ينبغي علينا أن نجعل الطالب يتعامل مع الكلمات على أنها مكون للجملة له صنفه ووظيفته.
ثالثاً: يجب الا ننسى ان اسلوب التخاطب من أنجح الأساليب في تعليم اللغات فهو يعطي الطالب الفرصة لكي يمارس مهارات اللغة الأربع المشتركة في عملية تعليم أي لغة وهي مهارات الاستماع والمحادثة والكتابة والقراءة فمبدأ الممارسة التدريجية يرفع من مهارات الطالب.
رابعاً: يذكر عالم اللغويات تشومسكي ان العقل يحلل الجملة الى مكونات ويتعامل مع كل مكون في المكان المخصص له في الدماغ ومن المستحسن لنا أن نكسب الطلاب مهارة تحليل الجملة الى مكوناتها الأصلية حيث ان الغالبية العظمى من الطلاب يشعرون بالضياع وهم في قاعة الامتحانات وذلك لعدم مقدرتهم احياناً على معرفة مكان السؤال وأذكر ان طالباً وصل بين اسم المدرسة والمادة في أعلى صفحة الاسئلة وعبارة المملكة العربية السعودية وزارة المعارف.
خامساً: لقد تناست المناهج المدرسية دور الأدب في افهام الطالب طبيعة المادة التي يدرسها فهو في درس اللغة العربية يتعامل معها على أنها لغة لها أدبها ونحوها ولكنه يشعر في حصة اللغة الانجليزية بأنه في المكان والزمان الخطأ.
عبدالرحمن محمد المقبل
عنيزة