تركت ارتياحاً كبيراً في الأوساط المصرية والعربية زيارة سمو ولي العهد للقاهرة تؤكد ثقل الدبلوماسية السعودية ورغبتها في توحيد الصف العربي الدور السعودي سند قوي لكافة القضايا العربية والإسلامية |
* القاهرة مكتب الجزيرة
احدثت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني للقاهرة في اطار جولته العربية التي شملت كلا من سوريا ولبنان ارتياحاً كبيراً في الأوساط السياسية المصرية والعربية، وأكدت من جديد على ثقل المملكة العربية السعودية في قلب الأمة العربية والاسلامية وتفاعلها الحميم مع قضاياها في ظل توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز.
ونتائج وأصداء الزيارة لا تنتهي عند حد ولا تقف عند حدود العلاقات الثنائية العميقة والمتميزة بطبيعتها بين مصر والمملكة ولكن تجاوزتها الى الاطار العربي في مجمله والاطار الاقليمي بكل ما فيه من تطورات، لذا فأصداء الزيارة مازالت تحلق في الأجواء المصرية، حيث واصلت الصحف والاذاعات المسموعة والمرئية بمصر متابعتها ورصدها لأصداء ونتائج زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني والوفد المرافق له والمباحثات التي أجراها ولي العهد مع الرئيس مبارك حول مختلف القضايا العربية وتطورات عملية السلام ودعم لبنان وكافة القضايا المتعلقة بالمنطقة وعبر فيها الكتاب ورؤساء التحرير عن رؤيتهم لهذه الزيارة، كما ان التقارير الاذاعية والتلفزيونية مازالت تتوالى.
واصلت صحيفة الأهرام إشادتها بهذه الزيارة التي وصفتها بالزيارة التاريخية والضرورية في ظل هذه الظروف البالغة الحساسية وكتب إبراهيم نافع رئيس مجلس الادارة ورئيس تحرير الأهرام في افتتاحيته أمس تحت عنوان مصر والسعودية، والعمل العربي المشترك إن زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إلى مصر هي تعبير واضح عن التوجه العربي الأصيل للمملكة العربية السعودية الذي يلتزم به خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وهو توجه أرساه وعمق جذوره الملك عبدالعزيز المؤسس الأول للمملكة حيث ظلت المملكة العربية السعودية تقوم بدور حيوي في خدمة القضايا العربية وفي القلب منها تأتي القضية الفلسطينية.
وقال الكاتب الكبير ابراهيم نافع: انه في كل الظروف السياسية كانت مصر تجد في الدور السعودي دائماً سنداً قوياً يشد من أزر الصف العربي ابتداء من دعم الثورة الفلسطينية الكبرى 1926 1929 ومروراً بلحظات الصدام الكبرى في حروب 1948، 1956، 1973، وحتى غزو بيروت عام 1982 وفي كل هذه المنعطفات لم تغب المملكة العربية السعودية عن الساحة العربية وانما وقفت بكل امكاناتها تشد من أزر الجندي العربي وحين انطلقت مسيرة السلام في مدريد وقفت المملكة العربية السعودية إلى جانب مصر تشد من عضد المفاوض العربي.
وأضاف ابراهيم نافع انه في ظل الظروف الراهنة ومن أجل المستقبل العربي المتطور فإن اللقاء المصري والسعودي يكتسب أهمية استراتيجية لا تقف عند حدود العلاقات الثنائية وانما يتجاوزها للاطار العربي في مجمله، وبهذه الزيارة يتأكد للجميع ان العرب مهما يكن سوء الأحوال يستطيعون بناء موقف صلب يمنع المعتدين من استسهال السطو على مقدرات الأمة.
واشار نافع إلى أن الدبلوماسية السعودية المصرية المشتركة هي قاطرة مهمة للعمل العربي تسهم في دفعه لتحقيق مهمات عاجلة وملحة وأخرى ذات بعد استراتيجي، وفي مقدمة المهمات العاجلة تكوين وبلورة رؤية عربية واضحة تقف إلى جوار المفاوض العربي في سوريا وفي السلطة الفلسطينية ودعم لبنان.
وأكد نافع بأن الاتفاق في وجهات النظر المصرية السعودية يعطي دفعة قوية للعمل العربي المشترك وصياغة رؤية لإعادة ترتيب البيت العربي واعادة رسم خرائط وهياكل القوة في الشرق الأوسط.
أما الكاتب الصحفي الكبير جلال دويدار رئيس تحرير صحيفة الأخبار اشار إلى أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد تأتي في اطار الدور المحوري للمملكة التي تعتبر المسؤولية القومية العربية ركيزتها الأساسية وفي اطار التواصل والتشاور القائم بين المملكة ومصر كانت الجولة العربية المهمة والتي اختار صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ان تبدأ بمصر وليس خافياً المغزى الكبير لهذا التلاقي المصري السعودي المستمر الذي يؤكد اتفاق وجهات النظر والتعاون الخلاق بما يحقق المصلحة القومية العليا.
وأضاف دويدار في مقالته الافتتاحية بعنوان ختامها,, التلاقي المصري السعودي انه كان طبيعياً ان تركز المباحثات على العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين التي تشهد أزهى عصورها بفضل روح الأخوة والصداقة والتفاهم المشترك التي تربط بين الرئيس مبارك وشقيقه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز.
وأكد دويدار بأن هذه الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني سوف تدفع العلاقات السعودية المصرية الى آفاق جديدة اضافة إلى انعكاسات رؤيتهما المشتركة للأوضاع العربية على تقوية وفاعلية المواقف العربية في مواجهة الأحداث على الساحة السياسية الاقليمية والدولية.
من ناحية أخرى مازالت الاذاعات المصرية تبث تقاريرها حول الزيارة فأكد تقرير اذاعته صوت العرب بأن هذه الزيارة تعيد للاذهان لقاءات القمة على مدى السنوات الماضية أبرزها لقاء القمة الثلاثي في الاسكندرية بين المملكة ومصر وسوريا عام 1996م وكذلك لقاء القمة الذي ضم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس مبارك عام 1999م، وتأتي هذه الزيارة في اطار مواصلة التشاور والتباحث.
وأكد التقرير ان هذه الزيارة وما دار فيها من مناقشات واستعراض هادف للتطورات على الساحة العربية سوف يترتب عليها نتائج مهمة لإزالة الكثير من معوقات التحرك العربي على طريق التضامن.
|
|
|