لم تكن رحلة الخطوط الجوية السعودية رقم (1549) التي أقلعت من مطار الملك خالد الدولي بالرياض في تمام الساعة السادسة صباحاً يوم الاثنين 15/11/1420ه متجهة إلى المدينة المنورة تحمل هماً أو قلقاً أو تأخيراً أو حتى مطبات جوية مزعجة، كانت الرحلة هادئة وجميلة تشبه في رونقها صباح يوم ربيعي مشرق، اقلعت الطائرة وكان الصمت يحتاج إلى من يكسره ولا يوجد خير من يكسر الصمت في رحلة جوية مثل القراءة وعندما تكون في السماء في رحلة قصيرة مثل هذه فإن القراءة لا تحتمل الا أحد خيارين إما مجلة أو صحيفة يومية.
بحثت عن الجزيرة ضمن طاولة الصحف المتحركة في مقدمة الدرجة الأولى فلم أجدها رغم أني كنت أشغل أول مقعد في الدرجة الأولى، وكان الموقف غريباً فالرحلة اقلعت من الرياض غير أن الجزيرة التي تصدر من مدينة الرياض لم تكن على متنها، كان هناك جميع الصحف السعودية ما عدا الجزيرة واليوم وكان هناك بالطبع الشرق الأوسط والحياة والاقتصادية والرياضية، بلغت حيرتي مداها واعتراني الصمت خاصة عندما أشار لي أحد أفراد طاقم الضيافة الى أن المسؤولية تعود للخدمات الأرضية التي وفرت كل الصحف للركاب ما عدا الجزيرة واليوم، وهو لا يعرف أسباب ذلك فالأمر لا يعود لطاقم الطائرة، بل للخدمات الأرضية.
في تمام الساعة السابعة والنصف مساء نفس اليوم اقلعت على رحلة العودة رقم 1552 من مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة المتجهة إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض، وكان التفاؤل يملؤني فالرحلة بدأت هادئة ومنضبطة والأمل كان في قمته فلابد أن الجزيرة تحتل مكانها ضمن الصحف السعودية وغير السعودية التي تتواجد على طاولة الصحف المتحركة في مقدمة الدرجة الأولى، ولابد أنه قد تم توفيرها للركاب أسوة بالصحف الأخرى، غير أن المفاجأة ظهرت مرة أخرى فصحيفة اليوم التي تصدر في الدمام كانت هناك مع كافة الصحف السعودية وغير السعودية عدا الجزيرة التي يبدو ان الخطوط السعودية لا تدرك انها صحيفة مقروءة لها من يطلبها من الركاب.
لا أدري ماذا سيكون تبرير الخطوط السعودية لعدم وجود الجزيرة ضمن الصحف المخصصة لركابها، وهل العملية مقصودة في كل الرحلات أم أن الجماعة في الخطوط السعودية لا يعترفون بالجزيرة كصحيفة يومية سعودية لها كامل الأحقية في معاملتها كباقي الصحف السعودية وغير السعودية التي تتواجد على جميع رحلاتها الداخلية والخارجية.
ولا أدري هنا إن كانت الخطوط السعودية سترد عبر ادارتها للعلاقات العامة صاحبة الردود الاكليشيه المعروفة والتي تملؤها عبارات سقط سهواً أو ان الخطوط السعودية تعتذر عن ذلك ، كل ما يمكن قوله هو أنه لا يمكن قبول ذلك بأي معيار من المعايير خاصة وان اختفاء الجزيرة أصبح كالعادة لدى الخطوط السعودية في أغلب رحلاتها، أعيد مرة أخرى القول بأن رحلة الذهاب اقلعت من الرياض ولم توجد عليها الجزيرة واليوم، وان رحلة العودة اقلعت من المدينة المنورة ولم توجد عليها الجزيرة فقط.
خالد الطويل